أهداف سويف.. أول كاتبة عربية ترشح بجائزة "بوكر" الأدبية
الأربعاء 13/يناير/2021 - 10:54 ص
رضا يوسف
أهداف سويف، كاتبة عربية من العيار الثقيل، ولدت في 23 مارس 1950، بمحافظة القاهرة، وهي ابنة أستاذ علم النفس الدكتور مصطفى سويف، وأستاذة اللغة الإنجليزية فاطمة موسى، وهي أديبة مصرية، وروائية، ومحللة سياسية واجتماعية؛ تكتب بالإنجليزية، وتعيش بين القاهرة ولندن.
قضت "أهداف" حياتها قبل الجامعية في لندن مع والدتها أثناء قيامها بالسعي للحصول على شهادة الدكتوراه؛ فدرست في مرحلة ما قبل الجامعة بمدارس القاهرة ولندن، ثم حصلت على ليسانس الآداب من قسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة سنة 1971، بعدها حصلت على درجة الماجستير في اللغة الإنجليزية وآدابها من الجامعة الأمريكية بالقاهرة سنة 1973، ثم نالت منحة للسفر إلى إنجلترا ودرست في جامعة لانكستر لتحصل على درجة الدكتوراه في اللغويات سنة 1978، كان موضوع رسالتها للدكتوراه "التحليل السيميائي للصور الأدبية في الشعر الإنجليزي من 1550 إلى 1950".
وعاشت في إنجلترا في الفترة ما بين العام الرابع والعام الثامن من عمرها، حيث كانت والدتها تدرس الدكتوراه بجامعة لندن، ودرست بالمرحلة الابتدائية في بريطانيا وتعلمت القراءة بالإنجليزية من سلسلة كتب الأطفال الشهيرة آنذاك "الأرنب الرمادي الصغير" لكاتبة الأطفال البريطانية أليسون أتلي (1884 ـ 1976) وغيرها من القصص المصورة الإنجليزية، ثم تعلمت العربية عندما عادت إلى مصر، ولكنها ظلت تفضل القراءة بالإنجليزية، خاصة أن كتب الطفل العربي لم تكن متطورة بعد.
وكتبت "أهداف" أعمالها الأدبية بالإنجليزية بشكل أساسي، وتخصصت سويف في الكتابة الروائية، النقد الأدبي، الترجمة الأدبية، الكتابة غير الروائية، التعليق على الأحداث السياسية والثقافية، وحصلت على الدكتوراه الفخرية من جامعتين بريطانيتين، وقامت سويف بالتدريس في كلية آداب جامعة القاهرة في بداية السبعينات، ثم سافرت إلى لندن للدراسة واستقرت هناك حيث تزوجت من الكاتب والأديب والشاعر الإنجليزي المعروف أيان هاملتون، وهو ناقد أدبي له مكانة مرموقة بين الأدباء.
كانت أول مجموعة قصصية قصيرة صدرت لها العام 1983، وهي باللغة الإنجليزية بعنوان "عائشة"؛ ثم صدرت لها الرواية ذائعة الصيت "في عين شمس" عام 1992، واستقبلتها الأوساط الأدبية الغربية بحفاوة شديدة ما دفع ناشر الرواية البريطاني للقول عنها: "إنها رواية مهمة وشبه معجزة"، إنها الرواية الإنجليزية العظمى عن مصر وإنجلترا ، فهي تجمع بين عالمين متناقضين.
لدى "أهداف" العديد من المؤلفات أهمها "زينة الحياة"، مجموعة قصصية، وتعد أول كتبها الصادرة باللغة العربية، ثم "زمار الرمل"، وهي مجموعة قصصية أيضًا ولكن بالإنجليزية؛ ثم روايتها "خريطة الحب"، التي تقع في 700 صفحة وترصد فيها بدايات الاستيطان اليهودي في أرض فلسطين، وقد رُشحت هذه الرواية لنيل جائزة "بوكر" الأدبية، وهي بمثابة جائزة "نوبل" للروائيين الناطقين بالإنجليزية، وبهذا تكون الدكتورة أهداف سويف هي أول كاتبة عربية يتم ترشيحها للجائزة التي يعد مجرد ورود اسم أي روائي في القائمة الصغيرة للمرشحين إليها كفيلًا بأن يدفع اسمه إلى كوكبة كبار الروائيين في العالم أجمع.
ويشار إلى ترجمة أعمالها الأدبية لأغلب لغات العالم، ومن أحدث إصداراتها: "في مواجهة المدافع.. رحلة فلسطينية"، وهي مجموعة من المقالات الأدبية، وتشغل سويف منصب رئيسة مركز إنجادجد إيفنتس بلندن منذ عام 2008 حتى الآن.
أصدرت أهداف سويف مجموعتها القصصية الأولى بالإنجليزية سنة 1983 وروايتها الأولى بالإنجليزية سنة 1992، كما ترجمت سويف إلى الإنجليزية "رأيت رام الله" لمريد البرغوثي، مع مقدمة بقلم إدوارد سعيد سنة 2005، فيما قامت دكتورة فاطمة موسى، والدة أهداف سويف، بترجمة بعض أعمال ابنتها، ومنها مجموعتها القصصية "زمار الرمل" وروايتها "خارطة الحب"، بينما لم تترجم روايتها الأولى "في عين الشمس" (1992).
ومن الأعمال القصصية والروائية، عائشة، مجموعة قصصية، صدرت عن دار جوناثان كيب 1983، وأعادت دار بلومزبيري نشرها سنة 2000، ووصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة الجارديان الأدبية في عام نشرها، و" في عين الشمس"، رواية، 1992، تقع الرواية في حوالي 800 صفحة.
وقد قال عنها ناشرها البريطاني: "إنها رواية مهمة وشبه معجزة، إنها الرواية الإنجليزية العظمى عن مصر، وفي الوقت نفسه الرواية المصرية العظمى عن إنجلترا؛ فهي تجمع بين عالمين متناقضين، زينة الحياة وقصص أخرى (مجموعة قصصية صدرت بالعربية عن دار الهلال، 1998، تضم 8 قصص قصيرة مترجمة عن الإنجليزية هي "زينة الحياة" و"ميلودي" و"شي ميلو" و"تحت التمرين" و"السخان" و"المولد" و"عودة" و"أذكرك"، خارطة الحب ، رواية، 1999، ووصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر، وترجمت إلى 21 لغة وبيع منها أكثر من مليون نسخة، وكانت طبعتها العربية بترجمة الدكتورة فاطمة موسى والدة أهداف، وأصدرتها عن دار الشروق.
وتم تجميع قصص مختارة من مجموعتيها "عائشة" و"زمار الرمل" في مجموعتين هما "أذكرك" التي نشرت سنة 2007، و"قصص عن أنفسنا" التي نشرت سنة 2010، بالإضافة إلى "في مواجهة المدافع (مقالات سياسية)"، رحلة قامت بها الكاتبة إلى فلسطين لتكون شاهد عيان على المواجهات الفلسطينية الإسرائيلية، وضُمت فيما بعد إلى مقالات كتاب "البين بين" الذي صدر سنة 2004.
كما كتبت أهداف سويف مقدمة لكتاب "التعليم تحت الاحتلال" الذي صدر سنة 2006 للكاتب "نك كينج" ،ومقدمة مذكرات الكاتب الفرنسي جان جينيه المعنونة "سجين الحب"، والتي نشرت بعد وفاة جينيه، وترجمت العديد من الأعمال الأدبية أشهرها رواية "رأيت رام الله" لمريد البرغوثي عام 2005، وفي الليلة الأكثر عمقاً" (1998)، مسرحية لمجموعة "الورشة" المسرحية قدمت على مسرح مركز كنيدي الثقافي بواشنطن.
وفي عام 2010، تم منح جائزة شاعر فلسطين الراحل "محمود درويش" للثقافة والإبداع مناصفة بين الكاتبة المصرية أهداف سويف والكاتب الجنوب أفريقي برايتن برايتنباخ، حيث تميزت بأعمالها الإبداعية التي اهتمت بالدفاع عن قضية الشعب الفلسطيني وإبراز هذه القضية على نطاق دولي واسع.
وفازت بجائزة أفضل مجموعة قصصية من معرض القاهرة الدولي للكتاب عن مجموعتها القصصية "زمار الرمل" (1996)، كما وصلت إلى القائمة القصيرة لكل من: جائزة بوكر الأدبية بـرواية "خارطة الحب" سنة 1999، وجائزة الجارديان الأدبية بـمجموعة "عائشة" سنة 1983، وفازت بزمالة مؤسسة لانان للأدب سنة 2002، كما اختيرت ـفي استفتاء أجرته صحيفتا الجارديان والأوبزرفر في سبتمبر 2011، كواحدة من بين الكُتّاب المائة الأكثر تأثيراً في بريطانيا، كما حصلت على درجة الدكتوراه الفخرية في الأدب من كل من: إكستر (2008)، جامعة لندن متروبوليتان (2004)، جامعة لانكستر (2004)، جائزة الأميرة مارغريت من مؤسسة الثقافة الأوربية للعام 2019.
أما عن المراكز والعضويات الشرفية لها ، فكانت عضو مؤسس ورئيس لجمعية الأحداث الملتحمة (المملكة المتحدة)، زميل الجمعية الملكية للأدب (المملكة المتحدة)، عضو مجلس جائزة كين للأدب الإفريقي، عضو بمنظمة العفو الدولية (المملكة المتحدة)، عضو اتحاد كتاب مصر (مصر)، مشرفة حملة الوحدة الفلسطينية -المملكة المتحدة، عضوة مجلس أمناء المتحف البريطاني، عضوة مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية.