حكاية مثل «رجعت ريمة لعادتها القديمة» وعلاقته بحاتم الطائي
الثلاثاء 24/مايو/2022 - 11:42 م
إسراء الحسيني
الكرم من العادات المحمودة لدى البشر، وعلى العكس منه فالبخل من الصفات المذمومة بل والمُنفرة أيضًا، فما بالكم لو تزوج رجل كريم بامرأة بخيلة، فكيف ستكون شكل تلك الحياة وكيف يتعامل كل طرف مع الآخر، ذلك ما حدث في قصة حاتم الطائي الرجل الذي اشتهر بالكرم الشديد، وزوجته التي اشتهرت على العكس منه بالبخل الشديد بين جيرانها، لتحكي لنا القصة أصل المثل القائل: "رجعت ريمة لعادتها القديمة".
حاتم الطائي وزوجته
كانت زوجة حاتم الطائي تُدعى حليمة، وكانت امرأة شديدة البخل للدرجة التي كانت تجعلها تضع القليل من السمن في طعامها ما كان يجعل طعامها سيئ للغاية ولا يتناوله أحد، ونظرًا لعدم رضا الطائي عن تلك الصفة فيها، فحاول معها ذات مرة أن يُغير هذا الأمر بها فأخذ يروي لها قصة من الأثر القديم مفادها أنه كلما زادت المرأة ملعقة من السمن في طعامها كلما زادها الله يومًا في عمرها، وهذا الأمر هو ما دفع حليمة إلى زيادة السمن في طعامها للدرجة التي جعلت منه أطيب مذاقًا.
رجعت ريمة لعادتها القديمة
ليأتي اليوم الذي تبدل فيه الحال بالنسبة لحليمة حيث توفي ولدها الوحيد والذي كانت تحبه كثيرًا، وهذا الأمر أتعبها نفسيًا بصورة كبيرة، حيث وصل بها الأمر إلى أنها تمنت الموت لنفسها، لتعود في تقليلها في كمية السمن التي تضعها في طعامها، معتقدة أن ذلك سوف يُقلل أيامها في الدنيا، ومن ثم ستموت قريبًا وتذهب لابنها الذي فقدته، ليأتي حاتم الطائي ويراها وهي تفعل ذلك بالسمن، ليقول جملته التي صارت مثلًا شهيرًا حتى اليوم وهي "رجعت حليمة لعادتها القديمة" لتتناقله الأجيال، حتى تغير الاسم من حليمة إلى ريمة، هذا ويستخدم هذا المثل عندما يتغير حال شخص بشكل كبير ولكنه سرعان ما يعود لطبيعته الأولى.
اقرأ أيضًا..