تحلم بالتحكيم فى مبارة لقطبى الكرة المصرية بالدورى الممتاز.. شاهندة المغربى
فى إطار رغبة المرأة المصرية فى إثبات قدرتها على انتزاع ألقاب، والتواجد فى أماكن كان يظن البعض أنها للرجال فقط، ظهر نموذج جديد فى الرياضة، وبالتحديد فى اللعبة الشعبية الأولى بالعالم بمجال التحكيم فى كرة القدم، اسمها شاهندة المغربى أو شاهندة كولينا، كما تحب أن يلقبها متابعو كرة القدم فى مصر، واختيار اسم كولينا يعد رمزًا للتحدى والإصرار، خاصة أنه يرمز لأحد أشهر حكام كرة القدم على مستوى التاريخ الكروى.
شاهندا المغربي، فتاة مصرية عشقت كرة القدم منذ صغرها، ومارستها حتى سن 14 عامًأ، ثم اتجهت لمجال التحكيم غير مهتمة بنظرات المجتمع نحو سيدة تُحكِّم مباريات كرة القدم الرجالية، حيث قررت الابتعاد عن لعب الكرة والاتجاه إلى مجال التحكيم،لأنه المجال الذي حلمت به منذ طفولتها.
اختارت فى البداية أن تكون لاعبة كرة قدم، ولعبت فى أكثر من ناد على رأسها سموحة ومصر للمقاصة،ومنتخب مصر، ثم واجهت الصعوبات بسبب صعوبة التنقل من مكان لآخر وتوقفت فى 2014 عن لعب كرة القدم، وقررت أن تستمر فى مجال الكرة، ولكن من منفذ آخر، وهذه المرة كانت كحكم بعدما استمعت لنصيحة أكثر من شخص، من ضمنهم رئيس لجنة حكام مطروح، فاختارت طريق التحكيم وأصبحت حكمًا دوليًا فى 2017.
بدأت مشوارها التحكيمي منذ عام 2014 بدوري القسم الرابع، ثم الثالث، وبطولات الناشئين على مستوى الجمهورية، ومرت بدوري القسم الثاني، حتى وصولها إلى الدوري الممتاز، ودخولها القائمة الدولية للحكام عام 2017، لتصبح أول "حكمة" في تاريخ مصر تُحكِّم في الدوري المصري الممتاز.
نجحت ابنة محافظة الإسكندرية، شاهندة المغربي، في اقتحام مجال التحكيم، الذي كان حكرًا على الرجال، بعدما أصبح اسمها على قائمة حكام مباريات كرة القدم في الملاعب، فتوسطت طاقم تحكيم ذكوري، لتدير مباراة فريقي بيراميدز ونادي مصر، ضمن مباريات الدوري المصري الممتاز للرجال، كحكم رابع للمرة الثانية بالدوري، بعد ظهورها الأول كحكم رابع في مباراة الاتحاد والنصر بدور الـ 32 لمسابقة كأس مصر، في مشهدٍ أثار جدلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وزاملت شاهندة المغربي حكم مساعد دولي، طاقم تحكيم مباراة ليفربول وتشيلسي في إحدى بطولات كأس العالم للسيدات، وشاركت في التحكيم في كأس العالم أيضا.
حكّمت "شاهندا" في كل المسابقات المحلية الرياضية كحكم أول ورابع، للرجال والنساء، كما خاضت غمار تحكيم البطولات الإقليمية والدولية كحكم أول، فحكّمت في تصفيات طوكيو، وبطولة شمال إفريقيا الودية للسيدات، وتصفيات كأس العالم للسيدات، وأدارت مباراة جنوب السودان والجزائر، ما جعلها خبيرة تحكيمية في سنوات قليلة.
ونجحت "شاهندا" فى أن تكون سفيرة لبلدها خارج مصر، فقامت بإدارة مباريات فى تصفيات كأس الأمم كحكم رابع بين إثيوبيا والجزائر، وأدارت أيضًا مباراة بين إثيوبيا وأوغندا فى تصفيات كأس العالم،ولكن كحكم ساحة هذه المرة، واشتركت أيضًا فى تصفيات طوكيو وبطولات شمال أفريقيا.
وبفضل اجتهادها المستمر، تمكنت "شاهندة"، من الحصول على بطاقة تحكيم رسمية من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، في دوري الناشئين المصري، واستطاعت صاحبة الـ 28 عامًا، الحصول على لقب "شاهندة كولينا"، من الجماهير المصرية، وذلك نسبة للحكم الإيطالي الدولي المعروف صاحب الشخصية القوية بييرلويجي كولينا، وذلك نظرًا لقوة شخصيتها وأدائها المتميز، ما جعلها تنتدب من الخارج لتحكيم مباريات كرة القدم للنساء.
ولم تخشى "شاهندا" تحكيم مباريات دوريات كرة القدم للرجال، في ظل الاعتراضات الشديدة التي تواجه الحكام من اللاعبين والأجهزة الفنية داخل المستطيل الأخضر، ومن جانب إدارات الأندية من خارج الملعب، بل على العكس تهوى التحكيم فى مباريات الرجال، لأها تمتاز بالحماسة والمجهود البدنى والضغط الشديد، وهى أمور تجعل لديها حضور قوى، ما صنع لها سيرة ذاتية محترمة.
وواجهت "شاهندا" فى بداياتها تعلقيات سلبية من اللاعبين، حين تُسند إليها إدارة مباراة في دوري كرة القدم للرجال، حيث تعرضت لموقف صعب عليها في بداية تحكيمها لدوري الرجال، وقتها لمست بعض السخرية أو المفاجأة من بعض اللاعبين، وكان موقف أكثر صعوبة حين تجرأ أحد اللاعبين العرب وبصق عليها، وكانت أجواء المباراة صعبة، فالعرب لا يتقبلون فكرة امرأة تحكمهم، وحدث أن تدخل لاعب بعنف على المنافس في أثناء المباراة، فاتخذت قرارًا تجاه اللاعب، فأدار وجهه وبصق، فطردته فورًا، وهكذا تتغلب على مثل هذه المواقف بأدائها داخل الملعب وقرارتها الصحيحة الحاسمة.
اشتهرت "شاهندا" بكروتها الحمراء داخل الملعب، فهي دومًا تتحدث بلغة الكروت الحاسمة داخل المستطيل الأخضر لإحكام السيطرة على اللاعبين، وتأمل الفتاة الثلاثينية أن تُسند إليها مباريات عديدة في الدوري المصري الممتاز للرجال، خاصة مباراة القطبين، الأهلي والزمالك،وكذلك، كأس العالم.