بعد إعلان "شيرين عبد الوهاب" تعرضها للضرب من زوجها.. أخصائي يوضح طريقة التعامل مع "الزوج السيكوباتي"
الجمعة 22/يوليه/2022 - 10:00 م
سمر المطيري
أثار مؤخراً تصريح شيرين عبد الوهاب، في أحد البرامج التلفزيونية ضجة كبيرة على السوشيال ميديا والذي يفيد بأن زوجها كان يضربها، ويعنفها وهو سبب تدميرها، وهناك قضايا أخرى مشابهة نسمع كثيرًا عنها، وتترواح سمات شخصية الذين يقومون بضرب زوجاتهم، فهناك الشخصية النرجسية التي تعد أشد خطورة، وهناك نمط آخر يسمى الشخصية السيكوباتية وهو ما سنتعرف عليها في هذا التقرير.
الشخصية السيكوباتية في علم النفس
قال د. عبدالعزيز آدم، أخصائي علم النفس السلوكي عضو الاتحاد العالمي للصحة النفسية، بداية: إن تعريف الشخصية السيكوباتية من مفهوم علم النفس، هي شخصية تفتقر للمشاعر الإنسانية بشكل تام، فمثلًا من يعاني من إضطراب الشخصية السيكوباتية هو شخص لا يشعر أبدًا بتأنيب الضمير عند التسبب في أي أذى للآخرين بل ويزيد من التحكم والسيطرة والإيذاء والضرب عندما يشعر أن الشخصية التي يتعامل معها مستسلمة وتظهر ضعفها وألمها أمامه لإستجداء عطفه.
ومن سمات الشخصية السيكوباتية التناقض بين جاذبية في واجهة براقة كاذبة وبين ما يخفيه من مشاعر قسوة تصل إلى انتهاك آدمية الآخرين معنويًّا وجسديًّا.
صفات الشخص السيكوباتي
وملخص صفات الشخص السيكوباتي يمكن تلخيصها في بعض نقاط محددة من الجانب النفسي:
- القسوة والعنف بشكل مفرط.
- الواجهة الخداعة في أن يظهر غير ما يضمر بداخله.
- التسرع والاندفاع بعدوانية.
- عدم الشعور بالذنب أو تأنيب الضمير.
- عدم تحمل المسئولية.
- عدم الاعتراف بالخطأ وإلقاء اللوم دائمًا على الآخرين.
- عدم الاعتراف بفضل الآخرين عليه مهما بذلوا من جهد لدعمه ومساعدته.
- يحدث لديه خلل في التمييز بين التصرفات الصائبة والخاطئة.
- يتسم أيضًا بحب الذات والتكبر وحب التملك.
وللأسف في حال التعامل مع الزوج السيكوباتي، فإن أغلب هذه الصفات لا تظهر بوضوح قبل الزواج مهما طالت فترة التعارف والخطوبة؛ ذلك لأنه يتصنع الفضيلة والكمالية بذكاء شديد خلف قناع زائف ليسيطر به على الآخرين، وخطوة الزواج لديه يكون دافعها بالدرجة الأولى فكرة السيطرة والإمتلاك وليس دافعها المشاعر؛ لأن الشخص السيكوباتي يفقدها بشكل تام.
اقرأ أيضًا..
كيفية التعامل مع الزوج الذي يضرب زوجته
وتابع "آدم": نأتي للجزء الأهم، كيف يتم التعامل مع الزوج حال اكتشاف أنه يعاني من اضطرابات الشخصية السيكوباتية، مؤكدًا أنه من المهم جدًّا عدم إظهار الضعف وإخفاء مشاعر الإحباط والحزن أمام الزوج السيكوباتي؛ لأنها لن تجدي نفعًا، بل ستدفعه إلى ممارسة المزيد من التسلط والإيذاء والضرب للزوجة؛ حيث إنه يستمد طاقته ويشعر بذاته عند التسبب لها في مزيد من الحزن والإحباط.
فعند الدخول في نقاش حاد يريد به الزوج السيكوباتي فرض رأيه وقناعاته المشوهة على الزوجة بغرض طمس شخصيتها وامتهان كرامتها، هنا لا يحب على الزوجة الاستسلام لرأيه وقناعاته بأي حال من الأحوال، ويجب أن تكون ندًّا قويًّا له في النقاش وإلا سيصبح هذا الموقف عبارة عن سلسلة من التنازلات والإهانات التي لا تنتهي عند حد معين.
فالشخصية السيكوباتية تعاني من الجبن في حال وجدت الطرف الآخر ندًّا قويًّا لها، لذلك عند استخدام الزوج السيكوباتي أي وسيلة من وسائل التنمر الجسدي أو المعنوي مع الزوجة فيجب عليها أخذ موقف حاسم تجاه هذا التصرف ومنعه بكل السبل من الإستمرار فيه بل وتصعيد الأمر إلى أسرتها وأسرة الزوج لأخذ موقف حاسم؛ لأن الشخص السيكوباتي بطبعه يتجنب المواقف التي يكون لها عواقب تضر بواجهته المزيفة أمام الآخرين.
أهم خطوة
والخطوة الأهم هنا والتي يمكنها أن تضع حدًا لمعاناة الزوجة، هي محاولة إقناع زوجها السيكوباتي بوجود خلل نفسي لديه يستوجب العلاج، وأغلب من يعانون من الإضطراب السيكوباتي يتم معالجتهم بشكل فعال في حال إقتناعهم بوجود مشكلة نفسية لديهم والبدء في أخذ خطوات جدية للعلاج النفسي.
وفي بعض الحالات ينصح بالإنفصال كحل حاسم للحفاظ على كرامة وآدمية الزوجة، وهنا يجب التنويه على أن هذا الحل يكون آخر الخيارات لدى الزوجة؛ أي بعد محاولة تطبيق النصائح السابقة كاملة بشكل عملي فعال، ولكن في حال فشل جميع تلك المحاولات مع تمادي الزوج السيكوباتي في إهانة وإيذاء زوجتة، يكون الانفصال هنا هو الحل الأسلم.