الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

سعاد العنزي: المرأة العربية تعاني من التهميش والوأد الثقافي

الأحد 10/يناير/2021 - 01:52 م


ناقشت الدكتورة سعاد العنزي، أستاذ النقد الأدبي، كتاب "نساء في غرفة فرجينيا وولف"، معربة عن سعادتها بالكتاب، لأنه يناقش حياة فرجينيا وولف ومي زيادة ورؤيتهما النسوية المبكرة في نقد أدب المرأة.

وأضافت ‏في تصريح خاص لـ"هير نيوز": "أن الكتاب لا يهدف لمناقشة جهود الحركات النسائية الغربية والعربية بشكل عام، بل يهدف إلى تسليط الضوء على جهود ناقدتين تم تجاهل جهودهما النقدية لأسباب مختلفة، منها ما يتعلق بذكورية الثقافة العربية، وأخرى تتعلق بالاهتمامات النقدية للدارسين والمشتغلين في الدراسات الأدبية والنقدية". 

وتابعت: "أن الكتاب يقدم دراسة مقارنة بين فرجينيا وولف ومي زيادة على مستوى الحياة الشخصية والجهود النقدية النسوية المبكرة، إذ تلتقي مي زيادة بفرجينيا وولف في معانتهما الإنسانية، ورؤاهما النقدية النسوية المبكرة التي لم تجمع في سياق نقدي واحد".

وأكدت أن الكتاب يطرح تساؤلًا مهمًا حول العلاقة التي تجمع بين وولف وزيادة، وكذلك النقاط المشتركة بينهما، قائلًة: "صحيح إنهما ينتميان لنفس العصر، حيث ولدتا وتوفيتا في نفس العامين، ولكن وولف تنتمي لثقافة ولغة وفكر المستعمر، فيما كانت مي زيادة تنتمي لواحدة من الشعوب المستعمرة، الأمة العربية ومع هذا، نجدهما ناهضتا الاستعمار بأشكاله كافة". 

واستطردت: "أما على مستوى هويتهما الفردية فكانت نقاط الالتقاء كثيرة، أهمها الصدمة التي عاشتها كل منهما على اختلاف تفاصيلها، وهي صدمة أدت في الحالتين إلى نتيجة واحدة هي الموت، حيث انتحار فرجينيا وولف، وانعزال مي زيادة عن الفضاء العام وصولًا إلى الموت"، مضيفة: "بإمكان المرء، القول إن صدمتهما انبثقت من قلب أنوثتهما". 

"كونهما نساء"، بحسب تأكيدات العنزي، عانت كل منهما من أحداث الموت والفقد، وبشكل أساسي عانت فرجينيا وولف من الاغتصاب، ومشكلة العقم والوصول إلى سن اليأس، فيما عانت مي من محاولة وأدها ثقافيا وإنسانيًا، حيث تعرضت إلى استلاب كبير، والمفارقة هنا، إن مجتمع وولف وبالذات زوجها، حاول إنقاذها من الجنون، فيما كانت مي زيادة المرأة التي حاربها مجتمعها حتى أوصلها إلى المرحلة الأخيرة من حياتها بعدما تآمر عليها الأقربون، وتخلى عنها الأصدقاء، ووصلت إلى مرحلة الشك والوسواس القهري. 

واختتمت "العنزي" قائلًة: "إن محنة مي زيادة تشير بشكل صريح إلى أن كل امرأة في الوطن العربي هي مشروع وأد ثقافي صريح ورمزي، ولا تزال النساء في الوطن العربي يعانين من أشكال تهميش مختلفة، وتشتيت لهويتها ورؤيتها لوجودها".