الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

حازم البهواشي يكتب: (محمود الخطيب)

الأربعاء 09/نوفمبر/2022 - 10:22 ص
هير نيوز

حين تأسس النادي الأهلي عام 1907م كان مكتوبًا على كرسي رئيس النادي من الخلف "محمود الخطيب"… هذه عبارةٌ كتبتُها على صفحة الـ ( فيس بوك ) الخاصة بي في 30 نوڤمبر عام 2017م مع الساعاتِ الأولى ليومِ انتخاباتِ الولاية الأولى للكابتن الخطيب ( أي قبل ظهور النتيجة )؛ دلالةً على أنه منذ دخولِه جدرانَ النادي الأهلي، وقلوبَ جماهيره، كان الجميعُ يراه مستقبلًا في هذا المكان.


قبل هذا التاريخ بنحو أربعة أشهر، استطعتُ إجراءَ حوار قصير مع الكابتن (محمود الخطيب) على هامش فعاليات المؤتمر الوطني الدوري للشباب في نسخته الرابعة، الذي استضافته قاعة المؤتمرات الكبرى بمكتبة الإسكندرية يومي الإثنين والثلاثاء 24 و 25 يوليو 2017م.


هذا الحوار لم يرَ النور، ولم يُذع؛ إذ إن القائم على إذاعته وقتها لم يكن يحبني، ولما كان الحُبُّ والكُرهُ عاملَين مُهمَّين جدا في المنح أو المنع، دون الاكتراث بمصلحة العمل، فإنه أخذ مني الحوار ومعه أربعةٌ أُخَر، وأخبرني أنه بعث بها للإذاعة، وقد أُذيعت بالفعل!! وهو ما تأكدتُ من عدم صحته بعدها!! ولم تكن إذاعته عقب المؤتمر ممكنة؛ فهو حوارٌ يتعلق بالحدث، ومن ثم فهو قصير، حوالي ثلاث دقائق.


لعل هذا التصرفَ غيرَ المسؤول من المسؤول، يلفت نظرَنا إلى أفعال المرضى النفسيين من المديرين _ والتعميم مرفوض _ الذين يُشخصنون الأمور، وتظل مصلحتُهم فوق كل اعتبار، لكنني أكتب اليوم داعيًا مَن سيُحالفه الحظ بإجراء حوار مع الكابتن الخطيب مستقبلًا، أن يسأله: كيف يستطيع تحمُّلَ هذه الصغوط التي تُخرِجُ أقلُّ منها بكثير المرءَ عن صمته ووقاره؟! ماذا يفعل ليُدرِّبَ نفسَه على هذه الميزة: قوة التحمل وعدم الغضب؟! هل هناك ما يقرؤوه ليساعدَه على هذا؟! هل هناك تمريناتٌ نفسيةٌ وعصبية تجعله أكثرَ قُدرةً على التحمل، أكثر صبرًا، أكثر طاقةً على مواجهة السُّباب بله ضغوط المنصب؟!


قالت فِئةٌ: إنه ممثل!! فهل يستطيعُ من ليست هذه طبيعتُه أن يُمثلَ على الناس نحو خمسين عامًا دون أن ينكشف أمرُه ( وقّع الخطيب للنادي الأهلي عام 1972م ) حتى وإن كان قد حاز الأوسكار كأحسن ممثل؟! ما عهدناه إلا عفيفَ اللسان، قليلَ الكلام، كبيرَ المقام، تشهد على ذلك الملاعبُ والصحفُ والإذاعة والتليفزيون قديمًا، واليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرُها من الوسائل الإعلامية حديثًا، فهل عهِدناه سبَّابًا شتَّامًا مُتطاولًا، أم عهِدناه قويًّا شديدًا بحق، يملِكُ نفسَه عند الغضب؟!


في أحد مؤتمرات الشباب كان (الخطيب) من بين المتحدثين بإحدى الندوات، وحين قدَّم المذيع ( رامي رضوان ) المتحدثين وكان من بينهم الوزيرُ المحترم (خالد عبد العزيز) وزيرُ الشباب والرياضة آنذاك، والناقد الرياضي الكبير (حسن المستكاوي)، نال (الخطيبُ) الحظَّ الأوفرَ والأعلى من تصفيق وترحيب الحضور، رغم أنهم جميعًا لم يشاهدوه في الملاعب لاعبًا!! فتبسّم (المستكاوي) وبِسَمْتِهِ الهادئ، نظرَ إليه، وحركةُ يده ولسانُ حاله يقولان: ماذا نفعل؟! هذا قَبول وهذه محبة من الله!!


أما عن كواليس حواري الذي لم يُذع، فقد رأيتُ الصديق العزيز المخرج بقطاع الأخبار، (وسام عمار) يصافح الكابتن (الخطيب) ، وكنتُ خلفَ (الخطيب)، فتحدثتُ إلى (وسام) بصوتٍ عالٍ، قائلا: (طبعًا يا وسام، الكابتن دلوقتي بيقولك إنه محمود الخطيب، مع إني أنا محمود الخطيب)!!!!


التفتَ إليَّ (الخطيب) مبتسمًا ومُسَلِّمًا ومنحنيًا قليلًا، قائلًا: (ليَ الشرف)، فعرّفتُه بنفسي، وطلبتُ أن أسَجِّلَ معه، فاعتذر في البداية، وقال: (تعلم أنني لا أسجل)، قلتُ له: (المؤتمر للشباب، وأنتَ لك تجربةٌ أخلاقية عالية في الملاعب، أحب أن يستفيدَ منها الشباب، فقد كنتَ لاعبا ملتزما، عُرِف عنك الأداء الجيد بعيدا عن الخشونة أو العنف، ولم تحصلْ في تاريخك على المستوى المحلي إلا على إنذارين فقط، ربما جاء أحدُهما مشكوكًا في صحته، فضلًا عن أنك لم تحصل على طرد مطلقًا).


أُعجِب (الخطيب) بما قلتُه، وقال لي والابتسامة على وجهه: (بس أنا مابعرفش أتكلم)!!!!


قلتُ له مبتسمًا أيضًا: (مين مابيعرفش يتكلم؟! أنا؟! عمومًا لو ماتكلمتش كويس مش هذيع)!!


لم تفارقه الابتسامة، ووافق على إجراءِ الحوار بكل ود وترحاب.


اِختلِفْ أو اتفقْ مع (محمود الخطيب)، أحِبَّهُ أو حتى اِكرَهْهُ، لكن دعونا نُعلمُ أولادَنا أن الاحترامَ أبقى وأطولُ عُمرًا.

ads