«من فتح الخشم إلى حمام الدخان».. أغرب عادات تجهيز المرأة السودانية بدارفور للزواج
السبت 02/يوليه/2022 - 07:54 م
سيد مصطفى
تعتبر السودان بلد متنوع العادات والتقاليد والثقافات وتتجلى أبرز صور هذا التنوع في الزواج وعاداته، والتي تختلف من مكان لآخر وإقليم لآخر داخل السودان، وتعتير من الأقاليم الأكثر تميزًا هي دارفور بمساحة تتجاوز دولة فرنسا، وهو الإقليم الذي شهد واحدة من أعنف الصراعات داخل القارة الأفريقية، والتي لا تزال آثارها لم تمحى حتى الآن، ورغم ذلك لا يزال يحافظ الإقليم على عاداته وتقاليده الراسخة في الزواج، وسنتحدث اليوم عن أحد مراحل تلك العادات وهي تجهيز العروس.
كشف الكاتبة إنعام النور، مديرة "المركز الإعلامي لدعم أنشطة المرأة"، والحائزة على جائزة المرأة العربية للإبداع، أن العادات والتقاليد المرتبطة بالزواج في دارفور مشتركة ومتقاربة متقاربة عند غالب القبائل وكل العقود التي تبرم تكون وفقا للكتاب والسنة والمنطقة الغربية غنية جداً بالتراث والعادات والتقاليد وما نتطرق إليه في هذه الدراسة لا يمثل إلا ملامح فقط.
فتح الخشم
وأكدت النور لـ"الطريق"، أن من هذه العادات المشتركة عادة (فتح الخشم) فعند التقدم للبنت وتتم الموافقة بعبارة (خير وألف خير) أو ( أعطيتك البنت لتكون ابنة لك وزوجة لابنك) يقوم أهل العريس بوضع مبلغ رمزي من المال يعرف بـ ( فتح الخشم).
الزواج بين القبائل
ومن الأمثال الدارفورية التي تحض على الزواج (زوج بناتك للقبائل تكون سلطان) يدعو هذا المثل إلى تبادل المصاهرة بين القبائل الأمر الذي من شأنه أن يؤلف بين القلوب، بحسب النور.
الشيلة
وأضافت الكاتبة السودانية، أنه من العادات (الرحَل) أو الشيلة وهي قاسم مشترك بين كل القبائل فقط يكون التفاوت في مدى الاستطاعة والتي يشتريها العريس لعروسه، وهي عبارة عن مستلزمات العروس ( الشنطة) ومواد استهلاكية مختلفة ( بصل – سكر – فحم – ذرة .... الخ) إضافة للبهائم ومبلغ من المال، ويليه (عقد القران) ويتم بحضور ولي العريس وولي العروس وغالبا ما يتم داخل المسجد بعد الاتفاق على مقدار المهر.
دق الريحة
عادة دق الريحة مرتبطة بشنطة العروس التي تحوي بداخلها أعواد الصندل والعطور بانواعها المختلفة وتبدأ مراسم دق الريحة بعد أن ترسل أم العروس مندوبا لدعوة إحدى النساء المتخصصات في إعداد العطور والأبخرة وتتم أيضا دعوة مجموعة من نساء الحي ثم توضع العطور على الصينية وهي على قسمين:
(الخمرة – البخور – الدلكة – الكركار وكل أصناف الجيارة )
والريحة الناشفة أي الجافة وهي تشمل البخور بأنواعه ( عود القماري – صندل – الضفر .... الخ)
من أغاني دق الريحة
قالوا جابو ريحة كتيرة وزايد
خمسين فندق بلا عمايد
*
حوش كبير الحوش
سيدي وين نايم؟ مع ام تمايم
حبس العروس
حبس العروس وتحضيرات الأم من العادات الشائعة في مجتمع دارفور عند البدو وتكون مدة الحبس قصيرة يمشط شعرها ويوضع عليه بعض الزينة مثل ( الودع) وتزف إلى زوجها أما في الحضر تمتد مدة الحبس إلى أيام طويلة ويبدأ الحبس حسب اتفاق الطرفين بعد تحديد مواعيد الزواج ويراد من حبس العروس تغذيتها بالطعام الجيد مثل (المدايد واللبن) عند بعض القبائل تأتي أم العريس بهذه المأكولات ومعها برش الدخان ومعه جوال من حطب الطلح.
يقوم بتدريب العروس وتجميلها صديقاتها المقربات ويبدأ التجهيز بعمل أقنعة البشرة والوجه وكانت في السابق من المواد الطبيعية مثل ( قشرة البرتقال – دقيق الدخن – الدلكة ) وغيرها من الأشياء الطبيعية.
وعندما يقترب الموعد تبدأ عادة ( شيل الحلاوة ) وهي عبارة عن مادة لزجة من السكر والليمون توضع في النار وتستخدم في ازالة الشعر وتنعيم الجسم في السنوات الأخيرة دخلت وسائل حديثة في تجهيز العروس مثل كريمات التفتيح والمكياج وغيرها وقد انتشرت محلات الكوافير ومستحضرات التجميل ورغم ذلك هناك من يتمسك بالعادات القديمة .
حفرة الدخان
ومن العادات المرتبطة بحبس العروس هي حفرة الدخان وهي عبارة عن حفرة بعمق وطول معين توقد فيها النار وتجلس بها العروس وتدهن كنوع من أنواع الحمامات الطبيعية للبشرة، وهي عادة ليلية تتميز أنها تتم ليلاً.
اقرأ أيضًا..