يصادف اليوم التاسع من نوفمبر، ميلاد صانع البهجة والنجوم، أستاذ الكوميديا، موليير الشرق، جوكر الأفلام، الفنان الصوفي، أسطورة الفن المصري، العبقري الكاتب الراحل أبو السعود الإيباري، أحد رواد السينما المصرية، والذي أثرى الفن بأكثر من 500 فيلم ومسرحية، كما يعد أيضًا صاحب أشهر "الإفيهات" بالأفلام الكوميدية، بالإضافة لموهبته في كتابة الأغاني والمونولوجات.

ورغم مرور ما يزيد على 53 عامًا على رحيل الكاتب والمؤلف الكبير أبو السعود الإبيارى إلا أن أعماله لا تزال تعيش بيننا، وتاريخه الثري يستمتع به الأجيال، ويشهد بعبقرية موهبته وتفردها وما قدمه للفن من أعمال ونجوم، ساعد في اكتشافهم وتألقهم.

أبرز محطات العبقري "أبو السعود الإبياري"

-ولد العبقري أبو السعود الإبياري في التاسع من نوفمبر عام 1910 في حي باب الشعرية.

-ظهرت موهبته في الكتابة منذ نعومة أظافره فكان يكتب الزجل، ونشرت له أول قصيدة "زجل" في مجلة "الأولاد".

-بعد حصوله على الشهادة الابتدائية، كافأه والده بالذهاب للسينما ليشاهد أول فيلم في حياته لشارلي شابلن.

-حصل على دبلوم (مدرسة الفنون والصنايع) المتوسطة، ولم يكمل تعليمه الجامعي.

-أعجب الإبياري بالكاتب الكبير بديع خيري واتخذه مثلاً أعلى، وشجعه بديع على أن يقدم أول مونولوج للمونولوجست سيد سليمان "بوريه من الستات" وحقق نجاحاً كبيراً.

-التحق الأبياري بفرقة "بديعة مصابني" وكتب الإسكتشات الفُكاهية والروايات، وأولها رواية "إوعى تتكلم" عام 1933م، ولم تحقق نجاحاً جماهيرياً، وهو ما حفزه على أن يكتب روايات أخرى تجعله يستحق لقب مؤلف مسرحي، وبالفعل ألّف بعدها أكثر من 300 مسرحية بما فيها من أغانٍ.

اقرأ أيضًا..

«نشرة أهل الفن».. رقص حسين فهمي.. رسالة منى فاروق وغموض سمية الخشاب

بديعة مصابني

-اضطرت المغنية السورية بديعة مصابني لإلغاء فقرة التمثيل في المسرح الخاص بها، ليجد الإبياري نفسه دون عمل بشكل مفاجئ، وراح يشكو لصديقه وقتها الفنان بشارة وكيم سوء حظه وكيف يعاني من الفقر رغم أن مهنة التأليف تجلب الذهب، ولكنه على العكس يعاني البطالة، وفكر في أحواله لو كان غنيا، وهنا قفزت إلى ذهنه فكرة أول أفلامه "لو كنت غني" والذي قام ببطولته بشارة وكيم وعرض عام 1942 بعد أن تحمست المنتجة آسيا داغر للقصة وحصل على أجر 50 جنيهًا.

-التقى الإبياري بعدها الفنانة عزيزة أمير التي روت له فكرتها "طاقية الإخفاء" ليكتب الفيلم الذي حمل الاسم نفسه وعرض في بداية الأربعينيات أيضا، وتعاون بعدها معها في "الفلوس"، وأصبح اسم أبو السعود الإبياري وقتها هو الحصان الرابح في الكتابة بتلك المرحلة، فتعاون مع أنور وجدي وماري كويني وفريد الأطرش وآسيا وعزيزة أمير.

-يعد أبو السعود الإبياري واحدا من أساطين الكوميديا، رغم تجاربه التراجيدية التي استمر في تقديمها 10 سنوات في أربعينيات القرن الماضي، ومنها أفلامه مع فاتن حمامة في بدايتها مثل "اليتيمتين – ست البيت – ظلموني الناس – أخلاق للبيع" ، لكن النجاح الكبير الذي صنع اسمه كان من خلال الكوميديا، ومزج بين كوميديا الهزل والموقف والنكات والقفشات الضاحكة، وهو ما يظهر في أعمال مثل "المليونير" و"فاطمة وماريكا وراشيل" و"سكر هانم" و"عايز اتجوز" و"جنة ونار"، فكان تميمة الحظ لنجاح الكثير من النجوم وقتها، مثل محمد فوزي وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ.

التوأمة مع إسماعيل ياسين

-كون مع إسماعيل ياسين فرقة مسرحية في عام 1954، وقدما معاً 66 مسرحية، إلى جانب الأفلام التي قدماها معا، ساهم أبو السعود الإبياري في نجاح إسماعيل ياسين بشكل كبير من خلال تقديم الإفيهات بشكل مكثف في أفلامه سواء السلسلة التي حملت اسمه "إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين" و"إسماعيل ياسين في الجيش"، و"إسماعيل ياسين في البوليس".

وحتى الأفلام الأخرى مثل "حماتي قنبلة ذرية" و"عفريت عم عبده" و"الحموات الفاتنات" و"إنسان غلبان"، وكذلك "إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة" و"المفتش العام". وقدم في فيلم "المليونير" محاكاة ساخرة لنابليون بونابرت والإمبراطور الروماني نيرون والشاعر العربي عنترة بن شداد من خلال استعراض "عنبر العقلاء".

بصمة في الأغاني الشعبية

-بجانب الكوميديا، ترك أبو السعود الإبياري بصمة في الغناء الشعبي فكتب "يا نجف بنور" و"يا بتاع التفاح" و"البوسطجية اشتكوا" و"لقيته وهويته"، وأيضا "يا عوزال فلفلوا" و"أنا قلبي دليلي" و"العدس الليلة يوم عيده"، فضلا عن "احنا التلاتة سكر نباته" و"يا رايحين للنبي الغالي".

- رحل الكاتب الكبير أبو السعود الإبياري في 17 مارس عام 1969 وترك ميراثا سينمائيا ومسرحيا كبيرا. 

- وجسد شخصيته الفنان صلاح عبد الله في مسلسل "أبو ضحكة جنان"، والذي قدم قصة حياة الفنان الكوميدي المصري إسماعيل ياسين عام 2009.