نانسي نبيل فودة تكتب: الصدق ثبات وهيبة
الصدق هو الصفة الحميدة، التي يجب على الناس
التمسك بها ليصبحوا سعداء متحابين واثقين من أنفسهم، فالإنسان الصادق يكون محبوباً
معروفا بين الناس وينال ثقتهم في جميع أمور الحياة؛ لأنه إكتسب صفة من صفات الهيبة
والجمال، فالصادق المعروف بصدقه يكون له النجاة من المهلكات الحياة، وزيادة البركة في الرزق،الفوز بمنزلة الشهداء، والراحة
وطمأنينة النفس.
بينما الإنسان الكاذب يعدّ من المنافقين،
ويعتبر شخصاً منبوذاً بين الناس، ولا ينال الثقة أبداً ولا الجنة، وقال الله تعالى
في القرآن الكريم في سورة الأنعام "
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ
إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا
أَنْزَلَ اللَّهُ "(٩٣).
ولذلك فإن الصدق جوهرة ثمينة لا يقدّرها إلا
الشخص الحكيم الحريص علي الدنيا والآخرة معا ، لأنها منجاه في الدنيا والفوز
بالآخرة، فالصدق هي الصفة التي كان يختصّ بها الله سبحانه وتعالى الأنبياء بالثناء
عليهم، ومدحهم، ولهذا فقد قال الله تعالى عن نبيه محمد عليه الصلاة والسلام بأنّه
الصادق الأمين، فهذه الصفة شرف للأمة جميعا؛ ولذلك يجب أن تعم الأمة ونقتدي بها
وبرسولنا الكريم.
فالصدق هو الثبات على القول الواحد مما يقطع
أي مجال للجدال على كلمة أو موقف أو دخول في أي عداء.
ولذلك فإن من الواجب والضروري، أن تلعب
التنشئه الأسرية الدور الأساسي في عملية
التربية والإصلاح للأولاد داخل المجتمع،
وتنشئتهم على الدور الهام والأساسي لصفة مبدأ الصدق في حياتنا، وأن ترشد الأسرة
أبنائها أن الصدق دافع لتحقيق النجاح والإصرار في مسيرة حياتك سواء داخل مدرستك او
الجامعه أو وسط أصدقائك أو زملائك في العمل، فهي العامل الأساسي على السير بثبات
في مشوار حياتك.
ومن هذا المقال يجب إيضاح أن هناك حالات
معينة يمكن للإنسان أن يكذب فيها لا يمكن خلطها نهائيا بالكذب المعتاد بين الناس
فهو تغيير الحقيقة أو تزيينها بغرض
الإصلاح فقط بين الناس،
فإن هذا النوع لا يعاقب الله تعالى
عليه لأنه يستخدم في التقريب ونشر الحب
والود والتصالح بين الناس مثل القول شخص بأن الآخر يحبه ويتحدث عنه بالخير، وأيضا
مسموح الكذب على الأعداء الذين يطالبون بمعرفة معلومات خطيرة عن البلاد، فلا يجب
أن يخبرهم الحقيقة، بل يجب أن يخفي الحقيقة ولا يظهرها أبداً حتى لو اضطر للكذب.
وكذب الزوج على الزوجة والزوجة على زوجها
ووصفهما كلا للأخر بالجمال ومحاسن الكلام ، فلا يجب أن يصف بعضهما بالقبح والسوء
أبدا حتى لا يؤدي إلى تدمير العائلة وتفكيكها بينهما فهذه الكلمات الجميلة تزرع
بينهما المودة والرحمة.
فكثيرا ما نواجه أشخاصًا منافقين يلبسون الكذب
برداء الصدق؛ خوفًا من الناس فقط، وفي أنفسهم ضغينة وشرور وعدم ثقة بالنفس ولكن
سرعان ما يسقط هذا الرداء وينكشف أنه إنسان كاذب بين الناس حاول أن يشتري الدنيا ونسي الآخرة ، فخسر الدنيا والآخرة معا،
وخسر نفسه إلي الأبد أمام الله أولا، وأمام الناس ثانيا ولاحقته صفة الكذب إلى
الأبد. (فالصدق منجاة دائما، كن صادقا تصبح أقوى الناس).