الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

«تحرش الأقارب».. خُبراء: الملابس المُثيرة ليست مبرر.. والخلل النفسي السبب

الإثنين 11/يناير/2021 - 04:58 ص
هير نيوز


تعددت ألوان العنف ضد المرأة ما بين التحرش والاغتصاب والابتزاز وغيرها، الأمر يزداد صعوبة حينما تخرج المشكلة من الأقارب، فتتعرض الواحدة منهن إلى واقعة مخلة بالشرف، لتشعر المرأة بصدمة كبيرة، فإذا كان من عائلتنا يقوم بهذه الأفعال المشينة، فماذا يتبقى للأغراب؟ 

تحرش الأقارب

قال رشاد أحمد، نائب رئيس جامعة حلوان، والأستاذ بكلية الخدمة الاجتماعية: "إن التحرش من الأقارب يعد أحد المشكلات الاجتماعية الخطيرة التي تتعرض لها النساء سواء كان بالكلمات أوالاحتكاك أو الاغتصاب وترجع هذه المشكلة الخطيرة إلى عدة أسباب أبرزها ضعف الوازع الديني، فحينما يضعف الوازع الديني يسهل على الإنسان فعل أي شيء؛ لأنه يفتقد أهم مقوم وهو خشيه الله ومن لم يخش الله فقد آدميته".

الظروف المُهينة

وأضاف: "ترجع أسباب هذه المشكلة إلى وجود الظروف المُهيئة لذلك من حيث المكان والزمان، وأقصد بذلك انتشار هذا الأمر في ظل عدم وجود رقابة وازدحام المكان ووجود أوقات يسهل فيها ارتكاب هذا التحرش بالإضافة إلى غياب التنشئة الاجتماعية السليمة من الوالدين وضياع الأخلاق بين أفراد الأسرة لذا يتحرش الأب بابنته ويتحرش الأخوة بأخواتهن ويتحرش الأقارب من الدرجة الأولى بأقاربهن وترتكب المعاصي وتنتهك الحُرمات، وأبرزت الدراسات الاجتماعية والنفسية أن هناك نسبه ترجع إلي الإصابة ببعض الأمراض النفسيه وقد يكون للفتاه دور في ذلك من حيث عدم الاحتشام والتبهرج وعدم الإلتزام بالأخلاق، مما يدفع المتحرش إلى ممارسة سلوكه والذي يصل في كثير من الأحيان إلى الاغتصاب وتلعب البيئه المحيطة دورًا في ذلك وخاصة إذا شاهدت الفتاة قريبة لها تمارس هذه السلوكيات وتحاول تقليدها دون وجود رعاية أسرية توجه وتحافظ على أبنائها. 

ملابس النساء ليست لها علاقة بالتحرش 

من جانبه قال الطبيب النفسي عبد الواحد أبو جازية، إن التحرش ليس بالضرورة مرتبط بملابس النساء العاريات أو سلوكهن لأنهن يتعرضن كثيرًا للظلم بسبب هذا الأمر ومهما كانت ملفتة للانتباه فهذا ليس مبررًا للتحرش، وتابع: المتحرش قد يكون لديه أسباب نفسية أو اجتماعية بيئية، فالشاب الذي يعاني خلل نفسي كالاضطراب الوجداني ثنائي القطب، أو متعاطي المخدرات، أو مصاب بفرط الحركة وزيادة النشاط، أو تشتت انتباه، أو شاب مصاب بأعراض انفصام، أو ذهان، وهؤلاء يملكون الدوافع العدوانية للتحرش، فضلاً عن الشباب المُصابه بإضطرابات الشخصية كالحدية المعادية للمجتمع والسيكوباتية والتحرش ليس له مبررًا سوى إلحاق الأذى بالمجتمع.

أما الأسباب البيئية الاجتماعية قال: "إنها تتمثل في الشباب المصاحب لأصدقاء سوء فاسدين يحاول إضحاكهم ولفت انتباههم بأفعال التحرش أو وصوله للبنت المُتحَرش بها إذا تخيلت أنه حب مثلاً أو إعجاب، وهذا يرجع لذكائها ونُضجها ونشأتها، أو تقليده لأصدقائه الفاسدين مثلاً، فكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)، فضلاً عن أسباب أخرى: كعدم توافق لباس المرأة مع البيئة المحيطة، أو ارتفاع صوتها وقت الضحك وغيرها من السلوكيات التي يقع عليها الطيب والخبيث كلاً حسب نيته؛ لأن هذه السلوكيات هي دعوة أو رسائل خفية يستخدمها كل متلقي حسب بيئته ونفسيته وكذلك المتحرش.

الأماكن الخاطئة 

وأشار إلى أن التواجد في مكان خاطئ وتوقيت خاطئ يعد أحد أسباب التحرش بالنساء كوقوفها مصادفة أمام مقهى أو ملهى ليلي أو غيره من الأماكن التي تعد شبهة تسيء لها دون قصد منها ولم يعد الوازع الديني سببًا أساسيًا للتحرش؛ لأن حتى أكثر الدول تقدمًا و حرية كأمريكا والدول الأوروبية يحدث فيها العديد من حالات التحرش اليومية والتي تصل للاغتصاب بل والقتل أحيانًا فالدين وازع و رادع ولكن ليس بالضرورة يوقف أسباب التحرش فحتى العائلات المتحفظة بل والدول المتشددة يحدث فيها التحرش.