نيهال كُريّم تكتب: نبتدى منين الحكاية... !!!
السبت 17/سبتمبر/2022 - 07:01 م
للمرة العاشرة أو المائة تقرأ الخطاب..
حبيبتي وأميرتي زوجتي الجميلة.. آسف على التأخير الإجباري في إرسال خطابي الأسبوعي، بعد أن قرأت رسالتك ووضعتها فوق باقي الخطابات أغمضت عيني أتخيلك وأتذكر ملامحك وأنت تبتسمين وقصة شعرك التي تحيط بوجهك المنير.
وأسأل نفسي.. إلى هذا الحد يحبني الله لكي يجعلك خطيبتي وزوجتي؟..
وضحكت كثيرا عندما تذكرتك حينما كنت تجرين أمامي وأنت طفلة عمرها 5 سنوات أو أقل بقليل حين كنت تنظرين لي من خلف زجاج الفرندة..
وحين كنت أشترى لك الشوكولاتة وتأخذينها وتجرين ثم تعودين وتفتحيها لتقسميها معي ومع إخوتك..
كنت دائمًا شقية مرحة جميلة مبهجة وحنونة ومميزة.
وأتذكر أنني كنت دائما أقول لنفسي آه لو كانت هذه الطفلة صبية أكبر قليلاً لخطبتها، ولم أكن أعرف أن العمر سيمر وسيذيب فرق العشر سنوات تلك وتصبحين كالوردة الوردية اللون والعطر والروح.. كان في داخلى شيء يقول إنه سيحدث في الأمور أمور..
لا أعرف كيف غفلت عنك عدة أعوام حين كنت أعود في الإجازات بحقيبتي على بيت أمي وبيوت إخواتي البنات.. وأخرج مع أصحابي وأسافر في رحلات.. وأمر على خالي في المقهى أو أجده في زيارة لأمي "عمتك" فأكتفى بمعرفة أخباركم جميعا منه سريعا دون وعي مني أنه في بيته يسكن نصفي الآخر ورفيقة العمر.
أغمضت عيني مبتسمًا وأنا أفكر وأتذكر وأتخيل.. لكن قبل الفجر جاءني خبر بضرب منطقة كان فيها صديقي عادل.. وفي المستشفى جلست بجواره 4 أيام لكن للأسف لم يستطع الأطباء إنقاذه.. بكيت كثيرًا في غرفتي وأصبت بحالة من فقدان التوازن مع سلسلة من الأسئلة.. منها كيف لو كنت أنا مكانه؟ وحمدت الله أننا لم ننجب بعد، كما اتفقت معك.
لم أكن أستطيع أن أكتب لك حرفا في تلك الفترة أبدًا.. وأخيرًا وجدت نفسي في حاجة إلى أن أسكب لك مشاعري وما يجول في خاطري.. أنت يا رفيقة الدرب يا ظل صحراء حياتي ونهر روحي المجروحة..
سامحيني على التأخير الأخير.
والآن جاء دورك في أن تروي لى ما يروي روحي من قصصك الطيبة مثل روحك النقية.
قبلت الخطاب بروحها قبل شفتيها.. ووضعته في حقيبة فيها زجاجة العطر الذي يحبه مع باقي الخطابات بالترتيب مربوطة بشريطة حمراء.. ثم ذهبت لتتوضاء وتصلى ركعتين شكر لله.
وأغرورقت عينيها بدموع فيها امتنان وعرفان لله على سلامة ابن العمة الضابط الهمام أبو أولادها في المستقبل وحبيب عمرها منذ الطفولة.
وأضاءت الأباجورة قبل الفجر بساعة لتمسك القلم لتحكي له كل ما فاته من أحداث وجارتهم ليلى وزوجة صديق أبيها و ... و.... و....
وفي المرة القادمة ستعرفون بماذا هددته بعد أن عرفت ما حدث لزميله عادل.
فمن روايات أمي ورسائل أبي تعلمت أن السنوات أبدًا لا تضيع الحب وأن الورق كثير ما يكون فيه روح أجمل من أرواح البشر.
انتظروني مع باقي الحكاية..