اللي اختشوا ماتوا.. قصة مأساوية في شوارع المحروسة وراء حكاية المثل الشهير
السبت 21/مايو/2022 - 03:06 م
إسراء الحسيني
لا تخلو حياتنا من الأحداث والتي نجد أنفسنا دون أن نشعر نستخدم أحد أمثالنا الشعبية القديمة في أي موقف يُصادفنا، نظرًا لتشابه ما قد نمر به مع هذه الأمثال، والتي تُعد خلاصة تجربة الشعوب، ولعل المثل الذي سوف نتناوله خلال السطور القادمة يكمن خلفه قصة مأساوية، كما نستخلص منه عظة وعبرة في حياتنا.
مصر خلال القرن الـ17 و18
كانت تنتشر في مصر خلال فترة القرنين السابع عشر والثامن عشر الحمامات العامة المُخصصة للنساء والتي أٌقيمت بهدف النظافة الشخصية وهو ما يتشابه مع ما يسمى بالحمام المغربي أو غرف الساونا في عصرنا الحالي، حيث كانت هذه الحمامات مبنية من الخشب فجدرانها وحوائطها وكذلك سقفها جميعها بالخشب وكان يتم تسخين أرضيتها بواسطة الخشب والحطب.
اللي اختشوا ماتوا
وفي أحد الأيام اشتعلت النيران في أحد هذه الحمامات وحينها هرولت بعض النساء دون تفكير إلى خارج الحمام وكن لا يرتدين سوى الفوط حول أجسادهم كي يُنقذن أنفسهن من الحريق والموت، في حين امتنعت أخريات عن الخروج إلا بعد أن ترتدي جميع ملابسها كي لا تخرج عارية أمام الناس وهن من لاقوا مصرعهن إثر الحادث، وحينما تم سؤال الحارس من قِبل مالك الحمام عن واقعة الحريق وهل هناك موتى جاءت إجابته والتي أصبحت إلى الآن مثل يتردد ألا وهي "نعم إللي اختشوا ماتوا".
أحداث مُشابهة في العصر الحديث
وتشابهت تلك القصة والتي جاء من رحمها هذا المثل مع قصص أخرى في العصر الحديث مثل المعلمة العراقية والتي اشتعلت النيران في سيارتها وحينما قامت مهرولة إلى خارج سيارتها كي تُنقذ نفسها من الحريق تفاجأت بأن النار قد التهمت ملابسها كاشفة عن جسدها مما جعلها تعود إلى سيارتها كي تستر جسدها بالنار والدخان وتختار الموت على أن يُكشف الجسد وكانت تلك القصة أحدث ضجة كبيرة في ربوع الوطن العربي بأكمله وليس العراق فقط.
استخدامات المثل
ونستخدم نحن هذا المثل اليوم حينما نُريد أن يقوم أحد بفعل شيء ويتركه من الخوف فنقول له إفعل ذلك فاللي اختشوا ماتوا، ولكن هناك سبب آخر لاستخدامه وهو أن الحياء أصبح قليل وذلك بحجة أن "اللي اختشوا ماتوا".
اقرأ أيضًا..