هانى جميعى يكتب: طائرة نانسي وصراع الكبار
الأحد 07/أغسطس/2022 - 05:20 م
تابع الكثيرون حول العالم بترقبٍ الزيارة التاريخية لرئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، إلى تايوان، وبين حالة من الترقب وأخرى من الرعب ظل العالم يتابع بشغفٍ مصير هذه الزيارة التي رفضتها الصين شكلًا وموضوعًا.. لدرجة أن وزير الخارجية الصيني «شيه فنغ شيه» وصفها بأنها «خطوة شنيعة للغاية بطبيعتها وعواقبها وخيمة جدا وأن الصين لن تقف مكتوفة اليدين».
رفضُ الصين لزيارة بيلوسي إلى تايوان يأتي لإبقاء تايوان معزولة عن المجتمع الدولي، حيث تنظر بكين إلى الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي على أنها إقليم انفصالي سيتم توحيده مع البر الرئيسي.
وفيا يبدو أنها فرصة للخروج من تحت عباءة الصين السياسية، فقد رحبت العاصمة التايوانية تايبيه بالزيارة بشدة، إلا أن الصين تعتقد أن زيارة مسؤول أمريكي رفيع بحجم بيلوسي والأولى منذ ما يقرب من 25 عامًا، تعد اعترافا من الولايات المتحدة باستقلال تايوان التي تعتبرها الصين جزءًا من أرضها.
ومن المناوشات الثنائية التي سبقت الزيارة فقد حذرت الصين من زيارة رئيسة البرلمان الأمريكي لتايوان، إلا أن أمريكا أكدت أن بيلوسي من حقها إجراء الزيارة إذا رغبت في ذلك.
بناءً على التقارب الكبير بين روسيا والصين والعلاقات التجارية والسياسية بين العملاقين، فقد حذرت موسكو الولايات المتحدة من الزيارة، مؤكدة أنها إذا أجريت بالفعل ستعتبرها «عملًا استفزازيًّا» يضع واشنطن في تصادم مع بكين.
الرد السريع من جانب الصين على الزيارة عن طريق قيام ما يقرب من 27 طائرة عسكرية صينية باقتحام المجال الجوي لتايوان، اعتبره عدد كبير من دول العالم جانبًا من التصعيد الخطير.
وعلى النقيض عندما أبدت اليابان قلقها من التحركات العسكرية الصينية التي يجري بعضها داخل المنطقة الاقتصادية الحصرية اليابانية، فقد دعمت كوريا الشمالية موقف الصين، وأكدت وزارة الخارجية في كوريا الشمالية أن «بيونغ يانغ» ستدعم موقف بكين وتحمِّل واشنطن مسئولية وعواقب ما أثارته من توترات في المنطقة بسبب هذه الزيارة.
رفضُ الزيارة من بعض الدول، ومدى تقبلها من البعض الآخر، جميعه مبني على المصالح الشخصية، خاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية وعدم السماح بمغادرة السفن التي تحمل الحبوب، وخاصة القمح، موانئ أوكرانيا، في خطوة عقابية من روسيا طالت دولًا عديدة.. وبذلك تكون زيارة نانسي بيلوسي قد وضعت العالم على حافة خطيرة قد ينتج عنها تحالفات وكيانات عظمى جديدة، وصراعات محتملة في مناطق ساخنة لا تحتمل أي استفزازات أخرى.