خص الله سبحانه وتعالى "الإبل" من بين مخلوقاته الحية، وجعل النظر إلى كيفية خلقها أسبق من التأمل في كيفية رفع السماوات ونصب الجبال وتسطيح الأرض.

وقال تعالى:  "أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ {17} وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ {18} وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ {19} وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ {20} فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ {21} لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ" (سورة الغاشية).

وتعد الإبل إحدى المخلوقات العجيبة التي وهبها الله مزايا تختص بها عن سائر المخلوقات الحية، والكثيرون يؤكدون أن الإبل كلها منافع حتى بولها الذي أثار جدلا واسعا مؤخرا فى الأوساط العلمية والشعبية فى مصر خاصة أنه يستند إلى حديث نبوى شريف، فحين لجأ بعض المرضى إلى هذا العلاج بحثا عن بارقة أمل لشفائهم من أمراضهم، أكد العلماء أنه لا جدوى من هذا العلاج إلا من خلال شروط معينة يتعذر توافرها حاليا، وأن الأمر برمته يحتاج إلى دراسات مستفيضة لعله يصلح بعد إثبات صلاحياته وتطويعه صناعيًّا للاستخدام الطبي.

.

سفينة الصحراء

تقول نادية عبدة باحثة التراث، والملقبة ببنت البادية، لـ"هير نيوز"": سفينة الصحراء هواللقب الذي عرفت به واشتهرت عبر الأيام والسنين الإبل أوالجمال أو الجمل وولده وهو صغير ويطلق عليه النوق اوالناقة"، لافتة إلى أن هذه المسميات يعرفها ابن البادية تماما وهي من أهم الوسائل  للانتقال عبر دروب الصحراء وبين جبالها الوعرة وهذا الارتباط يرجع أيضًا لصعوبة المناخ و وقدرتها على التحمل دون عناء مثل الأتربة والرياح، معللة بأن أهدابه مخلوقه لتتحمل هذا الأمر الصعب.

قوة نظر حاد ومعدة تهضم كل شيء

وأضافت نادية أن الإبل لها قوة نظر حادة جدا فهي ترى كل شيء كبيرًا، وكذلك خلقه الله بمعدة قوية جدا تهضم كل شيء مثل الشوك وهو العشب المميز لتربتها، كذلك هناك أعشاب طعمها مر علقم لا يميزها، كذلك ملوحة الماء يشربها ويرجع ذلك إلى معدته التي تهضمه وتحول ذلك بعصارتها إلى طعام قابل للهضم بدون ألم، بينما الماء يتحول إلى ماء عذب.

سنام الإبل

وتابعت: سبحان الله له في خلقه شئون كلنا نعلم فائدة سنام الإبل فهو يخزن فيه كل هذا وفي أغلب الوقت لايأكل معتمدا على الخزين الرباني في سنامه وغير ذلك يحب صاحبه جدا ولكن اتقي الحليم إذا غضب، إذا آذيته لا ينسى ثأره أبدا حتى ولو بعد حين عن طريق ضربه بخفه أو يبرك عليه وفي كلتا الحالتين لا يتركه إلا قتيلا، والمثل يقول: "فلان بيخزن مثل الجمل يعني لا ينسي حقه أبدا" ومثل آخر يقول "عندما تجد شخص ليس عنده مبالاه ويضحك فلان فشته فشة جمل وهكذا".

عمل الكفتة

ونوهت نادية بأن لحم الجمل ليس للأكل ولكن تستخدمه ربات البيوت في عمل الكفتة لأن له مميزات عن اللحوم الأخرى والبادية تركز على لحم النوق لأنه يكون أصلح وأذكي ولعل شهرة البادية إلى ذلك من ناقة سيدنا صالح، مشيرة إلى أن أهل البادية كانوا كل عام يربون ناقة ويطلقون عليها ناقة سيدنا صالح ويذبحونها وياكل منا القاصي والداني وظلت هذه العادة الجميلة بشعائرها الدينية حتي قيام حرب يونيو67، وتوقفت ولكن لها صورة منحوته في الجبل عندنا تخلد ذكراها وهي ذكرى ومناسبة دينية نحكيها ونتذكر حكاوي الأهل، فضلًا عن جلدها الذي له استخدامات عديدة.

اقرأ أيضًا..

احذري.. نقص هذا الفيتامين يُهدد صحتك ويصيبك بالخرف

هل لبن الإبل فيه شفاء للناس؟

وتابعت "نادية": "هل ألبانها فيها شفاء للناس؟ نعم وتشفي من الأمراض المستعصية عفاكم الله مثل أمراض الكبد"، لافتة إلى أن الالبان تكون مخلوطة ببيلانها والسر في ذلك أنها تاكل أصعب الحشائش والأعشاب والتي لا يستطيع أحد الاقتراب منها ولا يتحمل مرارتها وهو جوال داخل الصحراء وما أدراك بأعشابها من خير الطبيعة الصحراوية والتي لا يعرفها أحد غير الله سبحانه وتعالي.

بول الناقة فيه شفاء

وأشارت نادية إلى أنه ينصح ببول الناقة باعتبارها صغيرة في السن خالية من التلوث وغير مصابة بالأمراض التي تنقل منها للإنسان وهي أجدر على الشفاء من الأمراض المستعصية وخاصة الكلى والكبد والجهاز المعوي عامة كما أنها تنقي الدم، منوهة بأهمية شربه فور نزوله أو خلطة مع اللبن، مضيفة أن لبن الناقة يستخدم في غسل وجه الطفل الصغير وعيونه لحمايته من التلوث، كما أن فضلات الإبل تتغذى عليها الطيور.

واسترشدت "نادية" بما جاء عنه صلى الله عليه وسلم في باب التداوي: إرشاده بعض المرضى إلى الشرب من بول الإبل، وألبانها، ثبت ذلك في صحيح البخاري ومسلم، وغيرهما، من حديث أنس بن مالك قال: (قدم رهط من عرينة وعكل على النبي صلى الله عليه وسلم، فاجتووا المدينة، فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "لو خرجتم إلى إبل الصدقة فشربتم من أبوالها وألبانها" ففعلوا، فلما صحوا عمدوا إلى الرعاة فقتلوهم، واستاقوا الإبل، وحاربو الله ورسوله، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في آثارهم، فأخذوا فقطع أيديهم، وأرجلهم، وسمل أعينهم، وألقاهم في الشمس حتى ماتوا). ومعنى اجتووا المدينة أي كرهوا المقام بها لضرر لحقهم بها، مؤكدة بول الإبل طاهر، ودواء نافع، فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بشربه للتداوي، وما كان صلى الله عليه وسلم ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى.

وفي ختام حديثها وجهت باحثة التراث الشكرلكل من يهتم بالإبل ويقيم المهرجانات المحلية  لسباقات الهجن التي تعد من اجمل السباقات التي تميزمحافظة جنوب سيناء.