الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

في وداعها ماسبيرو.. حنان عبدالله تتمنى «حضنًا» وتتغنى بـ«الإمبراطور»

الجمعة 26/أغسطس/2022 - 11:27 م
هير نيوز

"كم كنت أتمنى أن يكون ماسبيرو إنساناً لاحتضنه مودعة.. احتضاناً أخيراً يليق بقصتي معه"، بهذه الكلمات ودعت الإعلامية حنان عبدالله ماسبيرو بعد رحلة نجاح وكفاح طويلة. 

وداع يليق بأمبراطورية ماسبيرو 

قالت الإعلامية حنان عبدالله: "اليوم وبعد 36 عاما أودع ماسبيرو وأودع معه تاريخاً طويلاً وقطعة عزيزة من عمري، وداعاً حتمياً بفعل التقاعد". 



وأضافت حنان عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك": "ماسبيرو الإمبراطور المعشوق المفعم بالحياة الذي تسطع في أرجائه الأضواء ليل نهار، الذي تلتف حوله المحظيات والعشاق والمريدين، الساحر الذي لم تخل جعبته من المفاجآت، فما أن يلقى تعويذته على أحد إلا ويسلبه عقله، فكم من بشر عاشوا فى ركابه وكم من أنفاس قطعت، وأعمار ذهبت بين أروقته باحثة عن بقعة ضوء أو سلم لأدواره العليا، الباب الملكى للشهرة والوصول لأصحاب السلطة والنفوذ ورفيق الأحداث العظيمة والتى لا يكتمل بهاؤها إلا بحضوره متعدد العلاقات صاحب المزاج المتقلب الذي لا يبقى على أحد فحب التغيير من شيمه وتتابع الأجيال ضروري لبقائه على قيد الحياة". 
 
بداية الرحلة

أضافت «عبدالله» أنها دخلت بلاط ماسبيرو صدفة كفرخ عصفور لم يتعلم الطيران بعد، يتخبط في الحوائط، وكانت خجولة، جاهلة بأصول الإعلام وفنون الحياة، لافتة إلى أنها ليس أمامها سوى أن تتفاعل داخل هذا الكيان المهول لتجد مكاناً خلف الميكروفون ثم أمام الكاميرا، وكانت مهمة صعبة لا يصلح معها أفراخ العصافير إنما تليق فقط بالصقور.



وتابعت أن فرخ العصفور الحالم المنهج، الذي لا تزال أمه تطعمه، قد شعر بالذعر ولكن المكان سحره وأغراه بالبقاء وأدرك بحدسه القوى أن تغلبه على ذعره شرط لبقائه، فكان عليه أن يبدأ رحلة التغيير طبقا لقوانين المكان واعتبر تخبط الحوائط طقسا من طقوس ميلاد كائن جديد قادر على التحليق بأجنحة الصقر، منطلقاً عبر أثير ماسبيرو إلى العالم الرحب، كائن أعاد اكتشاف نفسه ومواطن قوته .

أسباب النجاح 

وواصلت: "عليك أن تتحلى بشخصية القائد وأنت فى الـ20 من عمرك لتكون أهلا للجلوس خلف الميكروفون أو في مواجهة الكاميرا، وسلطة محببة على الجمهور، خالية من الغرور وإلا لن يصدقك أحد وسيكون جزاؤك الانصراف أو السخرية".



وأكملت: "الثقة في قدراتك شرط صعودك وهي لا توهب بل عليك أن تبحث عنها داخل نفسك وبدونها لن تستطيع أن تقنع أحدا ولن تكون جديرا بالمهنة فتلقين قواعد اللغة وفن الإلقاء وأصول الإعلام وحرفية التعامل مع الكاميرا والميكروفون، مهمة من يدربك، ولكن ثقة الآخر مهمتك أنت وعليك أن تكتسبها، فصورتك النهائية كواجهة وكمنتج إعلامي قابل للتسويق لن يصنعها غيرك، ولكي تصبح نجماً عليك أن تكون ذو بصمة خاصة وليس مجرد صورة مهزوزة من أحدهم".

هواية تحولت لاحتراف 

وكانت «حنان عبدالله» لم تحلم فى البداية بالنجومية فقط حلمت أن تكون هوايتها هي عملها، فى ظل هذا المشهد شديد التعقيد فلم يكن الانتقال من خلف الميكروفون لمواجهة الكاميرا اختيارها أو تخطيطاً منها بل كان اختيار القدر ولحظتها دخلت إلى معترك الواجهة والصفوف الأولى والذي يقضى بأن تكون على قدر النجومية الحقة، أو أن تنسحب نهائياً.



التعرف علي أسلحة ماسبيرو ومواجهتها 

تعرفت «عبدالله» على قطعة الزجاج التى لطالما جلست أمامها بعد ذلك (الكاميرا) وهي سلاح فتاك من أسلحة ماسبيرو، ساحرة تحب وتكره، ترفع إلى عنان السماء وتلقى إلى أسفل سافلين، وهي كاشفة لا تستر أحدا، وكفيلة بأن تضع أصغر العيوب تحت المجهر ليبدو ضخما، ولا تقتصر على عيوب الشكل فقط، ولكن عيوب الروح والعقل والفكر وتراها الدنيا بكل مباهجها وعطاياها؛ وغدرها وانصرافها، ومن يحترف التعامل معها عليه أن يحبها على ألا يدمنها وأن يقبل بأصول اللعبة فهو مجرد شخص يقف فى طابور طويل من الساعين للفوز ولو بنظرة واحدة منها وعليه أن يعي أنها بطبعها ساحرة مستبدة قادرة على أن تشتري روحه أو تسلبه عقله.




ولفتت إلى أنها حظيت بحب الكاميرا، وفهمت أصول التعامل معها مبكراً واستفادت من تجارب من سبقوها فى حبها فأعطتها بقدر ما أخذت منها، ولم تتركها تغير كيمياء نفسها وعقلها. 

واختتمت حنان عبدالله: "لا يتبقى لى سوى أن أتمنى أن أحتضن ماسبيرو احتضاناً ماديا أخيرا.. وسأتغافل عن نظرة الانكسار فى عينيه؛ ومظهره الذي لم يعد مرتبا، وملابسه التي أصبحت قديمة الطراز، وسأهمس له بأنه مازال فاتنا وأنه معشوقى المحاط بالأحباب، وسأذكره بأمجاده الخالدة ؛ وأنه جزء غال من الوطن ؛ حبه واجب كحب الوطن؛ وأنى مازلت أرى تاجه يتلألأ فوق جبينه". 


اقرأ أيضا.. 
الإعلامية حنان عبدالله تكتب.. الساموراي الأخير


الكلمات المفتاحية
ads