ليلى بنت المهلهل.. أعز النساء في الجاهلية التي قُطِعت لأجلها رأس ملك الحيرة
شخصيتنا اليوم هي شاعرة عربية، لها ديوان أول بيت منه
كان سببًا في قطع رأس ملك الحيرة عمرو بن المنذر، عرفت بالعزة والكرامة، حتى أنها
لقبت بأعز نساء العرب في الجاهلية.
فمن شاهد منكم المسلسل السوري العظيم "الزير
سالم" يعرفها جيدا، فهي ابنته التي دعا لوأدها ودفنها حية، كعادة العرب في الجاهلية،
لكن هاتفا زاره في منامه جعله يعود لزوجته يطلبها وينجيها من الوأد.
كانت من جميلات العرب في الجاهلية، وكان لها ابن عمها
فارس بني تغلب الذي هام بها حبا وتغنى بها شعرا حتى تزوجها، ويوم ولادتها حلمت
أنها تلد أسدا يهاجم كل من يقترب منها، فولدت عمرو بن أم كلثوم فارس بنو مالك الذي
قطع رأس ملك الحيرة لما آذى أمه، إنها ليلى بنت المهلهل.
من هي بنت المهلهل
هي الشاعرة العربية الفصيحة ليلى بنت عدي بن ربيعة بن الحارث
بن زهير بن جشم بن بكر بن بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل والذي يمتد إلى
الجد معد بن عدنان، وأمها هند بنت بعج بن عتيبة.
وأبوها هو الفارس المهلهل عدي بن ربيعة الملقب بالزير
سالم، من أفصح الناس لسانا، حتى أنه عكف في صباه على التغزل بالنساء، فسماه أخوه الملِك
كليب بن ربيعة، بزير النساء، فصار لقبه الزير سالم.
لما قتل أخو المهلهل الملك كليب، ثار وانقطع عن الشراب واللهو،
وعزم على أن يثأر لأخيه، فكانت وقائع بكر وتغلب، التي دامت لسنوات طويلة، وكانت للمهلهل
فيها العجائب والأخبار الكثيرة.
وكان المهلهل القائم بحرب البسوس ورئيس تغلب، فلما كان يوم
قضة، وهو آخر أيامهم، وكان على تغلب أسره الحارث بن عباد وهو لا يعرفه، فقال له الحارث:
تدلني على عدي بن ربيعة المهلهل وأنت آمن؟ فقال له: إن دللتك على عدي فأنا آمن ولي
دمي؟ قال: الحارث: نعم، قال: فأنا عدي فقطع ناصيته وتركه.
يوم ولادتها ودفنها حية
لما تزوج المهله هند، ولدت له بنته ليلى فحار في أمره وفكر
في دفنها على عادة العرب في الجاهلية، وقال لزوجته: إقتلي هذه البنت حتى لا نفتضح بين
العربَ، فأشارت هند بإنها ستفعل ذلك.
ولكن عاطفة الأمومة وصرخات الوليدة منعتها، فدعت بخادمة أمينة
لها وأمرتها أن تُغيب الوليدة عنها وتبعدها عن أنظار المهلهل، وأطمأن المهلهل إلى أن
العار الذي لحقه سيدفن في الصحراء، فلما نام المهلهل رأى رؤيا تطلب منه ألا
يدفنها.
فاستيقظ مذعوراً وقال: يا هند أين ابنتي، قالت وأدتها كما
أشرت آنفاً، قال: كلا وإله ربيعة، فأصدقيني، فأخبرته فقصت عليه قصتها مع الخادمة فقال
لها : حسناً فعلت أحسني غذائها وأطلقي عليها اسم ليلى.
زواجها وإنجابها
لما كبرت ليلى وأصبحت فتاة ذات جمال ودلال، َتزوجت كلثوم
بن مالك أحد أسياد وأشراف بني تغلب، فَحملت وقبل ولادتها رأت في منامها أن أسدا
خرج من أحشائها يهاجم من يقترب منها، فولدت عمرو بن كلثوم سَيد بني تغلب.
قصتها مع ملك الحيرة
سأل ملك الحيرة عمرو بن المنذر قومه إن كان هناك من يرفض
أن يخدم أمه، وكانت أمه أم لملك وابنة أخ لملك، فأجابه قومه لا، باستثناء عمرو بن
كلثوم، فسأل: ولماذا ذلك؟ فقالوا: لأن أُمه
هي ليلى بنت المهلهل شَاعِر العرب وعمها كليب الملك، وزوجها كلثوم أفرس العرب وابنها
عمرو بن كلثوم سيد تغلب.
فوضع ملك الحيرة خطة لإذلال ابن كلثوم وليلى، فبعث إلى عمرو
بن كلثوم أن يزوره هو وأمه، فقدم عمرو مع أمه، فصنع لهم طعامًا، وقد قال عمرو بن المنذر
لأمه أن تطلب من ليلى أن تناولها الطعام وتنحي الخدم.
ففعلت أم ملك الحيرة ما أمرها به ابنها، فقالت لليلى: ناوليني
ذلك الطبق، فقالت لها ليلى: لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها، فقالت: ناوليني، وألحت عليها،
فقالت ليلى: واذلاه! يا لتغلب!
فما آن سمع عمرو بن كلثوم ذلك ثار الدم في وجهه والقوم يشربون
الخمر، ونظر إلى سيف ملك الحيرة وهو مُعلق بالسُّرادق فأخذه وضرب به رأس عمرو بن المنذر
ملك الحيرة فقتله.
وفاتها
لم يعلم متى توفيت تحديدا، لكنها عاشت حتى قبيل هجرة
النبي بأقل من خمسون عاما، أي في عام 48 قبل الهجرة.
اقرأ أيضًا..