الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

شجاعة والدتها ونقل السلاح بالأغنام.. نادية عبده تروي بطولات المرأة البدوية في حرب أكتوبر

الخميس 06/أكتوبر/2022 - 02:06 م
هير نيوز

رغم دور الكثيرين من المجاهدين الذين ضحوا بأرواحهم حتى فتحوا طريق النصر وأعادوا الأرض والعزة والكرامة في حرب أكتوبر، إلا أن هناك أيضًا سيدات مجاهدات لعبن أدوارًا ومشاهدَ بطولية استطعن تأديتها دون خوف من هجمات العدو الغاشمة، فاتخذن من بيوتهن مأوى للضباط المصريين، ومن ملابسهن لإخفاء الأسلحة ومن الأغنام حجة لإخفاء آثار الفدائيين والضباط المصريين، بالإضافة إلى المساعدة في نقل الطعام للجنود على الجبهة الشرقية، ونقل المعلومات عن تحركات العدو.


ومع مرور الذكرى الـ49 لانتصارات أكتوبر المجيدة 1973، يسترجع "هير نيوز" مع باحثة التراث نادية عبده، من طور سيناء، الدور الذي لعبته المرأة البدوية إبان الحرب.





نصر أكتوبر حول سيناء إلى فرحة غامرة


تقول نادية عبده: "نصر أكتوبر الذي حول سيناء إلى فرحة غامرة ولعب دورًا إلى دخولها إلى حيز الاهتمام، لعبت خلاله المرأة السيناوية دورًا أساسيًّا في الاحتفاظ بهذه الأمانة التي وضعها في أعناقهم بظهور نوره فوق أرضها وهي "طور سنين"، هذا العهد حفظه أهل البادية إلى وقتنا هذا، وكلنا نعلم أن المرأة البدوية في كنف زوجها لا تستطيع أن تخرج بدون إذنه ولكن عندما كان يطلب منها خدمة وطنها فهي لا تتوانى في تنفيذ هذه الأمور المهمة".




اقرأ أيضًا..

«الصول فايقة».. بطلة ضمدت جراح الجنود في حرب أكتوبر.. وأول سيدة تتولى هذا المنصب



البدويات هن حائط صد للرجال


وأشارت "نادية عبده" إلى أن أغلب سيدات مدينة طور سيناء هن حائط صد للرجال الذين كانوا مكبلين بكل القيود التي تعيقهم إما بالقتل أو بالأسر أو المراقبة، وهذا ما تعلمه النساء أولا طاعه لله ثم الوطن ثم حفاظًا على هذا الوطن، مؤكدة أن القوات المسلحة لها الدور الأعظم في ربطهن بالوطن الأم؛ ولهذا يحتفظن ببعض الصور.


وعن دور المرأة البدوية في حرب أكتوبر تقول: نعلم أن المرأة في البادية راعية للغنم وهذا أعطاها فرصة عظيمة لمعرفة الدروب المستحيلة وكن يساعدن في أمور عدة لا تحتمل ذرة شك؛ حيث كن يحملن الرسائل من مكان إلى آخر، ويساعدن الجنود إلى البر التاني من القناة، وكانت منهن أيضًا الطبيبة التي تضمد جراحهم دون خوف.



المرأة السيناوية صلبة


وأضافت: "المرأة السيناوية صلبة لا تعرف ليونة فهي تقوم بعمل الطعام رغم صعوبة المعيشة في البيئة الصحراوية، فهي تقوم من الفجرية لتجهيز الطعام للأعداد الموكلة إليها ومن تجهيز النار وتجهيز أدوات العجن ويتقاسمن العمل بينهن حتى ينتهي في وقت صغير في هذه الحال تطعم الجنود والضباط؛ لأنها تعلم أن هذا الدور من كرامة زوجها وحبا لوطنهم الأم مصر، بجانب تخزين الأسلحة موضحة أن الأغنام لعبت دورًا كبيرًا في حمل الأسلحة من مكان إلى آخر دون أدنى شك لأن أي مستعمر يعلم طبيعة الحياة داخل سيناء".



صور المعاناة


وتابعت: "صور المعاناة خلال الاحتلال جعلتهن يوحدن الجهاد والكفاح وترتيب وظائفهن القوية وكل سيدة في طور سيناء تعلم هذا الدور".


وأردفت: "أعلم أن سيدات لُطِمَت وجوههن وطارت أقراطهن في مقابل أن يكشفن للعدو الصهيوني عن أسماء الجنود والضباط المصريين ومن تتعرض لآلام الوضع ينقلونها إلى تل أبيب بالطائرة ولكن رفضن، ومنهن من ماتت شهيدة وفضلن الموت على تلقي خدمة من العدو، فكثيرات منهن لقين حتفهن ومتن في ولادة متعسرة ورفضن الولادة في تل أبيب بالطائرة؛ حتى لا تعاير أو عندما يكبر ولدها يطلقون عليه اليهودي أو الإسرائيلي وهذا ما يشينه؛ ولذلك فضلن الموت على أن يلدن أولادهن في إسرائيل".



السيدات يخبئن الضباط المصريين في بيوتهن


وتحكي "نادية" عن والدتها قائلة: "كانت السيدات يخبئن الضباط المصريين في بيوتهن (الحلج) وهي عبارة عن مدينة أو قرية تابعة لمدينة طور سيناء تقع بين قرية الجبيل والمدينة، وهذا ما حدث مع والدتي، عندما دقوا الباب يبحثون عن الضباط المصريين، أنكرت والدتي وجودهم مما جعل الجندي الاسرائيلي يحاول اقتحام الدار ودفعته والدتي؛ مما جعله يضربها على وجهها ومن شد فرطه في الضرب غطى الدم وجهها، فخاف الجندي اليهودي وفر من أمامها، ودخلت والدتي الدار مما جعل والدي يطيب خاطرها وقال لها "إن الله سينصرهم والله غالب لأمره"، لافتة إلى أن هؤلاء الضباط هم من مدوا لوالدها يد العون عندما حدثت هجرة 67.





اقرأ أيضًا..

السيدة انتصار السيسي في اليوم العالمي لكبار السن: عظيم تقديري واعتزازي لآبائنا وأمهاتنا



ads