"يُفقد المصلي ثوابها".. حكم النوم والكلام أثناء خطبة الجمعة
قد تصلي الجمعة وتكملها حتى نهايتها،
وتخرج دون أن تدرك حسناتها بالكامل، أو أن الله تعالى لا يقبلها منك، بسبب غلبتك
النوم أثناء الخطبة، أو بسبب كلمة تخرج منك دون أن تدري.
حكم النوم أثناء خطبة الجمعة
أكدت دار الإفتاء المصرية، أن النوم اثناء
خطبة الجمعة يفقد المصلي ثوابها كاملا، مبينا أنه إذا كان يقعد قعود المتمكن، حتى وإن
أخذته سنة من النوم لا ينقض الوضوء، وصلاته صحيحة.
وبين أنه أذا ما كان المصلي الذي غلبه
النوم متكئا على عمود؛ فليس جلسة المتمكن، وعليه إن نام فهذا الأمر ينقض وضوءه، وعليه
أن يقوم للوضوء ثم يصلي الجمعة .
حكم الإنصات للخطيب
من تمام كمال الصلاة أن ينصت المصلي
للإمام وهو يخطب الجمعة، فقد أخبرنا النبي الله صلى الله عليه وسلم أن أجر الإنصات
إلى الخطيب هو مغفرة ذنوب عشرة أيام كاملة.
فقد روى عن رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ، فَاسْتَمَعَ
وَأَنْصَتَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ، وَزِيَادَةُ ثَلاَثَةِ
أَيَّامٍ، وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا".
فليس المطلوب من المؤمن الإنصات فقط؛ بل الإنصات
والتركيز، لتحصيل كل كلمة يقولها الخطيب، فمجرَّد لمس حصى الأرض للتشاغل بها وقطع الوقت
يُعَدُّ لغوًا.
وقد صَنَّفَ النبي صلى الله عليه وسلم، من
يحضر صلاة الجمعة إلى ثلاث أقسام؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَحْضُرُ
الْجُمُعَةَ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ، رَجُلٌ حَضَرَهَا يَلْغُو وَهُوَ حَظُّهُ مِنْهَا، وَرَجُلٌ
حَضَرَهَا يَدْعُو، فَهُوَ رَجُلٌ دَعَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِنْ شَاءَ أَعْطَاهُ،
وَإِنْ شَاءَ مَنَعَهُ، وَرَجُلٌ حَضَرَهَا بِإِنْصَاتٍ وَسُكُوتٍ، وَلَمْ يَتَخَطَّ
رَقَبَةَ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُؤْذِ أَحَدًا فَهِيَ كَفَّارَةٌ إِلَى الْجُمُعَةِ الَّتِي
تَلِيهَا، وَزِيَادَةِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ، وَذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ
يَقُولُ: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}".