الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

محمود عبد الحليم يكتب: وبالوالدين إحسانًا «أيها العاق.. تأدب قبل الفراق»

الخميس 24/نوفمبر/2022 - 11:05 م
هير نيوز

سبقتني دموعي وأنا أتابع ما حدث من الشابين اللذين اعتديا على والدتيهما، أحدهما طلب من أمه أن "تربع رجليها" والآخر ترك أمه تواجه الوحدة والجوع والبكاء المستمر على فراق فلذة كبدها، لتخرج لنا على الشاشة وتبكي وتطالب بعودته، وهو يصر على عدم الرجوع، وقال إنه يبحث عن عمل حتى يستطيع توفير احتياجات أسرته المكونة من أمه وزوجته وابنته، ولكنه صدمها وأخذ زوجته وابنته فقط، وقال لأمه "ربنا يتولاكي".. هل هناك جحود وعقوق أكبر من ذلك؟.

لا أعلم.. هل يمكن أن يفعل ابن مع أمه ما شاهدناه وسمعناه خلال الأيام الماضية؟.. لا أصدق ذلك، فحينما عزمت على كتابة مقالي راجعت قسم الحوادث، فرأيت العجب العجاب، كثير من الأبناء يمارسون عقوق الوالدين بل وصل الأمر لضربهما وتعذيبهما، وحين تتحدث لأي منهم يرد عليك بأسبابه اللامنطقية واللا معقولة واللا مقبولة، فلا الشرع ولا الإنسانية تقر بتلك الأفعال.

هذا ترك أمه من أجل أن يوفر لقمة العيش لزوجته، فهل هناك بديل عن الأم في هذه الدنيا؟، كيف ترك أمه تنام وهي تبكي من أجله ويصطحب زوجته؟.. وهل تعرف زوجته أن من يبيع أمه من السهل عليه أن يبيع أي أحد حتى لو كانت هي؟.

أيتها الزوجة المخدوعة، لا تفرحي بما فعله زوجك من أجلك، فغدًا سيفعل معكِ أكثر مما فعله مع والدته، من أجل من هي أجمل أو أغنى منكِ.

ويا أيها العاق، لا تتعجل العقاب، فهو في الطريق إليك مهما بعدت المسافات وطال الزمن، سوف يأتي يوم لا محالة ستدفع فيه ثمن ما فعلت مع والديك، وستتمنى وقتها أن يمر دون عقاب، سوف يتركك ابنك أو ابنتك ويقولان لك "ربنا يتولاك"، ووقتها لن تنفعك دموعك، ولن يتعاطف معك أحد جزاء ما اقترفت يداك مع والدتك.

وأنت أيها الجاحد، من طلبت من أمك أن "تربع رجليها" من أجل أن ترى ابتسامة زوجتك وتتركها تلتقط الصور لأمك مع صوت ضحكات تُثير الاشمئزاز، اعلم أنه سوف يأتي من صلبك من يقول لك "ربع رجليك" حينها لا مفر من تنفيذ الأمر، وسيكون هناك من يلتقط لك الصور مع نفس الضحكات الشيطانية.. فبالتأكيد أنت تعلم أنه "كما تدين تدان".

هل تعلم أيها العاق الجاحد بوالديك، لماذا لم يوصي الوالدين على أبنائهم؟.. لأنهما لا يحتاجان إلى توصية، فهما يجوعان من أجل إشباعك، ويتعرضان للبرد من أجل أن تشعر أنت بالدفء، ولأن رب العالمين يعلم بنفوس جميع البشر، أوصى الإنسان على والديه، لأنك بالفعل تحتاجها أيها الناكر للجميل.

وفي ختام حديثي، أرجو أن تكون قد تعلمت شيئًا، فهذا ليس كلامي بل هو كلام رب العالمين الذي يقول فى كتابه الكريم: "ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنًا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير".

ولتفهم معنى هذه الكلمات المقدسة، فقد أَمَرْ الله الإنسان ببرِّ والديه والإحسان إليهما، التي حَمَلَتْه أمه ضعفًا على ضعف، وحمله وفِطامه عن الرضاعة في مدة عامين، وقيل له: اشكر لله، ثم اشكر لوالديك، إلى الله المرجع فيجازي كُلا بما يستحق.

شكرًا فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب وهذا ليس غريبًا عليك
شكرًا عمرو الليثي على دموعك الغالية..

اقرأ أيضًا..

ads