هل الاغتسال يوم الجمعة خاص بالمتزوجين فقط؟.. إليك رد لجنة الفتوى
ورد سؤال للجنة الفتوى بالأزهر الشريف، تسأل فيه سائلة،
عن مدى صحة ما يقال بأن فضل الاعتسال يوم الجمعة لا تكون إلا للمتزوجين فقط دون
غيرهم؟
الاجابة
وقد أجابت لجنة الفتوى، بان هناك حديث رواه أوس بن أوس رضي
الله عنه ، قال : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ اغْتَسَلَ
يَوْمَ الجُمُعَةِ وَغَسَّلَ ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ ، وَدَنَا وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ
، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا".
وبينت اللجنة، أن موضع الشاهد منه كلمة "وغسل
" من قوله صلى الله عليه وسلم"مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَغَسَّلَ"،
فالمسألة هنا خلافية بين أهل العلم في المراد بقوله "من غسّل واغتسل".
فهل المراد كونه سببا في غسل امرأته بجماعه لها، أو المراد
أنه بالغ في النظافة بغسل رأسه أو وضوئه مع الاغتسال، وعلى هذا لا يلزم الجماع، فيتمكن
غير المتزوج من إدراك الفضل، والراجح هنا أن الغسل يوم الجمعة هو الغسل المعتاد وليس
غسل الجنابة بحدوثها.
واستشهدت لجنة الفتوى بما قال النووي في "شرح مسلم" :" قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
" مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ " ، مَعْنَاهُ
: غُسْلًا كَغُسْلِ الْجَنَابَةِ فِي الصِّفَاتِ وهَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ فِي تَفْسِيرِهِ
.
اختلاف الاراء
وَقَالَ بَعْضُ الفقهاء في كُتُبِ الْفِقْهِ : الْمُرَادُ
غُسْلُ الْجَنَابَةِ حَقِيقَةً قَالُوا: وَيُسْتَحَبُّ لَهُ مُوَاقَعَةُ زَوْجَتِهِ
لِيَكُونَ أَغَضَّ لِلْبَصَرِ وَأَسْكَنَ لِنَفْسِهِ .وَهَذَا ضَعِيفٌ ، أَوْ بَاطِلٌ
، وَالصَّوَابُ مَا قَدَّمْنَاهُ "
وبينت اللجنة أن خلاصة الجواب: أن الفضل في الحديث ثابت ولا
يختص بالمتزوج الذي أتى أهله فاغتسل يوم الجمعة لأجل الجمعة والجنابة ، وإنما المقصود
المبالغة في التنظف مع الاغتسال غسلا كاملا ، يشبه غسل الجنابة .