حواديت علا محمد.. عن عادل شريف
أعلنت أسطورة التنس سيرينا ويليامز اعتزالها
بعد 23 بطولة كبرى حصدتها منذ حصولها على أولى بطولاتها عام1999 وهي بعمر 17 سنة
بينما تستعد لبلوغ عامها الـ41 في 26 سبتمبر الجاري.
عقب انتهاء مذيع النشرة الرياضية من أخباره
طفت على سطح ذاكرتي بطولات التنس الكبرى التي كانت تُبَث على القناة الثانية
بالتليفزيون المصري وبالأخص بطولتي رولان جاروس الفرنسية و ويمبلدون الانجليزية
مصحوبة بصوت الرائع الذي استطاع أن يجمع المصريين كلهم حول مائدته العامرة في موسم
هاتين البطولتين، أتذكر تعليقاته التي كنا نعرفها ونحفظها عن ظهر قلب و مع ذلك
نضحك فور تكرارها مع تشوقنا للمزيد من المصطلحات التي تنضم كل عام إلى ذكرياتنا عن
فترة هي الأجمل والأغني بالنسبة لجيلنا جيل السبعينات، أتذكر منها:
"الكرة
مستديرة، نتائجها مثيرة، أحيانا قريرة، وأحيانا مريرة"
"ساحقة
ماحقة، لا تصد ولا ترد"
"ألعاب
شهيرة، وألعاب شهيدة"
عرف المصريين بواسطته أسماء الأبطال الأشهر
في لعبة التنس كإيفان ليندل وبوريس بيكر ومارتينا نافرتيلوفا وشتيفي جراف ومونيكا
سيليز بل وعرفنا منه أيضا تاريخهم وقصتهم مع الحياة والرياضة وكفاحهم حتى وصولهم
إلينا كلاعبين محترفين.
كانت فترات هطول الأمطار خصوصا في ويمبلدون
فرصة عظيمة لنا لسماع المزيد من ذكرياته وقصصه المثيرة، حيث يغطى الملعب بالغطاء
الواقي المميز ويتدثر الجمهور بمظلاته المتباينة الألوان وينطلق عادلنا الشريف
برواياته العظيمة مثل شهرزاد في ألف ليلة وليلة حبا في جمهوره ومستمعيه لا خوفا من
مسرور السياف.
تعرفت على شريف الشوباشي كشخصية ثقافية في
رولان جاروس حيث كانت اقامته وقتها في باريس وجاءنا صوته عبر مايكروفون عادل شريف
لنغوص معهما في بحار حواديتهما الممتعة عن مصر الجميلة وزمانهما الجميل المنصرم.
من بحثي قبل كتابة هذه السطور عرفت أنه في
حي ويمبلدون الشهير تعرف عادل شريف على رئيس القسم العربي بإذاعة BBC
السوداني الجنسية الطيب صالح الأديب الشهير والذي استمع لتعليقه على المباريات من
خلال الصندوق الزجاجي بالملعب فطلب منه أن تنضم موجة الإذاعة والتلفزيون الانجليزي
إلى موجة مصر لبث مباريات ويمبلدون بصوته وتعليقاته المميزة ليوافق فورا ويصبح
عادل شريف متعاقدا مع التلفزيون المصري وشبكة BBC
الإنجليزية معا.
عشق المصريون كرة القدم وصرخوا وهللوا وربما
تشاجروا معا لأجلها، لكنهم أيضا وعن طريق معلقنا العظيم هاموا عشقا في تلك اللعبة
التي لا يقدر على ممارستها إلا الطبقة المخملية نظرا لارتفاع نفقاتها و غلاء أسعار
أدواتها لكنها وبسببه باتت مذكورة بين كل طبقات المجتمع وباتت المناقشات دائرة عقب
انتهاء كل مباراة يملأنا الشوق لمعرفة من الفائز بالمباراة القادمة ومن الذي سينال
الكأس.
بسببه أقيمت ملاعب التنس في مراكز الشباب
الشعبية وراجت سوق مضارب التنس وكراتها المميزة بل وأقامت المراكز التجارية الكبرى
عروضا وتنزيلات كي يصبح سعر تلك الأدوات في متناول الجميع.
ألا يستحق عادل شريف أن يكون من عظماء
بلدنا؟!