لقبها "بنت الشاطئ".. عائشة عبد الرحمن أول امرأة تحاضر في رحاب الأزهر الشريف
الإثنين 15/أغسطس/2022 - 03:59 م
حسن الخطيب
عائشة عبد الرحمن، كانت ولا تزال تعبر بشخصيتها مفهومًا مختلفًا عن المرأة المصرية، فهي كاتبة ومفكرة وباحثة وأكاديمية لها مكانتها ليس فقط في أوساط النخبة، وإنما في التاريخ المعاصر.
عائشة عبد الرحمن "بنت الشاطئ"
فقد كانت أول امرأة عربية ومصرية بل وعالمية تحاضر في رحاب الأزهر الشريف، وتكون أول امرأة عربية تنال جائزة الملك فيصل في الآداب والدراسات الإسلامية، لتفتح لبنات عصرها الأبواب ليصبحن على نهجها مفكرات ومثقفات وأكاديميات.
إنها "بنت الشاطئ" الدكتورة عائشة محمد علي عبد الرحمن، التي ولدت في نوفمبر من العام 1913م، بمدينة دمياط، وكان والدها الشيخ محمد علي عبد الرحمن أحد علماء الأزهر في ذلك الوقت، وكان والد أمها عالمًا أزهريا بارزًا له مكانته.
نشأتها
التحقت بكتّاب القرية في بداية حياتها فحفظت القرآن الكريم، ثم أرادت الالتحاق بالمدرسة عندما كانت في السابعة من العمر، ولكن والدها رفض ذلك نظرًا للعادات والتقاليد.
فتلقت تعليمها بالمنزل وقد بدأ يظهر تفوقها ونبوغها في تلك المرحلة عندما كانت تتقدم للامتحان فتتفوق على قريناتها بالرغم من أنها كانت تدرس بالمنزل.
وقد حصلت على شهادة الكفاءة للمعلمات عام 1929 وقد كان ترتيبها الأولى على القطر المصري، ثم حصلت على الشهادة الثانوية بعدها التحقت بجامعة القاهرة لتتخرج في كلية الآداب قسم اللغة العربية 1939 م وكان ذلك بمساعدة أمها.
في تلك الأثناء ألّفت كتابا بعنوان الريف المصري وهي في عامها الثاني بالجامعة، ثم نالت الماجستير بمرتبة الشرف الأولى عام 1941 م.
زواجها
تزوجت "بنت الشاطئ" أستاذها بالجامعة أمين الخولي صاحب الصالون الأدبي والفكري الشهير بمدرسة الأمناء، وأنجبت منه ثلاثة أبناء وهي واصلت مسيرتها العلمية حتى نالت رسالة الدكتوراه عام 1950م وناقشها عميد الأدب العربي د. طه حسين.
رحلتها العلمية
كانت "بنت الشاطئ" نموذجًا للمرأة المسلمة التي حررت نفسها بنفسها بالإسلام، فمن طفلة صغيرة على شاطئ النيل في دمياط إلى أستاذ للتفسير والدراسات العليا في كلية الشريعة بجامعة القرويين في المغرب.
ثم اصبحت أستاذ كرسي اللغة العربية وآدابها في جامعة عين شمس، ثم أستاذًا زائرًا لجامعات أم درمان 1967م والخرطوم، والجزائر 1968م، وبيروت 1972م، وجامعة الإمارات 1981م وكلية التربية للبنات في الرياض 1975- 1983م.
اقرأ
أيضًا..
لقبها
وسبب تسميتها بلقب "بنت الشاطئ" انها كانت تحب أن تكتب مقالاتها باسم مستعار؛ فاختارت لقب "بنت الشاطئ"؛ لأنها رأته ينتمي إلى حياتها الأولى على شواطئ بلدها.
وكان هناك سبب آخر خفي؛ حيث كانت تكتب بهذا اللقب في مقالاتها والتي كانت تكتبها في جريدة الأهرام؛ خوفاً من إثارة حفيظة والدها.
مناصبها
تدرجت "بنت الشاطئ" في المناصب الأكاديمية إلى أن أصبحت أستاذاً للتفسير والدراسات العليا بكلية الشريعة بجامعة القرويين بالمغرب، ثم بدأت النشر منذ كان سنها 18 سنة في مجلة النهضة النسائية.
وبدأت الكتابة في جريدة الأهرام فكانت ثاني امرأة تكتب بها بعد الأديبة مي زيادة، فكان لها مقال طويل أسبوعي، وكان آخر مقالاتها ما نشر بالأهرام يوم 26 نوفمبر 1998.
مواقفها
كان لبنت الشاطئ مواقف فكرية شهيرة، واتخذت مواقف حاسمة دفاعًا عن الإسلام، فخلّفت وراءها سجلاً مشرفًا من السجالات الفكرية التي خاضتها بقوة.
ومن أبرز موقفها، ودعمها لتعليم المرأة واحترامها بمنطق إسلامي وحجة فقهية أصولية دون طنطنة نسوية، وموقفها الشهير من البهائية وكتابتها عن علاقة البهائية بالصهيونية العالمية.
مؤلفاتها
تركت "بنت الشاطئ" وراءها أكثر من أربعين كتاباً في الدراسات الفقهية والإسلامية والأدبية والتاريخية، وأبرز مؤلفاتها هي: التفسير البياني للقرآن الكريم.، والقرآن وقضايا الإنسان، وتراجم سيدات بيت النبوة، والشخصية الإسلامية: دراسة قرآنية، وغيرها من المؤلفات.
جوائزها
حصلت "بنت الشاطئ" على الكثير من الجوائز منها جائزة الدولة التقديرية في الآداب في مصر عام 1978م، ووسام الكفاءة الفكرية من المملكة المغربية، وجائزة الأدب من الكويت عام 1988، وجائزة الملك فيصل للأدب العربي..
وفاتها
توفيت عائشة عبد الرحمن عن عمر يناهز 86 بسكتة قلبية في يوم الثلاثاء الأول من ديسمبر عام 1998م.
اقرأ
أيضًا..