السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

نانسي نبيل فودة تكتب: لكي تصبح حياتنا مثمرة

الثلاثاء 19/يوليه/2022 - 02:49 م
هير نيوز


تمر حياتنا بالكثير من التقلبات المتعددة فمنها من يترك الأثر الطيب الجميل، ومنها من يكون درسا قاسيا يستفيد منه الإنسان في حياته المستقبلية، فكلاهما في النهاية مفيد، لأن الإنسان خلق لكي يتعلم من دروس حياته والمواقف الصعبة، لكن يوجد في كثير من الأحيان أشخاص تعجزهم  تحدي المواقف الصعبة والإستفادة منها حتى يقعوا في دائرة  الاكتئاب والعزلة  إلى أن يصل  بهم في النهاية إلي اليأس وأحيانا تدفعهم هواجسهم إلى الانتحار، وهو لا يعلم أن الحياة عبارة عن تجارب نخوضها جميعا فأحيانا تتحدانا بصعوبتها ولكننا نتحداها نحن بعزيمتنا وإصرارنا، فالإنسان في هذه الحياة يكابد ويواجه الشدائد والصعوبات والتي تعمل في الحقيقة إلى خلق  فرص يرتقي بها، فمن خلالها يكتسب خصالاً وشمائل، ويكتسب خبرات، وهنا تكمن المواجهة في البداية من  داخل الحياه الأسرية وهو إصرار الأفراد داخل الأسرة على التمسك بالترابط الأسري دون الوقوع والرضوخ إلى المشاكل الداخلية المختلفة، والتي تؤدي في حالة الإستسلام لها إلى الطلاق  والتفكك الأسري.


 أما إذا تحدثنا عن الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلي الطلاق، فهي نتيجة  للتشبث والتعنت والتصادم بين أفكار الطرفين وحب فرض السيطرة كلا منهما علي الأخر دون التنازل في بعض المواقف التي لا تُسبب الأذى للمرء في سبيل سعادة أسرته، إلى أن يتحول إلي أنانية النفس والسعي إلي أن يعاقب كلا منهما الآخر، دون النظر إلي قطع غصون المحبه وثمار الود، وقد ارتفعت حالات الطلاق في مجتمعاتنا بنسب  مرتفعة ومعدلات كبيرة  برغم الجهود التي تبذلها الدولة للحد من هذه المشكلة. وبطبيعة الحال شكلت ظاهرة الطلاق في المجتمعات  المعاصرة أمرا مزعجا لكثير من الأسر العربية نظرا لارتفاع معدلات الطلاق لأسباب مختلفة واستفحلت في هذه المجتمعات حتى وصلت إلى نسبة مخيفة؛ الأمر الذي جعل الكثير من المهتمين والمتخصصين دراسة هذه الظاهرة الخطيرة على بناء وكيان الأسرة  ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة للحد منها. وما يترتب عليها آثار نفسية واجتماعية لجميع أفراد الأسرة.


ولذلك يجب علينا جميعا سواء رجلا كان أو امرأه أن يراعوا ضمائرهم وأن يتشبثوا ببعضهم البعض، والبعد عن التعنت بفرض سيطرتهم وإبراز القوة بفرض الكلمة والأمر، ولكن يضعوا أمام أعينهم مبدأ الشورى في الرأي، والأخذ الصائب منها، وأن يضع الأم والأب هدفهم الأساسي وقوتهم في تنمية وتربية أبنائهم والتعاون فيما بينهم، ففي ذلك أمر إلزامي وواجب حتى لو تطلب هذا العمل على الكثير من التنازل بين الطرفين حتى تثمر حياتهما، وأن يتحلى كلا منهما بالصبر وهدوء النفس، فالهدف الأساسي في هذه الحياه أداء رسالة بإخراج أبناء متماسكين صالحين لهم إضافة  ملموسة داخل مجتمعهم. فيجني الوالدان ثمار تعب حياتهم في ذلك الوقت  بكثير من الفخر الذي جعل من هذه الصعاب في طي النسيان.


ads