أم العز.. قصة كفاح بدوية تدير إعلام مطروح
السبت 13/أغسطس/2022 - 10:56 م
ماهر نجيب
"أعترف أنني محظوظة، لأني عشت في المدينة وكانت لي أم تدعمني وتدفع بي للتعليم وإكمال حلمي رغم الصعوبات" ولكن بالإصرار تكمل أم العز ابنة قبيلة السنيني، المشوار بحسب كلماتها.. من هي أم العز؟.
ولدت أم العز في مطروح أواخر سبعينيات القرن الماضي، وهي الابنة الثالثة في ترتيب أخواتها، وهي واحدة من فتيات مطروح اللاتي وصلن إلى تحقيق الحُلم في التعليم واعتلاء المناصب العليا، وتروي أم العز لـ"هير نيوز" عن والدتها التي كانت تدعمها وتتحمل انتقادات الجميع سواء من قبيلتها أو من أهل مطروح أنفسهم، لأنها تُعّلم بناتها، فكان ردها عليهم "أنا أستثمر في بناتي".
أغلقت الأم الباب على بناتها ومنعت عنهن الاختلاط حتى مع العائلة، فمنعت الزيارات المنزلية والمشاركة في المناسبات الاجتماعية، تخوفًا على بناتها من أن يتقدم أحد من أبناء العمومة لهمن، وتضطر إلى المواقفة بحكم العادات والتقاليد البدوية، فيوجد في أعراف المرأة البدوية ما يمسى بـ" إمساك بنت العم" فإذا قال "فلان" أمسك ابنة عمي "فلانة" فهي له حتى إذا بقيت عمرها كله في بيت والدها بدون زواج.
وكان التفكير الأوحد في هذا البيت للتعليم فقط وبدون دروس خصوصية، الخروج من البيت يكون للمدرسة فقط، أما في فصل الصيف كانت تشترى الأم الكتب والمجلات لكي تقضي بناتها أوقات فراغهن في القراءة والثقافة، ولا يحتجن إلى الخروج من المنزل لأي سبب.
كانت تحلم أم العز بالالتحاق بكلية الإعلام جامعة القاهرة لتصبح صحفية، وهنا اعترضت الأمنية مع العادات والتقاليد، فتقول أم العز: رفض والدى السفر والعيش في المدينة الجامعية بمفردي خوفًا علي، وقرر أن أقدم أوراقي في كلية التجارة جامعة الإسكندرية، وبسبب هذا القرار تعرضت لظروف صحية صعبة".
وأضافت: "حينها تدخل خالي الأكبر وكانت له مكانته وكلمته داخل قبيلة السنيني فأقنع والدى بالعودة إلى كلية الإعلام بعد أن تعهدت أني لا أخل بعادات وتقاليد البدوية التي هي أساس لا مساس بها، حتى أكمل تعليمي وتعليم أخواتي ، وفعلًا أغلقت علي حياتي وكرستها لإنهاء دراستي وبتفوق".
حققت الفتاة حُلم التعليم وتمنت أن تكمل دراستها العليا في القاهرة، وأن تعمل صحفية في إحدى المؤسسات الصحفية الكبرى، ولكن هنا جاء الرفض من الجميع داخل القبيلة، فعادت الفتاة لتعمل مدرسة لغة إنجليزية في إحدى المدارس الخاصة، وبعدها مذيعة في الإذاعة المحلية لمحافظة مطروح، ثم الالتحاق بهيئة الاستعلام بالمحافظة وتدرجت في وظيفتها حتى أصبحت مدير إدارة الإعلام بمطروح.
وأثناء مشوراها واجتهادها في مسيرة التعليم حصلت أم العز ابنة قبيلة "السنيني" على درجة الماجستير في "تنمية المواطنة للأطفال" بدرجة امتياز من جامعة الإسكندرية.