باحثة التراث نادية عبده.. قصة نجاح بدأت بالتدريس وانتهت بالعمل الكشفي
الجمعة 19/أغسطس/2022 - 11:46 ص
أبو السعود أبوالفتوح
قصص نجاح وكفاح السيدات السيناويات لا تنتهي، رغم كل التحديات والمعاناة التي واجهتهن، إلا أنهن ظللن نموذجًا يحتذى بهن كبطلات ومحاربات، من أجل إثبات ذاتهن وتحقيق أحلامهن ومن أجل رعاية أسرتهن.
نموذج جديد يستحق الاحترام
من بين هذه النماذج باحثة التراث والملقبة بـ بنت البادية "نادية أحمد عبده" الشهيرة بـ"نادية عبده"، من مواليد طور سيناء، حاصلة على ليسانس آداب تاريخ جامعة عين شمس، ودبلومتين، ماجستير صحة نفسية، ودكتوراة فخرية في العلم والثقافة والسلام، كما منحت العديد من شهادات التقدير من جهات عدة، بدأت حياتها العملية في التدريس وأنهتها في العمل الكشفي.
تقول "نادية عبده" لـ"هير نيوز" إن التعليم في طور سيناء لم يكن متسعا مثل الآن، مشيرة إلى أنه في البداية كانت هناك مدرسة تتكون من فصلين وأغلب الآباء والأمهات لا يستطيعون القراءة والكتابة جيدًا.
وأشارت إلى أن رحلتها في التعليم بدأت في طور سيناء، وأن المعلمين كانوا يأتون إليهم من العريش لأنها كانت محافظة واحدة وكان الإصرار على أن تكون مدرسة قائمة بذاتها بطاقم القيادة والمعلمين وممارسة الألعاب وتقديم التغذية والتي كانت هامة جدا وعليها إشراف كامل وكانت عبارة عن (طبق فول + 2 بيضة + قطعة حلوى طحينية + 2 رغيف)، ولا تقول إلا شكرًا لهم أو رحمة ونور على أرواحهم الغالية.
وأضافت: "وبعد الابتدائية استكملت المرحلة الإعدادية والثانوية وكان في مدينة العريش والسويس، رغم أن التعليم كان قاصرًا على الذكور دون البنات خوفا عليهن"، مشيرة إلى أن حرب يونيو 1967 والهجرة لعبت دورًا كبيرا في حياتها، و أكملت التعليم الابتدائي والثانوي والجامعة وما بعدها حيث توفرت لها كل المقومات التي تجعلها تتطلع إلى المزيد.
مرحلة التطور في الجامعة
وتابعت: "التحقت بكلية آداب قسم تاريخ جامعة عين شمس، ذلك الصرح الذي شكل وجداني من كل شئ ثقافة وعلم ومعرفة وابحاث ومناقشات وتبادل أفكار ولا أروع، ولم يبخل علي أحد من أساتذة الجامعة أو الطلاب بأي معلومة لكي أصبح في مصاف الأوائل ولعل أحب أن أذكر أن مكتبة الشرق الأوسط في الجامعة عبارة عن ثروة من الكتب في جميع المجالات وغير المجال الكشفي والذي جعلنا نعتمد على أنفسنا والشجاعة وكيفية التغلب على المشكلات التي تواجهنا بروح الفريق التي تتميز بها الحياة الكشفية ولا أنسى دور الجامعة في الاهتمام بالموهوبين في جميع المجالات".
دورها الوطني
وأردفت: "حتى الدور الوطني ترتب بطريقة شيقة وعلم وحب الوطن حيث إن في حرب أكتوبر73 شاركنا في بعض المواقف التي جعلتنا وكأننا واقفين على الحدود، حيث قامت الأستاذة بثينة لبنة الله يرحمها بتجميعنا في فرق منظمة وذهبنا إلى القصر العيني ونقوم ببعض الخدمات والمساعدة البسيطة ولكن كان لها أثر طيب في نمو الشعور الوطني وكانت هذه الأعمال عبارة عن تضميد جراح ومساعدة الممرضات في أي من الخدمات المطلوبة لتضميد الجراح دون كلل هكذا تعلمنا"، لافتة إلى أن من بين أجمل الألقاب التي كان يطلقوها عليها "بنت سينا".
وأشارت "نادية" إلى أنها تخرجت من الجامعة وكل صور الحياة أمامها وكيف تطبق كل ما تعلمته في المدرسة التي عينت بها وكانت مدرسة للبنين وإعدادي وفصول فرنساوي، وتعليمهم في البداية كان صعبا وعدم قبولهم للنصيحة والتعليم وكان هذا شاقا لها ولكن ما تعلمته من خلال الجامعة جعلها تطبقه، فأخذتهم أولا في رحلات إلى كل الأماكن التي ورد ذكرها في المنهج ومنها الأهرامات والمساجد والقلعة.. الخ، لافتة إلى أن ميزانية الرحلات كانت كبيرة، ونجحت في تعليمهم القراءة والكتابة من كتاب التاريخ ويرجع ذلك كونها قضت سنة الخدمة العامة في محو الأمية فأخذت الخبرة في كيفية التعامل مع المتعلمين. فضلا عن أنها عملتهم التخييم داخل المدرسة وكيفية عمل خيمة، وان التخييم هو جزء من هوية مصر.
وانتهت نادية رحلتها مع الكتاب والسبورة، وأخذت على عاتقها الاهتمام بالأنشطة وهي العلم والمعرفة وكانت شاملة تضم معارض الصحافة والزراعة... إلخ، كما عملت في أكاديمية السلام والثقافة وجمعية المرشدات المركزية.
وأضافت أن العمل السياسي كان له في حياتها نصيب، وأنها دخلت مضمار السياسة منذ صغرها ورشحت للمجلس المحلي دورتين ومجلس الشعب مرة عن حزب الوفد وسافرت اليونان لحضور مؤتمر بمناسبة الإخاء التاريخي بين كاترين واليونان وسانت كاترين جنوب سيناء.