الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

الرجل بالإنفاق والزوجة بالرعاية.. ما مفهوم «القوامة» في رأي الدين؟

الأربعاء 24/أغسطس/2022 - 07:03 م
هير نيوز

قد يفهم بعض الناس أن قوامة الرجل على المرأة هي أن يتسلط عليها ويتحكم فيها وفي أبنائه، وكأنه هو ملك الغابة، متخذا من الأمر الإلهي ذريعة له، في قوله تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾.


والحقيقة أن القوامة ليست كما يتخيلها هؤلاء، فالقوامة لا تكون للرجل المتسلط الذي يتحكم في زوجته وأبنائه، ويكون سليط اللسان، شتام ولعان، ودائم افتعال المشاكل مع زوجته وأهلها.



رأي الأزهر في القوامة

تحدث فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أثناء حملة و"عاشروهن بالمعروف"، والتي أطلقها الأزهر الشريف، بأن المقصود بلفظ القوامة الذي جاء في القرآن الكريم، هو تكليف الزوج بالقيام على زوجته من حيث رعاية شئونها وحمايتها وأن يتولى أمرها.


وأوضح الطيب، بأن القوامة ليست ولاية مطلقة على كل ما تمتلكه المرأة أو بعضه، لكنها موكلة للزوج فيما يخص دائرة الأسرة؛ لأن الأسرة تشبه السفينة، تتعرض لأمواج وصعوبات، فلابد لهذه السفينة من ربان يتولى قيادتها ويعبر بها إلى بر الأمان.



وقال شيخ الأزهر، إن الأسرة هكذا، قد تتعرض لبعض الصعوبات، وحينئذ تأتي الشرائع لتصف العلاج بوجوب قوامة الزوج فيما يخص شئون الأسرة، مشيرا إلى أن مفهوم القوامة في الوقت الحالي يفهم بشكل خاطئ على أنها ألفاظ عتيقة وقديمة، ليس في مضمونها إلا احتقار المرأة والتقليل من شأنها.

وشدد على أن ما ذكره المتنبي أن الناس فهمت ألفاظًا من القرآن الكريم فهمًا سقيمًا، ومن بين هذه الألفاظ لفظ القوامة، وهذا ليس ذنب القرآن، ولكنه ذنب العقول الذين فهموا هذا الفهم الخاطئ وطبقوه وطال عليهم الأمد في هذا التطبيق حتى بات هذا السلوك وكأنه هو التفسير الأظهر والأوحد لهذه الآيات.

وبين شيخ الأزهر، بأن ولاية الزوج على زوجته ليست ولاية تعسف ولا استعباد، إنما هي ولاية حماية ورعاية.



رأي دار الإفتاء في قوامة الرجال

فيما أكدت دار الإفتاء في فتوى شرعية لها حول بالقوامة، مبينة أنها تعني القيام على أمر النساء بالحماية والرعاية وتلبية مطالب الحياة، وليس معناها القهر والاستبداد بالرأي.

وبينت الإفتاء، أن القوامة لا تزيد عن أن للرجل بحكم أعبائه الأساسية ومسؤولياته وبحكم تفرغه للسعي على أسرته والدفاع عنها والإنفاق عليها أن تكون له الكلمة الأخيرة بعد مشورة أهل بيته فيما يحقق المصلحة له ولأسرته.

ولفتت الإفتاء، إلى أن القوامة بذلك تكليف لا تشريف، وضابطها التعامل في نطاق الأسرة بما يحقق السعادة لها في حدود شرع الله؛ وفقًاللخديث الشريف: «أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ».



حقوق الزوجة على زوجها

أما الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، فقد أكد على أن الأصل في العلاقة بين الزوجية مبنية على المودة والرحمة، فالله تعالى فضل الرجال على النساء في أمور، وفضل النساء على الرجال في أمور أخرى، وأن الله تعالى عقب بـ "وبما أنفقوا" ليدل على أن النفقة حق من حقوق المرأة على زوجها.

وكانت دار الإفتاء، قد أفتت مسبقا، بأن شؤون الزوجة الخاصة بها، لا قوامة للرجل عليها، بل هي قيمة نفسها، كأن يمنعها من التصرف في مالها أو يأمرها بأن تتصرف فيه على وجه خاص، فلا تجب عليها طاعته فيه؛ لأنه ليس له ولاية على مالها.


قوامة لا تسلط فيها

وحول معنى القوامة في العصر الحديث، بينت الإفتاء في فتوى لها عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي، أكدت فيها على ضرورة عدم تسلط الرجل على المرأة باسم القوامة، مشددة على أن التسلط على المرأة من قبل الرجل باسم القوامة أمر غير مقبول.


وتابعت دار الإفتاء: بأن العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة تكاملية، ومسألة القوامة لا تعني التسلط على المرأة وقمعها بل هي عملية تنظيمية لإدارة الأسرة.


اقرأ أيضًا..

الرجال لا يضربون النساء.. الإفتاء: ضرب الرجل للزوجة في القرآن "رمزي فقط"


ads