كل ما تريدين معرفته عن معبد «حتحور» سيدة الفيروز وربة الأمومة والرضاعة
يمثل “حتحور” أضخم وأهم معبد مصري في شبه جزيرة سيناء، وأقدم نموذج للمعابد المصرية المنحوتة جزئيًّا فى الصخر كما يعد قدس الأقداس لهذا المعبد هو الأضخم من نوعه بين جميع ما خلفه عمال المناجم القدماء فى عموم مصر.
ويتواجد المعبد في منطقة "سرابيط الخادم" على بعد ٤٥ كيلو مترًا شرق مدينة أبو زنيمة في محافظة جنوب سيناء.
ظهرت الربة "حتحور" بصور وخصائص وقدست فى أماكن كثيرة وعرفت كربة للأمومة والعطاء واندمجت مع إيزيس وقورنت فى بلاد اليونان بالربة افروديت (فينوس) وارتبطت حتحور بالربة الأم لما تحمله من أشكال الأنثى مثل الصدر العظيم للربة الأم دلالة على عملية الرضاعة التي وهبها الله تعالى للأم، وهو ما صرح به على أبو دشيش خبير الآثار المصرية وعضو اتحاد الأثريين.
سبب التسمية
أرجع خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، سبب التسمية بسرابيط الخادم هو أن السربوط مفرد سرابيط تعني عند أهل سيناء الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها وهو ما يعرف بالأنصاب ومفردها نصب وكانت كل حملة تتجه لسيناء لتعدين الفيروز منذ الأسرة الثالثة وحتى الأسرة العشرين ينقشون أخبارها على هذه الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها الموجودة بالمعبد، أما كلمة الخادم فلأن هناك أعمدة بالمعبد تشبه الخدم السود البشرة.
ويصف ريحان المعبد بأنه يقع على قمة الجبل الذي يرتفع 300م عن المنطقة حوله طوله 80م وعرضه 35م وقد كرس لعبادة حتحور التى أطلق عليها فى النصوص المصرية القديمة (نبت مفكات) أى سيدة الفيروز، كما يضم المعبد قاعة لعبادة سوبد الذى أطلق عليه (نب سشمت) أى رب سيناء وبالمعبد هيكلان محفوران فى الصخر، أحدهما خاص بالمعبودة حتحور وأقيم فى عهد الملك سنفرو والآخر خاص بالمعبود سوبد ومدخل المعبد تكتنفه لوحتان، إحداهما من عصر رمسيس الثانى والأخرى من عصر الملك ست نخت أول ملوك أسرة 20 ويلى المدخل صرح شيد فى عصر تحتمس الثالث يؤدى لمجموعة من الأفنية المتعاقبة التى تتضمن الحجرات والمقاصير وقد شيد البعض منها دون التزام بتخطيط المعبد وهذا ما دعا بترى لاعتبار التخطيط مختلفا عن المعابد المصرية القديمة فنسبه للمصطلح المبتدع السامية.
منطقة لاستخراج الفيروز
وفي نفس السياق أشار الأثري الدكتور مصطفى محمد نور الدين، إلى أن منطقة سرابيط الخادم تتميز بانها كانت منجم قدماء المصريين لاستخراج الفيروز حيث يوجد بها حوالى ٢٨ مغارة قديمة لاستخراج الفيروز وبجوار المغارات شيد ملوك الدولة الوسطى معبدا للإله حتحور سيدة الفيروز وحامية عمال المحاجر وربة الأمومة والرضاعة والهة الحب والموسيقى عند قدماء المصريين.
وأوضح نور الدين أن المعبد قد شيد فوق الجبل على ارتفاع ١١٠٠ متر فوق مستوى سطح البحر واستخدم في بنائه حجر رملى من جبل السرابيط ويوجد بالمعبد صالات وأعمدة ولوحات نادرة وتذكارية أقامها رؤساء عمال بعثات التعدين باسم ملوكهم حيث توجد آثار لملوك الدولة الوسطى مثل أمنمحات الأول وأمنمحات الثانى وسنوسرت الأول وسنوسرت الثانى وسنوسرت الثالث وأمنمحات الثالث وأمنمحات الرابع، كما توجد آثار لحاتشبسوت ولتحتمس الثالث وتحتمس الرابع وأمنحتب الثالث ورمسيس الثانى وآخر نقش كان لرمسيس السادس.
وأضاف: "ويعد معبد حتحور أحد خمسة معابد فى كل مصر ترجع للدولة الوسطى اى قبل حوالى ٤٠٠٠ آلاف عام ويوجد به قدس أقداس للالهة حتحور وقدس أقداس الإله سوبدو ويشغل مساحة ٣٥ متر فى ٨٠ متر وله مدخلان أحدهما شيده سنوسرت الأول والآخر شيده امنمحات الثانى وبجوار المعبد توجد مناطق استخدمت كمحاجر قطعت منها الأحجار المستخدمة فى بناء المعبد وكذلك اللوحات الحجرية.
كيف تصل إلى المعبد؟
يتضمن المعبد ثلاثة مداخل يصل إليها الزائر من ثلاثة وديان، فالمدخل الرئيسي من روض العير، والمدخل الثاني من وادي الخصيف، والمدخل الثالث من وادي الطليحة. كان المدخل الرئيسى يتضمن لوحتين إحداهما من عهد الملك رمسيس الثاني، والأخرى من عهد الملك ست نخت (أول ملوك الأسرة العشرين). و يلي المدخل صرح شيد في عهد الملك تحتمس الثالث يؤدي إلى مجموعة من الأفنية التي تتضمن مجموعة من الحجرات، شيد البعض منها دون التزام بتخطيط المعبد، وكانت تتضمن أسماء الملوك الذين أوفدت البعثات في عهدهم، وكذلك رؤساء البعثات وآلهة المعبد.
اقرأ أيضًا..
كنوز مفقودة.. تعرفي على أبرز أنواع الطيور المهاجرة وأسمائها