فتوى الأزهر للزوجات| كيف يمكن للمرأة أن تصبح زوجة لزوجها في الدنيا والآخرة؟
من
بين الأسئلة التي تتردد بين الزوجات والأزواج، ويحترن فيها كثيرًا هذا
السؤال: هل ستكون زوجتي في الدنيا هي زوجتي في الآخرة؟
حقيقة
الأمر أن المسألة تتعلق بشق غيبي أي من الغيبيات التي لا يعلمها إلا الله تعالى،
ومنها ما يتعلق بشق الاجتهاد، والاجتهاد هو ما يقوم به العلماء من بحث وقراءة
لمعرفة واستنباط الحكم الشرعي.
قضية محسومة
فمن
هذه الأمور هذه القضية التي يسأل عنها الكثير من الرجال والنساء، ولهذا تم طرح
السؤال على مركز الأزهر للفتوى الالكترونية، حيث أكد الشيخ علي أحمد رأفت، عضو لجنة
الفتوى، في رده على السؤال، إن الزوجة إن كانت صالحة فإنها تدخل الجنة مع زوجها وتكون
من ضمن أزواجه وينبتها الله نباتًا حسنًا.
وأوضح
بأنه مما يدل على ذلك قول الله تعالى:{جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ
مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ
مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}.
اقرأ أيضًا..
جعلك الله منهن.. صفات نساء أهل الجنة
رأي الدين
ونوه
إلى قول الإمام القرطبي في تفسيره: (يدخلونها مع من صلح من آبائهم، وإن لم يعمل مثل
أعمالهم يلحقه الله بهم كرامة لهم ... والمعنى: أن النعمة غدا تتم عليهم بأن جعلهم
مجتمعين مع قراباتهم في الجنة، وإن دخلها كل إنسان بعمل نفسه، بل برحمة الله تعالى).
وأوضح
رأفت بأنه إذا تزوجت المرأة أكثر من رجل في الدنيا فإنها تكون لمن ماتت عنده في الدنيا،
فقد خَطَبَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ أُمَّ الدَّرْدَاءِ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِي
الدَّرْدَاءِ، فَقَالَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ: إِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ
تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا، فَتَزَوَّجَتْ بَعْدَهُ فَهِيَ لِآخِرِ أَزْوَاجِهَا»
وَمَا كُنْتُ لِأَخْتَارَكَ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ).
وونوه
عضو لجنة الفتوى بمركز الأزهر، إلى قول حُذَيْفَةُ بن اليمان لِامْرَأَتِهِ "
إنْ أَرَدْتِ أَنْ تَكُونِي زَوْجَتِي فِي الْجَنَّةِ فَلَا تَزَوَّجِي بَعْدِي فَإِنَّ
الْمَرْأَةَ لِآخِرِ أَزْوَاجِهَا، وَلِذَلِكَ حَرَّمَ اللهُ تَعَالَى عَلَى أَزْوَاجِ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَزَوَّجْنَ بَعْدَهُ".
آراء الفقهاء
وبين
رأفت، أن بعض الفقهاء لهم قول في هذا الشأن، فقد قال بعض الفقهاء أن تكون زوجة لأحسنهم
خلقا، أو أن الله يخيرها، وهما ضعيفان، والرأي الراجح من قول جمهور الفقهاء هو أن تكون
لآخرهم زوجة.
ونبه
إلى أن الله تعالى بكرمه يبدل أخلاق الزوجات يوم القيامة إلى أخلاق حسنة وصفات طيبة
حتى تقر عين زوجها بها في الجنة، والذي يقدر على أن يبدل الأرض والسماوات ليس ببعيد
عنه أن يبدل أخلاقهن وصفاتهن.