قصة المثل الشعبي "على قد لحافك مد رجليك" كما وردت بالتراث القديم
الثلاثاء 07/يونيو/2022 - 03:20 م
إسراء الحسيني
تعد الأمثال الشعبية قادرة على إيجاز الموقف الذي نمر به في بضع كلمات بسيطة والتي تحتاج لشرح طويل نسبيًا، فمثل اليوم يتم استخدامه حينما نرى أحد الأشخاص يتعامل بأسلوب وطريقة على عكس حقيقة وضعه كأن يصرف العديد من لأموال وهو مرتبه لا يأتي نصف ما قد قام بصرفه من الأساس هنا يأتي دور هذا المثل والذي يُعد حكمة أيضًا ألا وهو "على قد لحافك مد رجليك".
أصل المثل
تعود قصة هذا المثل إلى قديم الزمان فكما وردت في التراث القديم كان يوجد شاب ورث عن أبيه أموالًا طائلة لا حصر لها ولكونه لم يتعب هذا الشاب في جمعها أخذ ينفقها يمينًا ويسارًا حيث يُقيم الحفلات في منزله ويذهب إلى السهرات وكان يقوم بجمع أصحابه ويقوم بالدفع لهم مما جعل الكثيرون يتقربون منه للمنفعة فقط لا أكثر من ذلك، إلى أن جاء يوم ونفذت كل هذه الأموال وانفض الجميع من حوله.
على قد لحافك مد رجليك
ليُقرر الشاب بعدها ترك بلدته والذهاب للبحث عن عمل في بلدة آخرى حتى وجد بستان في طريقه فطلب من صاحبه العمل لديه فوافق الرجل ولكنه لاحظ أن هذا الشاب لا يُجيد عمل شئ على الإطلاق فاستوقفه ذات مرة ليسأله عن قصته، وعندما فرغ الشاب من سرد قصته قال له صاحب البستان أنه يعلم والده وأنه كان لديه ثروة من الصعب أن تنتهي، واستكمل كلامه للشاب قائلًا أنت غير معتاد على هذا العمل لكونك إبن ترف وأنا لا أريد لك أن تُذل أو تُهان، ليعقد صاحب البستان قران الشاب على ابنته ويعطيه بيتًا صغيرًا يسكن فيه ويكن قريبًا من البستان، كما أعطاه جملًا وقال له احتطب وبع وكل من عمل يدك ونصحه بتلك النصحية والتي صارت مثلًا يتداوله الجميع حتى يومنا هذا حيث قال له يا ولدي إني أنصحك بأن "تمد رجلك على قدر لحافك" لتكن تلك النصيحة هي النقطة الفارقة في حياة الشاب حيث اختلفت طريقته وأسلوبه في الحياة فصار أعقل في تصرفاته وفي انفاقه للأموال التي يكسبها.