أول أستاذة في هارفارد.. «سيسيليا باين» أنهت سيطرة الذكور على المجتمع العلمي
الجمعة 08/يوليه/2022 - 06:01 م
إسراء الحسيني
حينما يكون المجتمع العلمي عدوًا للمرأة حيث لا تُمنح الدرجات العلمية إلا للذكور فقط، هنا لابد وأن تخرج نماذج نسائية تثبت للجميع أن المرأة لا تقل عقلًا ولا تفكيرًا عن قرنائها من الذكور وهذا بالفعل ما حدث من عالمة الفلك والفيزياء الفلكية سيسيليا هيلينا باين والتي استطاعت في ظل ذلك التمييز أن تثبت وجودها وبجدارة.
ميلاد سيسيليا باين
ولدت سيسيليا باين في ويندوفر بانجلترا في العاشر من شهر مارس عام 1900 لأب مؤرخ وموسيقي مشهور بلندن وهو إدوارد جون باين والذي توفي وهي بعمر الرابعة لتقرر والدتها إيماليونورا أن تقوم بتربية أبنائها الثلاثة بمفردها.
الشهادات العلمية التي حصلت عليها
في بداية تعليمها التحقت سيسيليا بمدرسة القديس بولس للبنات وحينما جاء عام 1919 حصلت على منحة كلية نيونهام بجامعة كامبريدج لتصطدم بأولى أشكال التمييز حيث لم تحصل على درجتها العلمية نظرًا لأنه كان تمنح تلك الدرجات للذكور فقط دون الإناث وظل هذا الأمر هكذا حتى عام 1948، لترى أنه ليس أمامها سوى الحصول على منحة لكي تنتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية كي تلتحق بالعمل كمعلمة بعد ما لاقته من استبعاد للمرأة من الحصول على الدرجات العلمية.
حبها للفلك
بدأ حب سيسيليا لعلم الفلك أثناء تواجدها بكلية نيونهام بجامعة كامبريدج حيث استمعت إلى محاضرة حول الرحلة الاستكشافية التي قام بها أحد علماء الفلك وهو آرثر إدينجتون لجزيرة برينسيبي بخليج غينيا وذلك لمراقبة وتصوير النجوم بالقرب من الكسوف الشمسي، لتنتقل بعدها إلى الولايات المتحدة كي تحصل على زمالة تمكنها من دراسة المرصد وبالفعل تم لها ذلك حيث أصبح متاح للنساء منذ عام 1922، لتحضر بعدها الدكتوراه 1925 وتصبح أول شخص يحصل على هذه الدرجة العلمية في علم الفلك وكان ذلك من كلية رادكليف.
زواجها
تزوجت سيسيليا عام 1934 من عالم الفيزياء الفلكي الروسي سيرجي جابوشكن بألمانيا وتنجب منه 3 أطفال ولكنها ظلت نشطة برغم ذلك في حياتها المهنية.
المناصب التي تولتها
تولت سيسيليا العديد من المناصب والتي بها أحدثت ضجة في المجتمع العلمي الذي يهيمن عليه الذكور حيث كانت أول إمرأة تم ترقيتها إلى درجة أستاذ من ضمن هيئة التدريس بجامعة هارفارد وذلك بكلية الآداب والعلوم، كما انتخبت كعضو الجمعية الفلكية الملكية بجامعة كامبريدج عام 1923 برغم أنها كانت طالبة آنذاك، ونالت عضوية الجمعية الفلسفية الأمريكية عام 1936، وكذلك عضوية الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم عام 1943، لتقرر التقاعد عن التدريس عام 1966 ومن ثم عينت كأستاذة فخرية بجامعة هارفارد وواصلت أبحاثها كعضو من أعضاء فريق العمل في مرصد الفيزياء الفلكية.
الجوائز التي حصلت عليها
حصلت سيسيليا طوال مسيرتها العلمية على العديد من الجوائز من بينها جائزة آني جاي كانون في العلوم الفلكية، وكذلك الجائزة التقديرية من كلية رادكليف عام 1952، وميدالية ريتنهاوس من جمعية ريتنهاوس الفلكية في معهد فرانكلين 1961، أما عن كتبها والتي رصدت أبحاثها في مجال الفلك فهي كتاب النجوم عالية اللمعان، وكتاب النجوم المتغيرة، وكتاب مقدمة في علم الفلك، بالإضافة إلى كتاب النجوم المتغيرة والبنية المجرية وآخيرًا كتاب المستعرات المجرية.
اقرأ أيضًا..