"هير نيوز" يرصد 10 معلومات عن مدينة سانت كاترين تعرف لأول مرة
تمتلك مدينة سانت كاترين العديد من المقومات السياحية؛ ما يجعلها تتصدر قائمة أفضل المدن السياحية في العالم، فهي تعد من أكثر مدن جنوب سيناء خصوصية وتميزًا، فهي أعلى الأماكن المأهولة في سيناء، حيث تقع على هضبة ترتفع 1600 متر فوق سطح البحر، وتحيط بها مجموعة جبال هي الأعلى في سيناء بل وفي مصر كلها.
وأعلاها قمة جبل كاترين وجبل موسى وجبل الصفصافة وغيرها، هذا الارتفاع جعل لها مناخًا متميزًا أيضًا، فهو معتدل في الصيف شديد البرودة في الشتاء، مما يعطي لها جمالًا خاصة عندما تكسو الثلوج قمم الجبال، وأعلنت المنطقة محمية طبيعية وتاريخية، فأصبحت سانت كاترين مدينة داخل محمية، وهي منطقة ذات أهمية كبيرة.
ويستعرض "هير نيوز" في هذا التقرير 10 معلومات عن دير سانت كاترين (التراث الثقافي بمنطقة سانت كاترين)، بحسب ما قاله الدكتور أسامة صالح ، مدير آثار راس سدر (وزارة السياحة والآثار) :
التراث العالمي
1- أدرجت منطقة سانت كاترين على قائمة التراث العالمي منذ عام 2002 فى مؤتمر بودابست ، وهى احدى المواقع السبع التي تحتفظ بها مصر كمواقع تراث عالمى ، واذا كان وجود دير سانت كاترين ( بما يمثله من شهرة عالمية ) سببا رئيسيا فى ادراج المدينة على قائمة التراث العالمي ، الا أن المدينة تحتفظ بالعديد من المواقع الاثرية التى لا تقل أهمية عن دير سانت كاترين ، هذا الى جانب ما تتميز به المدينة من موروثات ثقافية تعتبر من التراث الثقافى اللامادى ، فعلى صعيد المواقع الأثرية نجد أن المدينة تحتفظ بالعديد والعديد من الأطلال الاثرية لمنشآت مسيحية يرجع تاريخ بعضها الى القرن الثالث الميلادى ، وهى مواقع لا تزال أطلالها شاهدة على مرحلة مهمة من مراحل انتشار الديانة المسيحية وانتشار الرهبنة فى سيناء ، وتنتشر هذه الأطلال على قمم الجبال المختلفة فى سانت كاترين مثل جبل الصفصافة وجبل موسى وجبل الدير وجبل فريع وبالقرب من جبل أم شومر ، وفى العديد من الأودية مثل وادى الأربعين ووادى طلاح ووادى جبال ووادى أسلا ، وجميع هذه المناطق تزخر بالعديد من الاطلال الأثرية التى تؤرخ لانتشار الرهبنة فى سيناء.
العهدة المحمدية
2- فى العصر الاسلامي تمتعت هذه المنطقة برعاية خاصة من سائر الحكام المسلمين عملاً بالعهدة المحمدية التى يحتفظ بها الدير والتى كفلت للرهبان حرية ممارسة عقيدتهم وضمان سلامتهم وسلامة منشآتهم ، وفى العصر الفاطمى شهدت المنطقة انشاء أربعة مساجد فاطمية بنيت فى عهد الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله ، جاء أحدهم داخل دير سانت كاترين ليصبح الدير الوحيد فى العالم الذى يضم بداخله مسجدا ، أما الثلاثة مساجد الأخرى فأحدهم فوق قمة جبل موسى والآخر فوق قمة جبل الطاحونة بوادى فيران أما المسجد الرابع والذى ظل يمثل لغزا للباحثين والمؤرخين فقد وفقنى الله عز وجل من خلال بحثي فى الماجستير وتمكنت من التوصل الى مكانه والعثور على بقاياه التى لا تزال قائمة الى اليوم فى أحد الأودية البعيدة فى سانت كاترين بالقرب من وادى أسلا فى منطقة عرفت فى العصر الفاطمى باسم ( فاران الجديدة ) ، واللافت للنظر أن أرضية هذا المسجد قد تعرضت للتخريب بفعل الحفائر العشوئية التى قامت بها بعثة جامعة تل أبيب فترة احتلال اسرائيل لسيناء.
التراث الثقافي اللامادي
3- أما عن التراث الثقافي اللامادي بالمنطقة فيتمثل فيما تحتفظ به المدينة الى يومنا هذا من عادات وتقاليد ، وفنون الحرف اليدوية التى ينتجها أبناء قبيلة الجبالية ، بل ان قبيلة الجبالية نفسها تمثل فى حد ذاتها معلما من معالم التراث الثقافي اللامادي بمنطقة سانت كاترين ، تلك القبيلة التي أخذت على عاتقها منذ القرن السادس الميلادى حماية الدير ورهبانه ، ولاتزال الى اليوم على عهدها مع الدير رغم كونهم من المسلمين ، فنجد أن حارس الدير وحامل المفاتيح الخاصة بالدير هو أحد أفراد قبيلة الجبالية ، ولا غضاضة أن نجد حارس الدير المسلم يصلى داخل الدير المسيحى ، وهوما نجده ايضا فى التراث المعماري بالدير حيث يتعانق برج الكنيسة مع مئذنة المسجد.
اقرأ
أيضًا..
«التجلي الأعظم» مشروع عملاق جديد في سانت كاترين.. إليكِ التفاصيل
برية سيناء
4- أما عن مسميات المدينة على مر التاريخ فان منطقة سانت كاترين وردت الاشارة اليها فى التوراه باسم (برية سيناء) وفى العصر البيزنطى عرفت المنطقة باسم (طور سيناء ) وهى التسمية التى ورد ذكرها فيما بعد فى القرآن الكريم ، ووردت تسمية طور سيناء فى مكاتبات الدير قبل الفتح الاسلامى لمصر ومن مكاتبات ذلك العصر توقيع المطران " ثيوناس" فى محاضر القسطنطينية عام536م بعبارة " أنا ثيوناس الكاهن بنعمة الله النائب عن رهبان طور سيناء ورايثو وأبرشية فاران المقدسة "، ومن النص السابق نستطيع أن نحدد ثلاثة أسماء أطلقت على ثلاثة مواقع فى القسم الجنوبى من سيناء وهى طور سيناء ويقصد بها " سانت كاترين الحالية " ورايثو وكان يقصد بها قديماً مدينة الطور الحالية ثم فاران والتى لاتزال تعرف بنفس مسماها حتى اليوم.
وبعد انتقال مركز الأبرشية من فيران إلى طور سيناء 649م أصبح مطران الدير يلقب بمطران "دير طور سيناء وفيران وراية"وظل هذا المسمى مستخدماً لفترات طويلة فى العصور الإسلامية وتدلنا على ذلك المكاتبات التى كانت تصدر من رهبان الدير أنفسهم فى صورة التماسات وشكايات للحكام والمسئولين وكانت تنص صراحة على مسمى " دير طور سيناء".
أما التسمية الحالية للمدينة (سانت كاترين ) فقد تم إطلاقها على الدير من قبل الرحالة وزوار الدير من الأجانب فى فترة الحروب الصليبية (1099- 1270م) ووجود الصليبيين فى سيناء ، حيث كان بالدير كتيبة من الفرسان تعرف باسم " كتيبة السينائيين لحماية الدير وتركوا توقيعاتهم على جدران الدير المختلفة ولا يزال الدير يحتفظ بهذه الكتابات والنقوش على جدرانه حتى اليوم وفى تلك الفترة نقلت ثلاث أصابع من رفات القديسة (ذوروثيا ) - والتى لقبها جنود الحملات الصليبية بكاترين ( أى المتوجة بإكليل من الورد )- إلى أوروبا ثم أعيدت لتوضع مع بقية رفات القديسة فى الصندوق المحفوظ بنهاية مذبح الكنيسة، وتبع ذلك انتشار قصة القديسة كاترين بشكل كبير فى سائر أنحاء أوروبا وروى عنها قصة الإصبع الذى يخرج منه زيت ويأتى بالمعجزات ، حتى أنه فى القرن الحادى عشر الميلادى أصبحت القديسة كاترين سيدة العلماء ورجال الدين والفلاسفة، وهو الأمر الذى دفع أحد النبلاء ويدعى هوج دى مونت Hogue des Monte إلى إنشاء كنيسة صغيرة بجانب قصره فى منطقة لوريس بمقاطعة سارت بفرنسا فاصبحت أول كنيسة تحمل إسم القديسة كاترين.
وفى القرن الرابع عشر الميلادى ورد أول ذكر لمسمى دير سانت كاترين على الخرائط التى أعدها المؤرخ البندقى مارينو دى سانتو عن سيناء ، وكانت هى المرة الاولى التى يظهر فيها اسم سانت كاترين فى المحررات الرسمية والوثائق ، وكان ذلك انعكاساً لإهتمام العديد من الباباوات فى الغرب بدير سانت كاترين فيما بين القرنين الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين حيث اعتبروا أنفسهم حماة للدير وممتلكاته ، وبالتالى فمن المرجح أن مسمى سانت كاترين انتشر أولاً فى أوروبا وأطلق للدلالة على دير طور سيناء ولم يكن هذا الاسم مستخدماً من قبل رهبان دير طور سيناء منذ إنشائه وحتى فترات طويلة فى ظل العصر الإسلامى ، واليوم أصبح سانت كاترين هو المسمى الرسمى للدير وللمدينة بشكل عام.
الملك الناصر صلاح الدين الايوبى
5- أشهر الشخصيات التاريخية التى زارت دير سانت كاترين الملك الناصر صلاح الدين الايوبى الذى زار الدير أثناء الحروب الصليبية ، وأثنى على ما به من كنوز واوقف قرية بالدقهلية لصالح الدير، كما أن نابليون بونابرت زار الدير وأمر بترميم السور الشمالى للدير ، هذا فضلا عن العديد من الرؤساء والزعماء من مختلف دول العالم.
ثاني أكبر مكتبة للمخطوطات في العالم
6- يحتوي الدير على ثاني أكبر مكتبة للمخطوطات فى العالم بعد مكتبة الفاتيكان حيث تضم أكثر من ثلاثة آلاف مخطوط كتبت بلغات مختلفة منها اليونانية والسريانية والعربية.
ثاني أقدم فسيفساء في العالم
7- يضم الدير ثاني أقدم فسيفساء فى العالم حيث تحتوى الكنيسة الكبرى بالدير على فسيفساء التجلى الشهيرة منذ القرن السادس الميلادى وتعد ثانى أقدم فسيفساء فى العالم بعد فسيفساء كنيسة أيا صوفيا باسطنبول.
صخرة موسى
8- تضم المدينة معالم دينية وردت الاشارة اليها فى القران الكريم منها صخرة موسى ، وهى صخرة تقع بوادى الأربعين بها اثنى عشر عينا لا تزال اثار نحر المياه موجودة بها حيث كان التفويض الالهى لموسى بان يضرب بعصاه الحجر كلما أراد قومه أن يشربوا ، كما يحتوى الدير على شجرة العليقة وهى الشجرة التى أضاءت لنبى الله موسى فلما اتاها بدأت المناجاه بينه وبين الله عز وجل ( فلما أتاها نودى ياموسى انى أنا ربك فاخلع نعليك انك بالوادى المقدس طوى).
استقبال الحجاج المسيحيين والمسلمين
9- كانت مدينة سانت كاترين منذ العصر المملوكى تستقبل الحجاج المسيحيين والمسلمين معا حيث كان المسيحيون والمسلمون يبحرون معاً من السويس باتجاه ميناء الطور حيث ينزلون فى ميناء الطور ثم يتوجهون معا الى لزيارة دير سانت كاترين والأماكن المقدسة بالمدينة ثم يستكمل الحجاج المسيحيين رحلتهم براً الى أورشليم بينما يستكمل الحجاج المسلمين رحلتهم بحرا الى جده ومنها الى مكة المكرمة.
قضية التحكيم
10- لدير سانت كاترين مواقف وطنية مشرفة منها دوره الوطني فى قضية التحكيم بشأن عودة طابا للسيادة المصرية حيث أمد الدير الجانب المصرى بخرائط ووثائق قديمة تثبت مصرية طابا ، كما كان الدير يمد وزارة الزراعة المصرية ببعض السلالات النادرة من بعض الفواكه فعلى سبيل المثال قام الدير بتزويد وزارة الزراعة المصرية بنوع نادر من شتلات الكمثرى وذلك بطلب من وزارة الزراعة المصرية وكان ذلك عام 1953م.
اقرأ
أيضًا..
"مش مجرد حمام ساونا".. تعرفي على فوائد المياه الكبريتية برأس سدر