الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

زين المصري.. أردنية تنجح في الوصول لأعلى المناصب بشركة جوجل

الإثنين 11/يناير/2021 - 12:52 م

من السهل أن تصل المرأة العربية إلى مناصب إدارية في أكبر وأضخم الشركات العالمية وهناك نماذج عدة لذلك، وان كانت صعبة وخاصة فى شركات التكنولوجيا، ولكن استطاعت الأردنية زين المصري، كسر احتكار الرجال للمناصب الكبيرة، بتوليها مديرًا لتسويق المنتجات بشركة "جوجل"، أكبر شركة للتسويق فى العالم، وبذلك تحقق حلمها الذي راودها منذ الصغر لتصبح مديرًا فى سن الـ26 عامًا، ولم تكتفي بهذا فقط فهي عضو في برنامج زمالة الشباب في صندوق النقد الدولي، ومناصرة شابة في منظمة الأمم المتحدة للمرأة.
وانفردت جريدة "هيرنيوز" بحوار مثمر يكشف مدى إصرار وقوة المرأة العربية مع الرائدة العربية زين المصري، والتي تم اختيارها ضمن أفضل 30 شخصية قيادية من "فوربس" لعام 2020.
- فى البداية حدثينا عن نفسك وهل اسم المصري لامتداد نسلك لمصر؟!
أنا أردنية مقيمة بدولة الإمارات حاليًا، عائلتي من أصول فلسطينية، ويقال أن أحد أجدادي عاد إلى فلسطين بعد رحلة إلى مصر وتغيرت لهجته إلى لهجة مصرية، لذلك بدأ الناس يطلقون عليه لقب "المصري" وانتقل اللقب إلى الأجيال المتتابعة، فأن أحب مصر وهي عزيزة على قلبي وأنا فخور بأن أحمل اسمها.
- ما هي طبيعة دراستك وسبب كثرة انتقالك في أكثر من ٦ دول مختلفة؟!
كان والداي يبحثان عن أفضل الفرص لعائلتنا مما أدى إلى تنقلي إلى 9 مدن و6 دول مختلفة خلال طفولتي ودراستي بمافيها أمريكا والأردن وفلسطين والسعودية والبحرين والإمارات حيث أعيش حاليًا، كما أني درست في 10 مدارس مختلفة خلال هذه الفترة، وتخرجت من الجامعة الأمريكية في الشارقة، حيث درست بها Mass Communication، وبعد ذلك حصلت على شهادة الماجستير في علم النفس.
- كيف بدأت رحلة عملك؟!
بعد التخرج فى البداية عملت في شركة إعلانات، ثم بعد ذلك رأيت فرصة للتدريب فى جوجل تقدمت لها وتم قبولي للتدريب بعد العديد من المقابلات، وبدأت رحلتي مع Google، بسبب شغفي بالتسويق والتكنولوجيا والثقافة العربية، وتمكنت من تنمية هذه المهارات خلال عملي، وتعلمت الكثير عن الإرشاد والابتكار والعمل الجماعي، لكي ألتحق بجوجل، وآمل أن أتمكن من الاستمرار في مساعدة الأشخاص وخاصة النساء على تحقيق أحلامهم من خلال التكنولوجيا والمهارات الرقمية.
- ما طبيعة عملك داخل الشركة وماذا تقدمين للمجتمع العربي؟!
أعمل كمديرة تسويق المنتجات في شركة Google الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث أركز على مساعدة الأفراد في أنحاء العالم العربي على تعلم المهارات الرقمية اللازمة للتقدم في حياتهم المهنية، وتطوير أعمالهم، لذلك أطلقت ضمن عملي العديد من برامج المهارات الرقمية، لاسيما برنامج "مهارات Google"، وهو برنامج درب أكثر من مليون شخص في الوطن العربي، نصفهم من النساء، نتج عنه حصول % 54 من المتدربين على وظائف، أو إطلاق شركاتهم الناشئة الخاصة، أو تطوروا في حياتهم المهنية.
- ماهي الصعوبات التي واجهتك للوصول لجوجل وكيف وصلت لهذا الحلم؟!
تحقيق حلمي استغرق سنوات من العمل الجاد والمثابرة، واجهت العديد من التحديات منها الغربة والفشل والأخطاء والشعور بالوحدة بسبب تنقلاتى الكثيرة بين المدن وعدم تكوين صداقات، لذلك ركزت على حلمي وتطوير مهاراتي التي ساعدتني في الوصول إلى هدفي.
- حدثينا عن بيئة العمل داخل الشركة والصعوبات وغيرها كطبيعة العمل؟!
من الأشياء المفضلة لدي في Google هي بيئة العمل، حيث أنها تتميز بأنها بيئة إيجابية وداعمة، ومثل أي وظيفة هناك فترات صعبة، والتحديات التى تواجهها هي مواكبة أحدث التطورات في مجال التكنولوجيا، لأن مجال التكنولوجيا يتطور كل يوم، يجب أن تكون منفتحًا على تعلم شيء جديد بشكل يومي.
- أهم مشاريعك التى قدمتيها عن طريق جوجل؟!
تعدد أهم المشاريع فمنها من يخدم الأطفال والنساء والشباب فهي تتضمن "أبطال الإنترنت"، وهو برنامج يشجع الأطفال في العالم العربي على استكشاف الإنترنت بأمان وثقة، حيث نركز من خلال المنصة الإلكترونية المجانية - g.coabtalinternet— على خمس مبادئ أساسية لمساعدة الأطفال في استكشاف عالم الإنترنت بأمان، وذلك من خلال تعلمهم كيفية استخدام الإنترنت بذكاء، وحذَر، وثقة، ولطف، وشجاعة.
كما قمنا بتطوير برنامج "أبطال الإنترنت "بالتعاون مع مؤسسات مختصة بالأمان الإلكتروني مثل المؤسسة العالمية وغير الربحية Family Online Safety Institute، وجمعية iKeepSafe، والمنظمة غير الربحية ConnectSafely، وإضافة اللغة العربية إلى تطبيق Read Along، وهو تطبيق مجاني من Google يعمل على نظام تشغيل Android ويوفّر تجربة تفاعلية ممتعة لمساعدة الأطفال من عمر الخامسة على تحسين مهاراتهم في القراءة باللغة العربية، وذلك بمساعدة رفيقة افتراضية داخل التطبيق تسمى "ضياء".
- ماذا يقدم جوجل لتمكين المرأة الاقتصادي والاجتماعي؟!
جوجل يقدم بيئة كبيرة من المعلومات والمهارات لسد الفجوة المتزايدة بين مقوّمات القوى العاملة والمهارات المطلوبة في السوق في المنطقة، ومن أجل ضمان تزويد الجميع بالفرص التي توفّرها التكنولوجيا، أطلقنا برنامج "مهارات من Google"، ويأتي البرنامج لمساعدة الناطقين باللغة العربية، لا سيّما النساء والشباب منهم على امتلاك المهارات اللازمة للاستفادة من فرص العمل المستقبلة وتحسين حياتهم المهنية وتنمية أعمالهم، وسيوفّر البرنامج مساقات وأدوات وجلسات تدريب مباشرة مجانية لتنمية المهارات الرقمية لدى الطلاب والمعّلمين والشركات والباحثين عن وظائف.
كما توفّر المنصة المتاحة على الإنترنت أكثر من 100 درس وفيديو توضيحي يغطي مجموعة من مهارات التسويق الرقمي والتي تتضمّن التسويق على محرّك البحث ووسائل التواصل الاجتماعي وعبر الفيديو، بالإضافة إلى التجارة الإلكترونية وغيرها.
- هل المرأة العربية بشكل خاص تحتاج لفهم التكنولوجيا وتوجيهاتها؟!
يعتقد 38% فقط من الشباب والفتيات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن مسيرتهم التعليمية في الجامعات والمدارس تمنحهم المهارات التي يحتاجونها لدخول سوق العمل، وبحلول عام 2020، من المتوقّع أن تتطلّب وظيفة واحدة من أصل كل 5 وظائف في العالم العربي إلى مهارات رقمية غير متاحة اليوم على نطاق واسع.
ومن جهة أخرى، سجّلت منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا أدنى مشاركة اقتصادية للمرأة على مستوى العالم رغم مساهمة العديد من النساء في الإنجازات التي يحقّقها العالم العربي اليوم، حيث تشكل التكنولوجيا مجموعة أدوات رقمية زاخرة بالفرص، خاصة للنساء، ويهدف برنامج "مهارات منGoogle" إلى مساعدة الناطقين باللغة العربية حول العالم على توظيف هذه الأدوات في سوق العمل، كما أننا نتعاون مع الحكومات والجامعات والشركات الخاصة والمؤسسات غير الربحية في مساعدة المزيد من الأفراد على الاستفادة مما تقدّمه شبكة الإنترنت.
- من يدعمك ويشجعك منذ طفولتك وحتى وصولك لجوجل؟!
دعمتني عائلتي وآمنت بي في سن مبكر، واستمروا في دعم وتشجيع طموحي، كما أن زوجي يدعمني ويلهمني، فهو يعمل أيضًا في مجال التكنولوجيا، مما يساعدنا على فهم أهداف بعضنا البعض بشكل أفضل، ومعرفة التحديات وضغوط العمل لاسيما أننا نعمل فى نفس الشركة.
- كيف تحققين التوازن بين العمل والأسرة؟!
النجاح لا يعني النجاح المهني فقط، بل إنّه النجاح في جوانب الحياة الأخرى أيضًا، ما يساعدني هو وضع جدولًا زمنيا وألتزم به، وعلى الرغم من أن هذا الأمر يبدو مرهقًا أحيانًا، ولكن تخطيط يومك دومًا سيمنحك المزيد من الحرية.
- ما سبب اختيارك من ضمن أفضل٣٠ شخصية قيادة بالوطن العربي؟!
بسبب انجازاتي في Google، أدرجت على قائمة 30 تحت سن الـ30 لعام 2020 في مجلة «فوربس» الشرق الأوسط، وهي قائمة تندرج فيها أسماء المبتكرين الشباب الذين عملوا على إحداث تغيير، ويعد هذا مصدر فخر لي لأن البرامج التي كرموها ساعدت أكثر من مليون شخص في العالم العربي على تعلم المهارات الرقمية اللازمة للنجاح.
- ما الرسالة التي تحبي أن توجهيها للمرأة العربية؟!
الاهتمام بالتعليم، لرفع قدراتها ومهاراتها وأفكارها، وأن لا تستسلم لعادات وتقاليد المجتمع البالية، وعليها أن تعلم جيدًا أن المرأة العربية، قوية وتستطيع أن تصل إلى أصعب الاعمال، لأنها شريك أساسي في التنمية.

ads