راندا الهادي تكتب: لا تصبح مفلسًا لتبدو غنيًّا!!
(لا
تصبح مفلسًا لتبدو غنيًّا)!!
هذه الجملة البليغة عثرتُ عليها وأنا أقلب في موقع الـ
(فيس بوك) قبل النوم ، (وهي عادة غير صحية بالمرة، لا أنصح أحدًا بها)!!….
(لا
تصبح مفلسًا لتبدو غنيًّا)…نعم، هذه الجملة العبقرية التي لخصت الكثير من
سلوكياتنا في الحياة، خاصة نحن معشر النساء !!ولنضرب الأمثلة لتتضح الصورة، مثلا
عندما أشتري حقيبة يد بالشيء الفلاني لأنها ماركة (زي ما بيقولوا )، ويتبقى في
محفظتي بعد هذه الجريمة عشرون جنيهًا، إذن فقد أنفقتُ مالي لأبدو غنيًّا، وأنا _
بكل معنى الكلمة _ مفلس !!
عندما أشتري ( موبايل ) أحدث إصدار لابني أو ابنتي - والذي
يشكل السبب الرئيسي في تأخره العقلي وفشله الأكاديمي - وفي المقابل أهمل تغذيته بشكل سليم أو الاشتراك
له بنادٍ لممارسة رياضة تحميه من الانحراف والأمراض المزمنة، أيضًا أنا هنا مفلس
وعديم الذكاء، وغير مؤهل لتربية طفل !!
ويتكرر تسلسل تلك التصرفات الحمقاء فور قراري بالسفر
للساحل الشمالي - لا فارق هنا إن كان الخاص بالأشرار أو الطيبين -
وارتداء آخِر صيحات البوركيني والمايوهات، وكتابة بوستات عن سعر زجاجة
المياه والأسعار غير المنطقية للوجبات
اليومية … هنا تضخّمَ الوحش، وحشُ التباهي والتظاهر !!
فيما مضى قال أهالينا : "على قدّ لحافك مد
رجليك"، ولا مانع بتاتًا من زيادة حجم اللحاف، وهي ليست دعوةً للفقر .. لكن
هل من المنطقي إنفاق ما معي من دخل على مظاهر فارغة ليقول الناس: انظروا ماذا
ترتدي، أو أين تأكل، وبأي مكان تجتمع مع رفاقها؟!! وأنا في حقيقة الأمر ليس معي ما
يسد أولوياتي من أكل وشرب وعلاج باقي أيام الشهر، أهذا يُعقل؟!! وحتى لو كان معي،
لماذا أتخذ قراراتٍ خاطئة لإرضاء من لا يهتمون لأمري؟!
عش حياتك بشكل مُرْضٍ لك ولأسرتك، عش حياتك ولكن تحت
شعار (الأولويات أولًا ثم تأتي الرفاهيات) .
ذات مرة كتب أحدُهم نصيحةً أعجبتني، أحاول تطبيقها قدر
المستطاع في حياتي، ألا وهي: إذا هممتَ بشراء شيءٍ ما، اِسألْ نفسك سؤالًا: هل
تحتاجه، أم تريده؟!
أظن في الإجابة يكمن الحل والعلاج لنا جميعا، هل
تحتاجه فعلا، أم تريده فقط؟! … ولا تنسَوْا… الرضا لمن رضي.
كاتبة المقال مذيعة في راديو مصر