علامات تؤكد إصابة طفلك بالتوحد.. تعرفي عليها
الثلاثاء 24/نوفمبر/2020 - 09:33 م
آيات الخطيب
من أكثر الأمراض التي أصابت العلماء والأطباء بحيرة شديدة، هو التوحد أو كما يطلق عليه "طيف التوحد"، الحيرة صاحبت العلماء في تشخيصهم للمرض، وفي مراقبة مدى تأثيره على كل فرد غير الآخر، وحيرة أكبر في اختيار العلاج الملائم لكل حالة.
ففي الوقت الذي تتسع فيه رقعة المصابيين بالمرض، تتعدد طرق العلاج والتوصيف، وتعددت الإحصاءات والأرقام حول هذا المرض، فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن هناك طفل واحد مصاب بالتوحد من بين 160 طفل عالمياً، فيما أقرت منظمة الأمم المتحدة، أنه نحو 1% من سكان العالم مصابون بطيف التوحد، أي ثمة نحو 70 مليون شخص مصابين بالتوحد في العالم، مع الأخذ في الاعتبار أن انتشار اضطرابات هذا المرض يزداد على المستوى العالمي يوماً بعد الآخر.
الوجه الصامت
كثير من الأمهات يقعن في حيرة هل طفلهن مصاب بالتوحد أم لا؟ خاصة وأن سماته قد تظهر مجتمعة أو منفردة، إلا أن هناك أعراض ثابتة أتفق العلماء فيما بينهم عليها، أحد أكبر السمات التي تلازم الشخص المصاب بالتوحد هو ثبوت ملامح وجهه بشكل دائم، فهو غير قادر على إظهار الإنفعالات السلبية أو الإيجابية من خلال ملامحه، وهذا ما قالته الدكتورة منال زكريا، أستاذ علم النفس الإكلينيكي، موضحة أن الطفل المتوحد لا يمكن لأحد أن يتعرف على حالته المزاجية من خلال ملامح وجهه، وبالتالي يصعب تحديد رد فعله على أي شيء، كما أنه يجد صعوبة في فتح أو بدء الحديث مع الغير، هذا بخلاف أنهم غير قادرين على الإستجابة السريعة أو المتوقعة في أن واحد.
قدرات عقلية خارقة
وأوضحت "منال" أن القدرة الذهنية للأطفال المصابون بالتوحد متغير جداً وغير ثابت بمعنى أن هناك طفل مصاب تكون قدراته الذهنية مرتفعة جداً تصل لحد العباقرة والمبدعين، وطفل آخر يكون متدهور بشكل ملحوظ، يصل لحد الإعاقة الذهنية، العامل الوحيد الذي يحدد ذلك هو القدرات الطبيعية لكل طفل ومدى استجابته في التعامل مع المرض.
اضافت منال أنه بالرغم من قدراتهم الذهنية الخارقة إلا أنهم غير قادرين على مواصلة التواصل البصري بشكل مستمر فبمجرد رؤية المصاب بالتوحد ووقع نظرك في نظره تجده يصرف نظره عنك، لأنه غير قادر على التواصل البصري مع المحيطين به .
أعراض ظاهرية
أما فيما يتعلق بالأعراض السلوكية أوضحت سامية عيد استشاري علم النفس السلوكي أن الشخص المصاب بالتوحد يهوى تكرار سلوكه، يكرر كل فعل يقوم به عدة مرات متتالية، حتى حديثه يكرره كثيراً على الرغم من عدم رغبته في الحديث فترة طويلة، كما أن لديهم تأخر حركي يظهر في بطء شديد في جميع تحركاتهم، هذا بخلاف أن معظمهم يعاني من حساسية بصرية كبيرة تجاه الضوء، لا يمكنهم النظر فترة طويلة للضوء أو تدقيق النظر في أي شيء يوجد حوله إضاءة مرتفعة.
النوم
من أكثر السمات المحيرة لمرضى التوحد هو اضطراب النوم، فيقع مكانهم أقصى القطبين، إما لديهم أرق دائم ولا يحبون النوم، ولديهم القدرة على الإستيقاظ أيام متواصلة، أو على النقيض تماماً لا يريدون أن يستيقظوا ويناموا معظم وقتهم، ولا يشعروا برغبتهم في الإستيقاظ.
أسباب التوحد
كل الاضطرابات المتغايرة سالفة الذكر والمؤدية لمرض طيف التوحد تبين أن لها عدة أسباب من بينها أسباب وراثية، فقد اكتشف الباحثون وجود عدة جينات يرجح أنها المسؤولة عن الإصابة بالتوحد، بل وتؤثر على نمو الدماغ وتطوره وعلى طريقة اتصال الخلايا بداخله.
مضيفة أن الأسباب قد تكون بيئية من خلال عدوى بيئية أو فيروسية ومن الممكن أن يكون السبب هو الدمج ما بين الأسباب الوراثية والبيئية.
العلاج
على الرغم من صعوبة تحديد علاج ثابت أو موحد لمرض التوحد، إلا أن هناك اجتهادات عديدة قدمها العلماء مؤخراً هدفها التعايش مع المرض اكثر من القضاء عليه، معظمها يرتبط بتدريبات سلوكية.