الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

الأزهر والإفتاء يحذران بعد تعدد حالات قتل الفتيات: «نزعة ذكورية» تحتاج لعلاج نفسي

الأربعاء 14/سبتمبر/2022 - 09:15 م
تعدد جرائم قتل الفتيات
تعدد جرائم قتل الفتيات باسم الحب

يبدو أن تعدد حالات قتل الفتيات خلال الفترة الأخيرة، أصبح هاجسًا يطارد الآباء والأمهات خوفًا على بناتهن من هذا المصير المرعب، كما تترك تلك الأحداث المؤسفة مجالًا للنقاش بشأن العنف الذي يلجأ إليه بعض الشباب وارتكاب الجرائم البشعة لمجرد الرفض أو غيره من الأسباب التي تكون دافعًا للقتل، وأسباب هذه الميول العدوانية، هل هي مشكلة في التدين أم التنشئة غير السليمة من جانب الأسرة؟.




على غرار حادثتي قتل نيرة أشرف وسلمى فتاة الشرقية، حاول شابان قتل فتاة من المنصورة أمس ليلًا، وسط المارة، غير أنهما لم يتمكنا من إيذائها بشكل كبير، وتدخل الناس لإنقاذها، والسؤال الآن، هل انتزعت الرحمة من قلوب الشباب؟، أم أن الوازع الديني ذهب من النفوس؟.




من الكبائر وإفساد في الأرض


لم يكن الأزهر الشريف بمعزل عما يحدث في الشارع المصري من أحداث تعدد مقتل الفتيات على يد الشباب بدافع الحب، فقد أكد الأزهر، على أن الإسلام وضع لهذه الغاية منظومة تشريعية متكاملة، لتقيم مجتمعا سويا فاضلا، مشددا على أن حياة الإنسان ملك لخالقها سبحانه وتعالى، وأن الاعتداء على حقه في الحياة أكبر الكبائر، سواء بالاعتداء من إنسان، أو بالانتحار.


ونبه الأزهر إلى أن قتل النفس كبيرة من أبشع الجرائم، وقد غلظ الإسلام العقوبة فيها؛ فالالتزام بالدين ومعرفة الشرع وعاقبة الكبائر يحجز الإنسان عن الجرائم التي عدها الإسلام من كبائر الذنوب.


ونبه الأزهر إلى أن جهالة الدين وغياب الوعي والضمير من أسباب الجرأة على حدود الله وحقوق الناس، وفاعل هذه الجرائم البشعة متجرد من كل قيم وتعاليم الدين بل والإنسانية.


وأكد الأزهر على أن قيام الدولة بالقصاص من القتلة، حق عام للدولة وللمقتول ولأهله وللمجتمع كله، حتى ينتشر بساط الأمن فيه لقوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي ٱلۡقِصَاصِ حَيَوٰةٌ يَٰٓأُوْلِي ٱلْأَلْبَٰبِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.


وبين أنه لابد من توقيع أقصى العقوبات على المُجرمين المُتجاوزين حدود الدين والإنسانية بجرائمهم البشعة، ورؤية الناس لمآلهم ونهايتهم، يزجر عن ارتكاب جرائم مماثلة، وينشر الأمن والعدالة في المُجتمع.



واستطرد الأزهر في بيان له حول انتشار جرائم القتل، بأنه لا مبرر لجريمة قتل النّفس مُطلقًا، سواء في ذلك قتل الإنسان لأخيه الإنسان أم اعتداء الإنسان على نفسه بالانتحار، بل تبرير الجرائم جريمة كُبرى.


وأضاف: أن الخوض في أعراض المسلمين لاسيما من أسلم روحه، سلوك مُحرَّم، وإيذاء مذموم للأحياء والأموات، ذمّ الله صاحبه بقوله سبحانه: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}.


وتابع الأزهر، الانتقاص من أخلاق المُحجَّبة أو غير المُحجَّبة؛ أمرٌ يُحرِّمه الدِّين، ويرفضه أصحاب الفِطرة السَّليمة، واتخاذه ذريعة للاعتداء عليها جريمة كبرى ومُنكرة.


ونبه الأزهر، بأنه للمجتمع دور في وأد الجرائم، وحسن التّخلص من أجزائه المفسدة المخرّبة، بالاتحاد والفاعلية والحفاظ على القانون، أما السلبية مع القدرة على منع المعتدي، والاكتفاء بتصوير الجرائم عن بعد، فأمور تساعد على تفاقم الجريمة وتجرؤ المُجرمين.


كما أن تداول مقاطع الجرائم المُصوَّرة، وتكرار نشرها على مواقع التّواصل الاجتماعي ينشر الفزع بين أبناء المُجتمع، ويُنافي قيم الرَّأفة والرَّحمة والسِّتر.




همجية العصر


أما الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى، فقد أكد على أن ما يحدث من تعدد جرائم القتل من الشباب للفتيات، يعد من إفرازات الهمجية الحاصلة من منتجات العصر من العنف الشديد الذي اعتاد الناس علي رؤيته بعينيها.


وقال في رده على سؤال حول أسباب هذه الأحداث، إن كثرة المساس تقتل الإحساس، والعنف لا يقتصر فقط علي الميديا ولكن أيضا في الألعاب التي يلعبها الأبناء، وكذلك في الأعمال الفنية التي تعرضها العديد من المنصات.




وأشار إلى نزعة ذكورية موجودة عند البعض تعزز في الذات فكرة "أنا ما اترفضش" وذلك يرجع لبيئة هذه الشخصيات وتربيتها، وهذا الشخص يحتاج إلي العلاج النفسي لأنه غير سوي.


ولفت أمين الفتوى، إلى أن الابن الذي يأتي علي بنات سواء أكبر أو اصغر فيظلم الأب أو الأم البنات محاباة له، ولا ينكرون اعتداءه عليهن بالضرب فتعزز الأسرة في نفسه الاستعلاء والتسلط علي الأنثي، فحين ترفضه الأنثي يصدم لأنه "متعودش حد يقول له لأ".

 

..اقرأ أيضًا

الإفتاء تحسم الجدل بشأن حكم الطلاق لعدم القدرة الإنجابية


ads