أ.د. سهير صفوت تكتب: كلام في الحب والزواج
"أنا قلبي ليك ميال" هكذا غنت العظيمة فايزة أحمد، كيف يميل القلب؟؟ كيف تحب المرأة والرجل؟ والعكس؟ كيف تستقيم سفينة الحياة الزوجية؟ أسئلة وجدتني أطرحها فجأة بعد سماعي للأغنية رغم أني سمعتها كثيراً من قبل، ووجدتني أجيب بعد خبرة ليست قصيرة في حياتى الزوجية وخبرتي في مجال الاستشارات الأسرية أن كلمة السر في ميل القلب هي الود، والحنية، والاحتواء والتي بهم تشرق الشمس في يوم الإنسان فهي بالحب تشرق مرتين مرة في السماء ومرة في قلبه.
رغم أن هناك بعض الصفات والتصرفات التي
يشترك فيها الرجل والمرأة عند الوقوع في الحب، إلا أن مشاعر الحب عند المرأة تختلف
عنها عند الرجل سواء في التفكير أو طريقة الحياة ككل.
وبالتالي هناك العديد من الحقائق عند شعور
المرأة بالحب، من أجل تبادل المشاعر الجميلة والحصول على ود الشريك وإعجابه، ومنه؛
قد يكون الرجل هو الطرف الذي يلجأ للتعبير عن الحب أولاً والتصريح بعبارات الحب والإعجاب،
لكن بمجرد أن تحب المرأة الرجل، تكرر استخدام هذه العبارة بشكل ملحوظ أكثر من
استخدام الرجل لها كتعبير لفظي عن حبها.
يسيطر قلب المرأة في الحب على أفكارها
وعلى قراراتها بشكل مستمر، فتصبح القرارات التي تأخذها أكثر عاطفية، لذلك تزداد
غيرتها بكل ما يحيط بحبيبها وتحب أن تعرف كل ما يقوم به خلال يومه.
عادة ما يُعرف عن المرأة بأنها شديدة
الحساسية، ومرهفة المشاعر تجاه كل شيء في الحب، كما أنها سريعة البكاء والغضب لأي
شيء يمس عاطفتها، ومعظمهن أنيقات رقيقات المشاعر والأنوثة تكسرهن كلمة ويرضيهن حرف
واحد.. الدمعة هي سلاحهن الوحيد وكذلك عندما تحب وتعشق تدلل حبيبها فتتحول لأم حيث
يخلق فيها الحب شعور الأمومة حتى قبل أن تحمل وتلد الأطفال لأن حبيبها بالنسية لها
هو طفلها فتخاف عليه وتعطف عليه وتحب أن تقدم له الرعاية وكأنها هي المسئولة عنه.
حدوث سوء التفاهم هو أمر طبيعي بين الرجل
والمرأة في الحب، وعادة تكون المرأة أكثر رغبة وإلحاحاً على التغيير لإصلاح
العلاقة وحل المشاكل والنزاعات التي تواجههما ليستمر الحب بطرقة منطقية كما أنها
لا تُكثر من الشكوى.
فهن تبهت ملامحهن بالفراق والعتاب، ويشرقن
مع الرجل المناسب، وهنا يمكن تشبيه الزواج بسفينة أنتما تقودنها وتتحكمان فيها،
فلو كنتما تعيان الطريقة الصحيحة للتعامل مع الشريك والعلاقة، فكل شيء سيكون على
ما يرام، لكنكما لو كنتما تجهلان أن واقع الزواج يحتاج للكثير من التنازلات الذي
يختلف عما نشاهده في الفلام والمسلسلات، فإنكما لن تعيشا علاقة سعيدة وسوف تعانيان
من الكثير من الاضطرابات، لذلك إذا أردتما حياة زوجية ناجحة فعليكما السعي لفهم
احتياجات الآخر ومنح ما يحتاج إليه من حرية واستقلالية ، والمغفلرة والتسامح تزيد
الحياة الزوجية محبة خاصة إذا كانت العلاقة قائمة علي الصداقة مع الحب، كما أن
الاطراءات المتبادلة تأجج المشاعر وتثبت الحب خاصة لوككل من المرأة والرجل فهم
احتياجات بعضهما البعض.
عزيزتي المرأة أنتما في حياة تقوم على التكامل لا الصراع وأنت خُلقتي لتكوني سكن واحتواء فلا تنسي مهمتك، العلاقة بينكما
ميزان لكل منكما دور والهدف التناغم والتوافق بينكما لا الخلاف والصراع الهدف أن
لانغيير اتجاهات بعضنا البعض بل الهدف أن نقبل بعض نتقارب ونتلاقي عند نقطة اتفاق
رغم الاختلاف عنده تبني الجنة علي الأرض عزيزي الرجل حاذر من أن تكسر خاطرهن
الشفاف كزجاج الكريستال الرقيق إن أعطين فالكون تحت قدميك، وإن منعن فأنت متسول في
شوارع الحياة.. فلا تحرم نفسك من نعمة وجودهن الجميل في هذه الحياة المقفرة، وتذكر أن هذا الكائن الجميل البسيط المتقلب الود يسمى امرأة.
استشاري علاقات أسرية وتعديل السلوك