سعاد بنت منقذ.. «تميمة الشؤم» عند العرب.. وصاحبة أطول معركة في التاريخ
شخصيتنا اليوم هي سيدة عربية وشاعرة وأديبة كبيرة من
أدباء الجاهلية، تنتمي لقبيلة بنو تميم التي كانت تسيطر على شبه الجزيرة
العربية في الجاهلية.
عرفت بأنها تميمة الشؤم عند العرب، فكان يضرب بها مثل
الشؤم، وإذا ذكر أسمها استعاذ منها العرب، عرفت لدى الجميع بأنها صاحبة أكبر معركة
في التاريخ، والتي صارت قبائل العرب يتقاتلون فيها طيلة أربعون عامًا، وسميت الحرب
على اسمها.
هي خالة جساس بن مرة، فهو بمثابة النار التي أشعلت الحرب،
ولمن لا يعرفه فهو شاعر
شجاع من العرب في الجاهلية، لقب بحامي الجار المانع الذمار، بعدما قتل كليب بن
ربيعة بسبب ناقة خالته البسوس بنت منقذ شخصية اليوم.
من هي البسوس؟
هي سعاد
بنت منقذ بن عمرو بن سعد بن زيد مناة بن تميم بن مر بن إد بن طابخة بن إلياس بن مضر
بن نزار بن معد بن عدنان، وأمها هي الرباب بنت عمرو بن زيد مناة بن تميم.
لقبت
بالبسوس التميمية، نسبة لقبيلة بنو تميم التي كانت
في الجاهلية وصدر الإسلام تسكن في الدهناء وشمال إقليم نجد واليمامة في السعودية، وهي
موطنها الأصلي.
وتعتبر بنو تميم جمجمة من جماجم العرب الكبرى، وكانوا قبل
الإسلام أهل بادية كثيري الحروب، وكانت لهم معارك كثيرة معظمها ضد قبيلة بكر بن وائل،
وكذلك ضد قبائل هوازن ومذحج وغطفان وغيرها.
سعاد وحرب البسوس
وقد عرف عن سعاد بأنها صاحبة أطول حرب عرفها التاريخ
والتي ظلت طيلة أربعون عاما وسميت بحرب البسوس، وهي حرب قامت بين قبيلة تغلب بن وائل
وأحلافها ضد بني شيبان وأحلافها من قبيلة بكر بن وائل، وذلك بعد قتل جساس بن مرة،
وهو ابن الهالة اخت البسوس، لكليب بن ربيعة التغلبي ثأرا لخالته البسوس بنت منقذ.
وذلك بعد أن قتل
كليب ناقة لجارها كانت قد أخذتها منه لزيارة أختها أم جساس، وقد استمرا الحرب استمرت
أعواما طوال بدأت من سنة 494م، وحتى 534م.
سبب الحرب
كانت البسوس تزور أختها الهالة أم جساس ومعها ناقة لجارها قد استعارتها
منه، تركتها أمام خيام قبيلة زوج أختها، فراحت ترعى بجوار خيام بعض جيرانهم.
وكان
كليب بن ربيعة التغلبي سيدا لقبائل معد، فكان يحمي مواقعهم فلا يرعى ولا تورد إبل أحد
مع إبله، وكانوا متجاورين في الديار مع قبائل زوج اخت البسوس.
وكانت
الناقة قد مرت على إبل كليب، فلما رأت الناقة الإبل نازعت عقالها حتى قطعته، وتبعت
الإبل واختلطت، فلما رآها كليب أنكرها ورماها بسهم في ضرعها فماتت.
فعلمت
البسوس بما حدث للناقة، فخرجت تصرخ قائلة: "واذلاه وا غربتاه"، فلما سمعها الجساس غضب
وركب فرسه ولحق به عمرو بن الحارث الشيباني حتى دخلا على كليب.
فقال
جساس لكليب: أيا أبا الماجدة، عمدت إلى الناقة فعقرتها، فقال له كليب: أتراك مانعي
إن أذب عن حماي، فغضب جساس فضرب كليب بالرمح فطعنه، ثم جاء عمرو فطعن كليبا من خلفه
فقطع بطنه حتى وقع كليب يفحص برجله وهو يقول لجساس: أغثني بشربة من ماء، فلم يجبه
جساس وتركه.
أيام الحرب
استمرت
الحرب طيلة أربعون عاما، وكانت فيها أيام تشتد المعركة وقد تم تسمية هذه الأيام
وهي: "يوم النهى، ويوم زبيد، ويوم الذنائب، ويوم واردات، ويوم عويرضات، ويوم أنيق،
ويوم ضرية، ويوم القصيبات، ويوم تحلاق اللمم.
انتهاء الحرب
لما
انهزمت تغلب بيوم تحلاق اللمم، هرب المهلهل مفارقا قومه حتى نزل على بني جنب، فخطبوا
إليه ابنته عبيدة بنت المهلهل فمنعهم، فأرغموه على تزويجها وساقوا إليه في صداقها أبل
كثيرة.
فلما
مر الحارث بذلك الموضع اندفع الرجل يتغنى في أبل صداقها، فقيل للحارث: قد بر قسمك فأبق
بقية قومك، ففعل، وتفرقت بعد ذلك بنو تغلب وارتحلوا حتى نزلوا في شمال غرب العراق فيما
عرف باسم ديار ربيعة.
وبذلك انتهت حرب البسوس ولم يعقل فيها دم ولم تؤد فيها دية لقتلى ولذلك سمت العرب هذه الحرب: البتراء، وقد قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: "لولا الإسلام لأكلت تغلب الناس"، يعني قبيلة بنو تغلب.
اقرأ أيضًا..