الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

علياء نجاح تكتب: قتلت غدرًا

السبت 10/سبتمبر/2022 - 04:02 م
هير نيوز


القتل كبيرة من الكبائر.. ورغم ذلك أصبحنا لا نبالي، فقد نُقتل آلاف المرات على أيدي من نحب، وليس المقصود بالقتل هنا.. سكيناً أو مسدسًا أو ما شابه من تلك الأشياء المصنوعة بأيدٍ بشرية.

                  

 فطلقة الرصاص المصنوعة من الصلب القاسي، والتي قد تعبر الجسد وتهشم أحد جوارحه، ربما تكون الأهون والأحن؛ لأنها وبرغم قساوتها قد تخرج منه ويشفى، أو تأخذ معها آخر دقات قلبه وينتهي الأمر وتنتهي الآلام.. ولكن ماذا عن طلقة صُنعت بحروفٍ سامة؟ خرجت من بين شفتي أحدهم.. وتوغلت بين شريان القلب، لتصنع لنفسها بيتاً وتجمع فيه جراح أغلى الأحبة؟

 

ليتنا ندرك ما نتفوه به..

ليتها رصاصة غدر من عابر سبيل، أو حتى سكينًا مزقت شرياني وانتهينا.. ليتها من البشر أجمع، وليست منك أنت.

 

أصبحت الآن لا أعاتب ولا حتى تنفع ملامة وماذا ننتظر من الأغراب بعد؟.. ننتظر نظرة شفقه أم أننا ننتظر حباً وحناناً؟ إننا ننتظر فقط قليلاً مما فقدناه في أقرب ما لنا، ليتهم لو أدركوا ما نشعر به.

 

ليتهم توقفوا عن بناء تلك الأسوار التي شيدت بتلك الأفعال والكلمات اللعينة، أو حتى حاولوا في ترميم الأركان المخربة داخلنا فضلاً عن هدمها، فأنا ما زلت أتذكر كل كلمة وحرف ونظرة خرجت من أحدهم.. ووصلت لجدار روحي فزلزلته.

 

ولكن الآن الأمر اختلف بعضَ بل كثيرًا من الأشياء.. فأنا لست هي.. لست تلك الفتاة التي تتأثر بكل حرف يخرج من أفواه من اعتبرتهم الآن إلا عابري سبيل، لست أعلم عنهم شيئاً سوى أنهم كلاب بشرية، أنقذتهم من ظمأ الصحاري ورويتهم عطفاً وحناناً، والآن لا أريد شيئاً.. فأنا راضية كل الرضا.. فذلك الرجل الذي سقى كلبًا بخفه دخل الجنة.. فما بالك بما فعلته أنا!.

ads