المحنة والمنحة.. دموع وشجاعة "نبيلة مكرم"
هي شعلة من النشاط والحماس اعتبرت كل المغتربين أبناءها وإخواتها.. نالت
حبهم واحترامهم.. لم تتأخر يومًا عن خدمة مصري طلبها أو لم يطلبها.. حصدت كل هذا الحب
وظهر ذلك بوضوح في محنتها.
فهي أم لثلاثة أبناء الأكبر متهم
في جريمة قتل.. خبر صاعق ومحنة شديدة تتطلب قوة صبر فولاذية وقدرة خارقة على التحمل..
ابنها في محنة وليست محنة عادية بل جريمة قتل.. من ذا الذي يستطع تحمل ذلك بدون ضجر
واعتراض ليس على أمر الله ولكن على نظرات الشماتة التي تطاردها من قبل الحاقدين.. اللهم
لا شماتة كيف تشمتون في أم ينفطر قلبها على فلذة كبدها؟!
دموعها تتساقط ليل نهار.. توتر قلق خوف.. كيف لا وهو فلذة كبدها ابنها
وحبيبها وصديقها فهو الأكبر أول فرحتها.. هي الأم التي كانت تراقب سنوات عمره كلما
كبر عامًا هللت وكبرت إلى أن أصبح شابًّا يافعًا جميلًا خلوقًا مصدر فخر لها.
لقبها المصريون بوزيرة الإنسانية هل يتركها الله في محنتها لا والله سوف
تُنْصَر ولو بعد حين.
ذهبت إلى المحراب تصلي وتبكي وتدعو ربها أن ينجي فلذة كبدها من هذه المحنة،
وأن لا يجعلها ترى فيه ما يحزنها، ونحن ندعو ربنا الحنان المنان أن يمن على نبيلة مكرم
الإنسانة، ويرد لها ابنها من هذه المحنة ردًّا جميلًا.
لا أعرفك سيدتي ولم ألتقِ بك يومًا ولكن عبر صفحات السوشيال الميديا وجدت
كل هذا الحب والدعوات والتمنيات بالخروج من هذه المحنة بسلام.. ماذا بينك وبين ربك
يا بنت مكرم؟!
كل هذا الحب والتقدير في قلوب المصريين فلا تخافي ولا تحزني.. دعوة من
شخص قد يرفع الله بها البلاء.
عن استحقاق وجدارة يمنحك جميع المصريين بالداخل والخارج وسام الشجاعة
من الدرجة الأولى؛ لأنك خرجت بدون تزييف.. بدون كذب.. وأعلنتِ بكل صراحة وشفافية ووضوح
أنك في محنة، وسوف تتحول هذه المحنة إلى منحة من الله.. وما أدراكِ بمنح الله! وسوف
يجبر الله بخاطرك ويحول حزنك إلى فرحة ويشاركك المصريون كلهم هذه الفرحة ويموت الشامتون
بغيظهم.