متخصص «علم نفس إكلينيكي»: تحجيم طموح المرأة يُصيبها بالاغتراب
الأربعاء 13/يناير/2021 - 06:12 ص
هبه سامي..
قال الدكتور محمد طاهر مزيد المتخصص في علم النفس الإكلينيكي: "إن هناك الكثير من القيود التي تفرضها الثقافة المجتمعية على المرأة، وتقوض من جهودها وتعرقل طاقاتها الجبارة".
وتابع، "فالمرأة منافس قوي وخصم شريف للرجل، دائمًا وأبدًا ما تخوض المرأة في المجتمعات الغربية مضمار العمل والتحديات دون كلل وملل، ولكن في المجتمعات الشرقيه يقابل طموح المرأة ويصطدم بتوقعات المجتمع علي قدر ثقافته، والتي تنعكس في مدى ما يسمح به للمرأة من أدوار قيادية ومكانات وكيانات ثقافية وعلمية والتي تعد عماد المجتمع".
واستطرد، "ففي مصر القديمة كانت المرأة ملكةً وقاضيةً وطبيبةً، بل وقائد الجيش مثل "أباح حتب"، وكانت "فيرونا" أول ممرضة في التاريخ والتي علمت أوروبا أصول النظافة الشخصية وبني لها كنائس، في الحضارة الإسلامية لم يعرف عن الإسلام إلا رفعه لقدر المرأة، فها هي عائشة أم المؤمنين راوية الحديث بعد النبي ومجاهدة في سبيل الله، مع أبيها أبي بكر الصديق".
وأردف قائلاً، "فالمجتمع يعكس صورته في مدى قبوله بطموح المرأه وعملها دون أن يعرقل تقدمها أو يحجم طموحها، لأن ذلك فيه هلاك للمجتمع، فالمرأة إذا أعددتها أعدت شعبًا طيب الأعراق، كما قال أمير الشعراء أحمد شوقي، "فالمرأة أم للطبيب والفيلسوف، وكم من عالم من العلماء المسلمين ربتهم أمهاتهم على القيادة والإدارة والعلم".
واستكمل الدكتور محمد طاهر ، مزيد أن التأثير النفسي لتحجيم المرأة يكمن في إهدار طاقات جبارة كانت ستنفع المجتمع لو لم يتم إهدارها، لافتًا إلى أن التأثير النفسي على المرأة يصل إلى الاكتئاب النفسي والإحباط، وتدني مفهوم الذات، والشعور بالاغتراب النفسي والظلم والافتراء، وبالتالي العدائية تجاه المجتمع الذي يقوض من جهودها نتيجة العنصرية الذكورية، التي لا تبالي بمن أقدر ومن يستحق، فضلاً عن ضعف الثقه بالنفس والشعور بالدونية، وزيادة القلق والتوتر النفسي والاضطربات "السيكوثوماتيه" النفسية الجسمية التي تؤثر على الأسرة والأبناء.
واختتم حديثه قائلاً، "وهناك أمثلة حية كثيرة لمن كن يستطيعن ولكنهن منعن لأسباب مجتمعية، لذا هناك حاجة ماسة لمجتمع مستنير يقبل طموح المرأة وتمكينها".