الإثنين 01 يوليه 2024 الموافق 25 ذو الحجة 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

من قصص الحب عند العرب.. هل تزوج عنترة وعبلة أم فرقهما القدر؟

الأحد 30/أكتوبر/2022 - 02:47 م
عنترة بن شداد
عنترة بن شداد

زخر التراث العربي بالكثير من قصص الحب والمحبين، وكيف كانت لقاءاتهما وحبهما لبعضهما، فبعضها انتهى نهاية سعيدة، وبعضها توقف، ووصل إلى طريق مسدود.


ونعيش اليوم مع قصة جديدة، من ثنائيات الحب في التراث العربي، أبطالها أبناء عمومة اشتهرا في الشعر والغزل والفروسية والشجاعة، وكان شعرهما نديم الهيام والعشق، وألهم الكثيرين من بعدهما، معنا اليوم قصة عنتر وعبلة.




من هما ثنائي الحب؟


الحبيب هو عنترة بن شداد بن معاوية بن قراد بن مخزوم بن ربيعة بن عوذ بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر.


ولد عنترة في الجزيرة العربية وتحديدًا في نجد بمنطقة تسمى الجواء، وهي منطقة شديدة الحرارة، وكان مولده في الربع الأول من القرن السادس الميلادي، وتحديدا في سنة 525م.


والده هو شداد بن معاوية العبسي، من أكابر أشراف بني عبس، وبنو عبس بطن من بطون قبيلة غطفان الثلاثة وهم عبس وأشجع وذبيان، وينسبون إلى عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان.


أسلموا زمن النبي عليه الصلاة والسلام، وتفرقوا بعد الفتوحات الإسلامية في البلاد، وقد جاء ذكرهم في تاريخ ابن خلدون المتوفي عام 1406 بأن لم يبقى لبني عبس وجود في نجد.


أما أمه فقد كانت أميرة حبشية يقال لها زبيبة ررغر، وقد أُسرت في هجمة على قافلة لها وكانت فيها، وأعجب بها شداد فأنجب منها عنترة، وكان لعنترة أخوة من أمه عبيد هم جرير وشيبوب، وكان هو عبداً أيضاً لأن العرب كانت لا تعترف ببني الإماء إلا إذا امتازوا على أكفائهم ببطولة أو شاعرية أو غير ذلك.


أما الحبيبة فهي عبلة بنت مالك بن معاوية بن قراد بن مخزوم بن ربيعة، نفس نسب عنترة، فقد كانت ابنة عمه مالك، ومالك هو شقيق شداد الأصغر منه سنا، وكانت عبلة أصغر من عنترة بأكثر من عشرة أعوام.




اقرأ أيضًا..

صراع في الصغر


كان عنترة صغيرًا يلعب مع الغلمان ويرعى الإبل والأغنام ويدخل الخيام ليخدم أهلها مع أمه، فرأى ابنة عمه عبلة وهي تكبر وتترعرع أمام عينه؛ حيث كان قديمًا يسمح للعبيد بالدخول لخيام الحرائر وخدمتهن، وكان عنترة ذا عينين تريان الجمال من على بعد أميال.


فكان رفض والده الاعتراف به، ووعد إلحاقه بنسبه أمرًا عظيمًا عند عنترة، فزادت معاناته ومرارة الحرمان ومهانة الدار، فكان أهل الخيام يذيقونه الضرب عندما كان يختلس النظر لحبيبته عبلة وهي صغيرة.


وكانت سمية زوجة أبيه تدبر له وتحيك المكائد، وحرضت عليه أباه مرة، وقالت له: "إن عنترة يراودني عن نفسي"، وكان عنترة صغيرًا على مشارف سن البلوغ، فغضب أبوه غضباً شديداً وعصفت برأسه حميته، فضربه بالعصا وأتبعها بالسيف، ولكن سمية أدركتها الرحمة في النهاية فارتمت عليه باكية تمنع ضربات أبيه، فرق أبوه وكف عنه.




قصة حبهما


أحب عنترة ابنة عمه عبلة حبًّا شديدًا، فقد كانت من أجمل نساء قومها، وقد أحبها منذ صغره، فقد كان يراقبها في خفاء حتى كبرت فراح يتحدث ويبوح بحبه لها، ولكن كان لعبلة أخ اسمه عمرو بن مالك، كان يراقب ويتابع ما يفعل عنترة منذ الصغر، فهانه أن يكون عبدًا محبًّا لأخته.


وتقدم عنترة إلى عمه مالك ليخطب ابنته، ولكنه رفض أن يزوج ابنته من رجل أسود من العبيد، ومع إلحاح عنترة طلب منه تعجيزاً له وسداً للسبل في وجهه ألف ناقة من نوق النعمان المعروفة بالعصافير مهراً لابنته.


وصدقه القول عنترة، فخرج في طلب عصافير النعمان حتى يظفر بعبلة، وسار في الصحراء لبلاد العراق حتى لقي في سبيلها أهوالاً عظيمة، ووقع في الأسر من جند النعمان.


وكان قد اشتهر عنترة بالشعر، فلما عرفه الملك النعمان أكرمه وحقق حلمه، وأعطاه ما أراد، ثم عاد إلى قبيلته ومعه مهر عبلة، ولكن عمه عاد يماطله ويكلفه من أمره شططاً، ثم فكر في أن يتخلص منه، فعرض ابنته على فرسان القبائل على أن يكون المهر رأس عنترة.




زواجه منها


اختلف المؤرخون حول زواج عبلة وعنترة، لكن أرجح الآراء قالت إنه تزوجها بعد صراع طويل، وكانت البداية مع المعركة الفاصلة التي خاضتها قبيلته مع قبيلة طيء.


يحكى أن قبيلة طيء أغارت على عبس في ثأر لها؛ حيث كانت عبس غزتها واستاقت إبلها، وكان عنترة مع بني قومه في حومة النزال، ولكنه اشترك مدافعاً لا مهاجماً، وسبب ذلك ما روي أنه شارك من قبل في غزو طيء، ولكنهم بخسوه حقه في الغنائم، إذ فرضوا له نصيب العبد منها وهو النصف فأبى، ومن ثم تقاعس عن الخوض في المعركة.


واشتدت المعركة على بني عبس حتى كادت أن تسلب خيراتها وتدور عليها الدوائر، فلاذوا ولجؤوا إلى عنترة من جانب أبيه قائلاً له: «كُرّ يا عنترة!»، فأجاب عنترة على النداء: «لا يحسن العبد الكر إلا الحلاب والضر»، وفي تلك اللحظة لم يجد أبوه بدًّا من أن يمنحه حريته، فقال له: «كُرّ وأنت حر»، فأسرع عنترة وراح يهاجم حتى انتصر بنو عبس.


وبعد النصر واعتراف أبيه شداد به، طلب من عمه عبلة فوافق وتزوجها، فزالت عنه هجنة النسب وأصبح ابن عم لعبلة فتزوجها.




وفاته


توفي عنترة بن شداد عام 615 م، عن عمر ناهز 70 عاما، واختلف المؤرخون في سبب وفاته، ومن تلك الروايات أنه قتل على يد فارس من قبيلة طيء وكان أعمى تسبب عنترة في عماه، فسمعه وهو ينزل من جواده ليقضي حاجته، وبينما يقضي حاجته، استل الفارس الأعمى سهمه، وعلى صوت تدفق مياه عنترة وهو في الخلاء، أطلق الفارس الأعمى سهمه ليصيب عنترة في مقتل، وتوفي على أثرها.



ads