الإفتاء: هكذا يجب أن يحتفل المسلمون بالمولد النبوي.. وهذا حكمه
يعتبر احتفالنا بالمولد
النبوي الشريف شاهدًا على عظيم حبنا للنبي صلى الله عليه وسلم، وشكر لله تعالى على نعمة أن نكون من أمته.
ولا خلاف على أن
إحياء ذكرى مولده الشريف عليه الصلاة والسلام هو من السنة وهو أمرٌ مستحب مشروع، وسار
عليه المسلمون عبر العصور، واتفق علماء الأمة على استحسانه.
وحتى يكون احتفالنا موافقا للشريعة الإسلامية وخاليا من البدع والتبدع، قدمت دار الإفتاء المصرية دليلا على حكم الاحتفال بمولد النبي وكيف يكون احتفال المسلمين به؟
كيف نحتفل بالمولد النبوي؟
تقول دار
الإفتاء: المراد من الاحتفال بذكرى المولد النبوي أن يقصد به تجمع الناس على الذكر،
والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وسلم، وإطعام الطعام صدقة لله، والصيام
والقيام؛ إعلانا لمحبته صلى الله عليه وآله وسلم، وإعلانًا للفرح بيوم مجيئه إلى الدنيا.
واستشهدت
الإفتاء، بحديث بُرَيدة الأسلمي الذي قال فيه: خرج رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم في
بعض مغازيه، فلمَّا انصرف جاءت جاريةٌ سوداء فقالت: يا رسول الله، إنِّي كنت نذَرتُ
إن رَدَّكَ اللهُ سَالِمًا أَن أَضرِبَ بينَ يَدَيكَ بالدُّفِّ وأَتَغَنَّى، فقالَ
لها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «إن كُنتِ نَذَرتِ فاضرِبِي، وإلَّا فلا».
وقالت الإفتاء
بأن في هذا جواز لضرب الدُّفِّ فرحًا بقدوم النبي صلى الله عليه وسلم سالِمًا، فجواز
الاحتفال بقدومه للدنيا أولى، مؤكدة على أن الاحتفال بذكرى مولد النبي من أفضل الأعمال
وأعظم القربات.
وأوضحت السبب في
ذلك، أنه تعبير عن الفرح والحب للنبي صلى الله عليه وسلم، ومحبة النبي أصل من أصول
الإيمان، فقد صحَّ عن النبي قال: «لا يُؤمِنُ أَحَدُكم حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليه مِن
والِدِه ووَلَدِه والنَّاسِ أَجمَعِينَ».
اقرأ
أيضًا..
تعرفي على رأي الدين في مقولة «اكسر للبنت ضلع يطلع لها 24»
حكم الاحتفال بمولد النبي
وأكملت الإفتاء
قولها في حكم الاحتفال بالمولد النبوي، إن الاحتفال بمولده هو الاحتفاء به، والاحتفاء
به أمر مقطوع بمشروعيته، فهو أصل الأصول ودعامتها الأولى؛ فقد علم الله سبحانه وتعالى
قدرَ نبيه، فعرَّف الوجودَ بأسره باسمه وبمبعثه وبمقامه وبمكانته، فالكون كله في سرور
دائم وفرح مطلق بنور الله وفرجه ونعمته على العالمين وحُجَّته.
وأشارت الإفتاء، إلى
أنه قد سار السلف الصالح منذ القرن الرابع والخامس على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم،
بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد
الأشعار والمدائح.
ونبهت الدار،
بأنه نصَّ على ذلك غيرُ واحد من المؤرخين مثل الحافظَين ابن الجوزي وابن كثير، والحافظ
ابن دِحية الأندلسي، والحافظ ابن حجر، وخاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي رحمهم الله
تعالى.
وددت الإفتاء على
أن نصَّ جماهير العلماء سلفًا وخلفًا على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف،
بل ألَّف في استحباب ذلك جماعةٌ من العلماء والفقهاء، بَيَّنُوا بالأدلة الصحيحة استحبابَ
هذا العمل؛ بحيث لا يبقى لمَن له عقل وفهم وفكر سليم إنكارُ ما سلكه سلفنا الصالح من
الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف.