راندا الهادي تكتب: ( شِد الفيشة )!!
مبدأ ( شِد الفيشة ) يجب أن يكون من المبادئ
الأساسية في حياتنا اليومية، ( شِد الفيشة ) لتنفصلَ عن الروتين اليومي؛ وهنا
العلاج بالسفر أو الخروجات مع الأصحاب أو بأضعف الإيمان كسر هذا الروتين وإن لم
تتحرك من منزلك، مارِسْ هواية، اقرأ رواية، أو اتصل واطمئِن على صلة رحمك، ( ويبقى
أجر وثواب ).
( شِد الفيشة
) من العلاقات المؤذية، وهنا سأسكتُ قليلا، لأن ( الواحد أو الواحدة ) تجده يعاني
ومضغوطًا، وواضحٌ للجميع أنه الطرف المظلوم في علاقةٍ ما، ويُصر على تحمُّل
المعاناة والألم النفسي والضغط العصبي كبديل عن ( شَدِّ الفيشة ) وإنهاءِ تلك
العَلاقة المُشوهة، التي يسميها المعالجون النفسيون العلاقات السامة أو
(التوكسيك)، وهذه أسوأ أنواع العلاقات المَرضية، حيث وصفتها الطبيبة النفسية (
سيلفيا كونجوست ) بأنها تلك التي ينتهي بك الأمرُ فيها إلى المعاناة أو الشعور
بالتعاسة، ما يجعلك تشعر بالقلق والاكتئاب، وتفقِدُ ثقتك بنفسك تدريجيا بسبب
التعرض للإساءة العاطفية أو الجسدية.
( شِد الفيشة
) من ارتفاع الأسعار، لعلك تسأل: كيف هذا يا فيلسوفة الزمان؟!!! سأجيب: ليس كما
قال المتصوف الشهير ( إبراهيم بن أدهم ):
وإذا غــلا شــيءٌ عــلــيَّ تــركـــتُــهُ *** فـيـكـونُ أرخـصَ مـا يـكونُ إذا غَـلا
لا، إنما أيضًا: جِدْ له بديلًا أو ( صَغَّر
اللقمة ) على رأي ( ياسين ) في ثلاثية العبقري نجيب محفوظ، بمعنى قلِّلِ النفقات،
وإن لم تجِدِ الدافعَ لذلك في جودة المعروض، ستجده بلا شك في تبخُّرِ المفروض
إنفاقُه من دخلك الشهري.
نعود مرة أخرى لمبدأ ( شِد الفيشة ) والذي
يُعجبني لما يوفره من تحررٍ للنفس، وصونٍ لكرامتِها وتقويمٍ لمسلكها في الكثير من
الحالات، ومنها هذه الحالة التي سأذكرها والتي يجب علينا جميعا تطبيقها حرفيًّا:
الحالة لوالدين يُعانيان ( الأمرّين ) مع
أولادهم بسبب الساعات الطويلة التي يقضونها أمام الشاشات الإلكترونية، ما زاد
انفصالهم عن المحيط الاجتماعي داخل الأسرة وخارجها، مع ارتفاع نبرة صوتهم
وحِدَّتها في التعامل بينهم، ومع الآخرين، وإهمالهم وتكاسلهم عن المشاركة في أي
نشاط !!
هنا لم يقف الوالِدان مكتوفي الأيدي، إنما
قررا أن يقوما بِـ ( شَدِّ الفيشة )، شَدّ الفيشة من الشاشات الإلكترونية وغلقها
والسماح فقط بساعة في اليوم معها.
الغريب كما حكت لي الأم أن أبناءها تذمروا
لعدة دقائق، ثم أمام إصرار والدَيهم تقبلوا الأمر، ولأول مرة - تحكي الأم ووجهُها
تملؤه سعادة الانتصار - ترى أحدَ أبنائها مُمسكًا بكتاب يقرؤه !!
إذن الحل بسيط يا سادة، ( شِدّ الفيشة ) !!