نهى الطالوني تكتب: الملاذ المؤقت
إلى أين نتجه حين نشعر بالعزلة؟ إلى أين
نذهب حين نحتاج إلى نصيحة تساعدنا في اتخاذ قراراتنا المصيريه؟ كيف يمكننا التخلص
من أعباء قلوبنا التي لا يمكننا مصارحة الأقربين بها؟ لربما كان القريب هو سبب
الشعور بالندبه والأذى وعلاقتنا به هي أساس المشكلة والأزمة!!!!
انتشرت في الآونه الأخيرة ظاهرة بشكل ملحوظ
تكمن في طرح مشكلة ما عن طريق السوشيال ميديا، تنشر من خلال أحد الصفحات الاجتماعية
لأحد أعضائها مطالباً نشرها دون ذكر اسمه أو الإشارة إليه.
مما لا شك فيه أن الإنترنت والسوشيال ميديا
تحديداً قد اجتاحت خصوصيتنا واخترقت بيوتنا فعلاً دون استئذان فقد كانت سببًا
رئيسيًّا في تحويل حياتنا جذرياً وعرضها على المشاع للجميع دون أي إدراك منا أو
تدخل متعمد فهي مثابة مغناطيس يلعب على الاحتياجات والآثار النفسيه لدى الجميع.
تتنوع المشاكل المطروحة ما بين خلافات زوجية أو قضايا متعلقة بحرية المرأة أو أزمات أغلبها أزمات ثقة حتى تطور الأمر من مشاكل مألوفه وتقليدية إلى أخرى غاية في الحساسية.
ملاذ افتراضي يبدو هدفه تخفيف حمل ثقيل عن القلوب المكلومة يقوم من خلاله مسؤول الصفحه بطرح المشكلة، ويتيح في الوقت نفسه الفرصة لصاحب المشكلة التفاعل مع المعلقين ومناقشة آرائهم وتوضيح موقفه والدفاع عن نفسه إن لزم الأمر دون الكشف عن هويته.
لهذه الدرجة لا نستطيع مواجهه المجتمع بما
نعاني؟
بكل هلع نختبئ وراء ستار خوفاً من القيل
والقال؟!!
منتهى القسوة حين ينصب الإنسان نفسه حاكماً
على غيره.
منتهى الظلم الهروب من أقدارنا تحسباً لنظرة
البشر.
يقول الله تعالى في سورة الحجرات: {وَلا
تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ
الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ}.
الأزمه أزمه مجتمع سنظل بسببه هاربين من واقعنا لعالم افتراضي لا جدوى منه سوى إفراغ طاقة وتخدير الألم وتسكينه لوقت مؤقت..
ليس حلاً ولكنه أصبح أسلوب حياة.