الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

في ذكرى وفاته.. هذا ما فعلته أم الإمام البخاري ليكون أمير المؤمنين في الحديث

الخميس 01/سبتمبر/2022 - 02:01 م
هير نيوز


لم تكن شخصية الإمام البخاري شخصية عادية، فقد كان ذا مكانة علمية ودينية كبيرة، وكان لوالدته دور كبير في بناء هذه الشخصية الإسلامية ليصبح أمير المؤمنين في علم الحديث الشريف، وصاحب أصح كتاب بعد القرآن الكريم.


صنع هذه الشخصية الدينية العظيمة أم لها مكانتها وقدرها عند الله، فصلاح الأبناء بالتأكيد من صلاح وتقوى الآباء، لكن الإمام البخاري رغم أن والده كان عالما في الحديث، إلا أنه توفي وابنه في سن صغيرة جدًّا.


فكانت الأم في هذه السن أمًّا وأبًا ومعلمة ومدرسّة وموجهة وناصحة، فمن هذه التربية السليمة خرج الإمام البخاري، ونحن في ذكرة وفاته التي تواكب اليوم 1 سبتمبر من العام 870م، لا يمكن إغفال دور والدته في بناء هذا العالم الذي أصبح أُمَّة.






من هو الإمام البخاري؟


هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، المولود في شوال 194هـ، من العام810 م، وهو أحد كبار فقهاء علماء الحديث، وأول من ألف كتابا عن الأحاديث الصحيحة.

له مصنفات كثيرة ولعل أبرزها: كتاب "الجامع الصحيح" المعروف باسم صحيح البخاري، والذي عده أهل علم الحديث بأنه أصح الكتب بعد القرآن الكريم.

فقد أخذ البخاري في جمعه وتصنيفه ما يزيد على ستة عشر عاماً، وكان وفق ما قاله علماء الحديث أنه كان لا يقبل الحديث من الراوي إلا بشرطين أساسيين، هما اللقاء والمعاصرة.

نشأ يتيماً وطلب العلم منذ صغره ورحل في أرجاء العالم، من أجل لقاء العلماء وطلب الحديث، فقد سمع من قرابة ألف شيخ، وجمع ما يزيد على ستمائة ألف حديث.



اقرأ أيضًا..

الشيخ محمود المصري يوضح أفضل صيغتين للاستغفار أثناء السجود.. (فيديو)







أمير المؤمنين في الحديث


اشتهر شهرة واسعة وأقر له شيوخه وتلاميذه بالتقدّم والإمامة في الحديث وعلومه، حتى لقب بأمير المؤمنين في الحديث، وتتلمذ عليه كثير من كبار أئمة الحديث كالإمام مسلم وابن خزيمة والترمذي وغيرهم.


ويعتبر الإمام البخاري هو أول من وضع كتاباً في التاريخ للحديث النبوي الصحيح، ولم تدم حياته في أواخرها كما أراد، فقد وقعت له محنة مع أمير بخارى.


وبعدها طرد منها فتوجه إلى قرية تسمى خرتنك، وهي من قرى سمرقند، فنزل بجوار أقرباء له، وأقام مدة من الزمن فمرض واشتد مرضه حتى توفي في سنة 256هـ.








أُمٌّ تصنع أُمَّة


 يقول الدكتور أحمد فتحي هشام، استاذ الحديث بجامعة الأزهر، لـ"هيرنيوز": إن الإمام البخاري توفي والده وهو طفل صغير، فنشأ يتيماً تربيه أمه.


وتابع استاذ الحديث، أن والدة الإمام البخاري كانت عابدة زاهدة، حتى أن بعض المؤرخين قالوا بأنه فقد بصره وهو صغير فرأت أمه إبراهيم عليه السلام في المنام يبشرها برد بصره.


كما كانت على جانب كبير من التقوى والصلاح، اهتمت بتربية أبنائها تربية سليمة، فقد وجهته إلى كتاب القرية لينشأ كما كان والده، وظل يدرس بالكتاب حتى بلغ ستة عشر سنوات، فخرجت معه هو وأخوه أحمد من بخارى إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج،، لكنها تركته في مكة لطلب علم الحديث.


وأشار أستاذ الحديث، إلى أنه ظل بمكة مدة قصيرة، ومنها توجه إلى المدينة المنورة التي ظل بها فترة طويلة، ثم قام بعدة رحلات علمية لجمع الأحاديث والكتب، فسافر للعراق والشام، كما جاء أيضًا إلى مصر وعاش فيها فترة.


وحول دور الأم في تشكيل شخصية البخاري، قال فتحي: إن هذه الشخصية العظيمة للإمام البخاري، إنما تنم عن وجود أم كانت هي المعلمة والناصحة والموجهة له، وهذا ما كان له أثر كبير في أن يكون البخاري أعلم أهل الحديث.



ads