منهن بائعة سجائر و"كوكب الشرق".. سيدات ملهمات في حياة نجيب محفوظ
الثلاثاء 30/أغسطس/2022 - 03:02 م
نور احمد
تمر هذه الأيام الذكرى الـ16 على رحيل الأديب العالمي نجيب محفوظ، الذي توفي 30 أغسطس عام 2006، عن عمر يناهز 94 عامًا، بعدما قدم لنا العديد من الأعمال الروائية والقصصية الخالدة، وبرع في الكتابة للسينما، فكان من أكثر الأدباء الذين تحولت روايتهم للشاشة، وأكثرهم كتابة للسينما مباشرة.
نبذة عن نجيب محفوظ
ولد في 11 ديسمبر 1911 بحي الجمالية بالقاهرة، والده كان يدعى عبد العزيز إبراهيم، والذي كان موظفاً، لم يقرأ كتاباً في حياته بعد القرآن غير حديث عيسى بن هشام لأن كاتبه المويلحي كان صديقاً له، والدته هي "فاطمة مصطفى قشيشة"، ابنة الشيخ "مصطفى قشيشة"، وهو من علماء الأزهر.
وكان نجيب محفوظ أصغر إخوته، ولأن الفرق بينه وبين أقرب إخوته سناً إليه كان عشر سنواتٍ، فقد عومل كأنه طفلٌ وحيد، كان عمره 7 أعوامٍ حين قامت ثورة 1919، والتي أثرت فيه وتذكرها فيما بعد في بين القصرين أول أجزاء ثلاثيته.
التحق نجيب محفوظ بجامعة القاهرة في 1930، وحصل على ليسانس الفلسفة، وشرع بعدها في إعداد رسالة الماجستير عن الجمال في الفلسفة الإسلامية، ثم غير رأيه وقرر التركيز على الأدب.
نساء في حياة نجيب محفوظ
هناك العديد من النساء في حياة الأديب الكبير نجيب محفوظ، منهن من واجههن في حياته الشخصية وأخريات في حياته العملية، وأخريات في مؤلفاته وكتبه، ولكن هناك 3 سيدات فقط هن من أثرن تأثيرًا مباشرًا فيه، وكن خيوطًا للإلهام وذلك وفق تصريحاته هو، ويسردهن "هير نيوز" على النحو التالي:
الأولى:
كانت حبيبته هي أولى السيدات اللاتي كن مصدر إلهام لنجيب محفوظ، وقال عنها في رواية "قصر الشوق": "عايدة يا قضائي وقدري، ولو لم أعرف عايدة لكُنت إنسانًا غير الإنسان، ولكان الكون غير الكون".
اقرأ
أيضًا..
كانت تلك الكلمات بناء على مشاعر حقيقية متسوحاة من شخصية "عايدة" التي اعترف نجيب محفوظ بعد ذلك بحبه لها في حواره للأديب الراحل جمال الغيطاني.
وقال نجيب محفوظ عن المرأة التي ألهمته: "خبأت حبي الأول مُنذ زمن بعيد، لا أستطيع تتبع أخبارها الآن؛ لأنها ابنة عائلة اندثرت منذ مدة، قصرهم أصبح عمارة، كانت سراياهم في شارع بالعباسية اسمه حسن عيد يصل بين شارع العباسية وشارع الملكة نازلي، أصبح مكان السراي الآن عمارتان حديثتان؛ لا أعرف مصيرها، أو أين هي الآن، في مصر أو خارجها، حتى إخوتها انقطعت أخبارهم عني".
الثانية:
كانت جامعة أعقاب السجائر هي المرأة الثانية التي ألهمت الأديب نجيب محفوظ، والذي كانت موضوع أول قصة قصيرة له، والتي تدور قصتها حول فتاة تبحث عن أبيها فتجدُه في طرف من أطراف القاهرة؛ حيث لا يصل رجال البوليس، يدير عصابة لتجارة المخدرات.
وقال عنها إنه حاول تصوير الانفعالات التي دارت بين الفتاة وأبيها وأعوانه، مع اعترافه بأنه كان حريصًا على أن يكون أبطال قصصه أناس ممن تراهم عينه كل يوم قائلًا: "قد يكونون معي في البيت أو قبالتي في السكن، أو جواري في المكتب، وقد يكونون في حانوت أو طريق.. وأنا آخذ من الواقع وأنسج عليه من الخيال".
الثالثة:
كانت أم كلثوم "كوكب الشرق" هي السيدة الثالثة الملهمة لنجيب محفوظ؛ حيث قال عنها في حواره مع جمال الغيطاني: "في البداية لم أكُن أستمع إلى أم كلثوم، سمعناها في أسطوانات سنة 1926، كما تشاجرتُ مرة مع واحد لأنه قال إن أم كلثوم أفضل من منيرة المهدية".
ولكن بعد ذلك بدأت العلاقة تتحسن فيما بينهما، خاصة بعدما كتب في جريدة "الأيام"، 21 ديسمبر 1943، مقالاً عن أم كلثوم، قائلاً: "وما من جمود مثل أن تقارن أي صوت من الأصوات المصرية بهذا الصوت المُتعالي، فقل في غناء أسمهان وليلى مراد ونور الهدى ما تشاء، إلا أن تقارنه بصوت أم كلثوم، فتضره من حيث أردت تنفعه، وتهينه من حيث أردت أن تكرمه وتمرغه في التراب وقد أردت أن تسمو به السماء".
اقرأ
أيضًا..