سمر محمد تكتب: المناعة النفسية وتأثيرها على حياتنا
تعد المناعة النفسية الخط الأول لحماية إصابة النفس
بتوابع وآثار الأزمات التي يتعرض لها الإنسان أو تكرار مواقف صعبة أو تحديات مصيرية
تتطلب جهدًا نفسيًّا عاليًا مع المرونة وتنظيم ذلك الجهد النفسي، وارتفاع مستوى الابتكار
لإدارة المشكلات والوقاية من التعرض لضغوط شبيهة والقدرة على مجاراة الحياة.
وترتبط المناعة النفسية ارتباطاً واضحًا بالمناعة
الجسدية، فقد يشتكي الشخص الذي يعاني من هشاشة نفسية من أوجاع مختلفة.
أسباب الهشاشة النفسية:
1.
طريقة التفكير في استقبال الأخطاء ويأتي ذلك على وجهين إما الإنكار أنا مش خطأ
وينتج عنه مع التكرار عدم تحمل المسؤولية والعيش في إدمان دور الضحية، والذي
غالباً ما يدمر النفس بأن كل شيء هو خارج السيطرة، والوجه الآخر أنا سبب في أخطاء
كثيرة حتى إنني سبب في أخطاء العالم، وذلك ينتج عنه اللوم الشديد للذات والذي يجعل
الشخص بعض الشيء أسيرًا للأشخاص؛ لأنهم لم يخطئوا ودائمًا هو السبب في الأخطاء
وينتج عنه كره الذات وعدم تقبلها، أو عدم الاختلاط مع الآخرين خوفًا من الأخطاء
التي يفعلها وضحك الآخرين عليه.
2.
الإلهاء وكبت المشاعر وهو ترك الألم النفسي جانباً حتى يتعافي بالوقت أو الإلهاء
بأي شيء آخر عن طريق إدمان شيء آخر كالتواصل الاجتماعي، وعدم التعبير عن المشاعر
السلبية.. فتتراكم المشاعر السلبية يومًا بعد يوم حتى تنهش في المناعة النفسية وتكون
سببًا رئيسيًّا من أسباب الهشاشة النفسية، وتخيل أن الهروب من المشاكل يعمل على
حلها؛ وذلك ما يضعف الشخص من تعامل الشخص في المرة القادمة مع الضغط عبر المرات
القادمة.
3.
التمسك ببيئة سلبية وتكرارهم للعبارات السلبية، سواء المصطلحات التعميمية أو
انتقادهم الدائم للشخص ذاته.
4.
التربية وتنشئة الطفل على الهرب كرؤية أحد الأبوين يعتمد في حل المشاكل على الهروب.
تقوية المناعة النفسية
1.
تعديل طريقة تفكيرنا في استقبال الأخطاء وحتى في استقبال المشاكل، وأن المشاكل لا
تحل وإنما نقوم بإدارتها لأن حل المشكله هو عدم حدوثها من الأساس، وتقبلنا جميعًا
في استقبال الخطأ؛ وذلك لرؤية ما سوف نحصل عليه من نتائج وتعليم نتعلمه من تلك
الأخطاء وتعلم كيفية السيطرة على الأفكار عن طريق البحث في ذلك.
2.
العلم أنه حينما نقرر نسيان الشيء وركنه فإنه يتم مسحه من العقل الواعي وترسيخه في
العقل اللاواعي والتعامل مع فضفضة مشاعرنا بشكل جيد، وذلك عن طريق الكتابة أو
البكاء دون حرج أو الكتابة أو الرقص؛ حيث من الضروري تفريغ الطاقه السلبية.
3.
التخلي عن البيئة السلبية واستبدالها ببيئة إيجابية، وإن لم تستطع فعليك توسيع
دائرة علاقاتك لتشمل أشخاصًا إيجابيين، ويمكن أيضًا تزويد مداخل الطاقة الإيجابية
في حياتك حتى عن طريق متابعة الأشخاص الناجحين وتعمد تفريغ طاقتك بعد حوارك مع
الأشخاص السلبيين؛ حتى لا يتراكم دون أن تشعر.
4.
التقبل والرضى بكل هدايا الله سبحانه وتعالى وبكل المشاكل والبحث في ذلك والتدريب
عليها باستمرار، والتعامل السليم مع أحزان الماضي أو ما تم تخزينه بطريقة خاطئة،
أو ما تم غرسه من معتقدات خاطئة.
5.
وضع الأهداف الصغيرة جداً وتنفيذها مع المكافأة لتنفيذ هذه الأهداف، مع تخصيص وقت
في اليوم للاستمتاع به.
6.
أن تعمل الأشياء التي تنمي وتجعل النفس أكثر السعادة كالنوم مبكراً وإعطاء الراحة
من وقت لآخر والرياضة والأكل الصحي.