«دلال عبد القادر» مسحراتية المعادي: «برجع كل يوم صوتي رايح وبحاول أحبب الأطفال في رمضان»
الخميس 28/أبريل/2022 - 02:56 م
سيد مصطفى
لا يمكنك أن تخطئ صوت دلال عبد القادر المسحراتية الذي يوقظ الصائمين في شوارع حي المعادي بالقاهرة خلال أيام الشهر الفضيل، وهي أول مسحراتية بل والمسحراتية الوحيدة في مدينة الألف مئذنة بتاريخها العريق، ليقف التاريخ متعجبًا كيف قامت بتغيير عقارب الزمان وتسلمت الطبلة وسط مدينة يتوارث فيها المهنة الرجال، ولذلك أجرت معها "هير نيوز" حوارًا كشفت فيه الكثير من الكواليس والأسرار عن مزاولتها مهنة التسحير، وإلى نص الحوار:
كيف كانت بدايتك مع فكرة المسحراتي؟
كانت بدايتي مع الفكرة عندما اصطحبني شقيقي المسحراتي وأنا طفلة معه، وكنت أتجول معه مثل باقي الأطفال في أثناء عمله بأيام الشهر الفضيل، حتى جاء عام 2011 ليتوفى قبل رمضان بشهر.
ما قصة أول يوم قمتِ بالتسحير فيه بمفردك؟
كان أول يوم لي مع التسحير عندما وجدت نفسي تلقائيًا دون أن أشعر أحمل طبلة شقيقي وأمشي في الشارع في رمضان التالي لوفاته لأقلده وأغني أغانيه، لأفاجأ بتشجيع غير مسبوق من أهالي المنطقة، وقالوا لي إني امتداد لعمل أخي وعوض حقيقي عنه، ومنذ ذلك اليوم وكل عام "أسحر" يوميًّا في رمضان.
اقرأ أيضًا..
هل استغربت الناس الفكرة بوجود مسحراتية "أنثى" في الحي؟
الناس لم تستغرب الفكرة؛ لأنهم يعلمون أخي مسحراتي وأني كنت أرافقه في جولاته، وأصبحوا يشجعونني ويدعمونني؛ لأنهم يريدون ألا تندثر المهنة.
هل توجد لديك رسالة داخل التسحير؟
التسحير ليس أن تسير بطبلة في الشارع، ولكن يعني أن تحبب الأطفال في طقس رمضاني يحدث كل عام، بنادي على أسماء الأطفال وأسماء الكبار، وأنا لا أبتكر أو أرتجل، فتقول الأشياء الجميلة التي تربت الأجيال في مصر على سماعها، مثل: "يا أولاد حارتنا اتلموا.. شوفوا رمضان وخفة دمه"، الأطفال حفظوا الأغنية وبدؤوا يرددونها.
ما أبرز الأشياء التي تقوليها أثناء التسحير؟
أقوم بأداء أشياء جميلة من تراثنا مثل أغنية محمد فوزي هاتوا الفوانيس يا أولاد، أو النقشبندي ماشي في نور الله والثلاثي المرح وحوي يا وحوي، ويطلبون مني إعادة أغاني رمضان لهم.
رسالة موجهة للأطفال
هل يتعارض التسحير مع تجهيز وجبة السحور لأولادك؟
السحور ساعتين، أبدأ طواف الساعة 12 وأعود على الساعة الثانية أو الثانية والنصف، ثم أبدأ في تجهيز السحور لأولادي.
طول ما أسير بطبلتي الناس تحترمني، والمضايقات جاءت بعد نشر الإعلام عنها وعما تقوم بها، وبدأ السكان يتهكمون عليها بكلمات مثل "أنت اتشهرتي" أو "لا أحد يستطيع أن يكلمك" وأوضح لهم أني أبسط خلق الله وأن لي رسالة طيبة موجهة للأطفال.
اقرأ أيضًا..
هل كان لك مهنة غير التسحير؟
أنا في الأساس كنت أعمل مكوجية ولكن بعد أن أصابني المرض في القلب وفي القدم تركت مهنة "المكواة"، واقتصر دوري على التسحير كل عام في رمضان وتربية أولادي ورعايتهم.
هل واجهتِ اعتراضات من الأسرة؟
واجهت اعتراضات في البداية من أسرتي؛ نظرًا لكونها مهنة شاقة، وأنهم كانوا يرون شقيقي يأتي مجهدًا بعد عمله كل يوم في رمضان، ولكنهم عندما وجدوا تعلقي بمهنة التسحير، ولا أجد نفسي إلا في ذلك تركوني أعمل بحريتي.
اقرأ أيضًا..
قدمي تؤلمني
هل توجد ضريبة صحية لمهنة التسحير؟
نعم أعود يوميًّا صوتي رايح وقدمي تؤلمني.
وما قصتك مع النداء على الأسماء؟
كل يوم أنادي على الأسماء، الأولاد يريدون أن أنادي عليهم أكثر من مرة وإذا نسيت اسم أيٍّ منهم يخرج من النافذة ويذكرني باسمه وأفرحه، وأقسم المنطقة على مرحلتين كل مرحلة في يوم مختلف، وخاصة أنه لا يقتصر دوري على مناداة الأسماء فقط بل يمكن أن أظل في الشارع لأكثر من نصف ساعة.
هل تطوفين على أهالي الحي في العيد كما يفعل المسحراتية؟
آخر يوم لي في السحور هو يوم الوقفة، هذه الليلة أسلم على أبناء الحي ومن يريد أن يتصور معي أو يسجل اسمه ومن يريد أن يعطيني شيئًا بسماحة نفس يفعل ذلك، ولكن لا أطوف على الناس نهارَا كما يفعل باقي المسحراتية.
هل يوجد نصيب لأبنائك من قيامك بالتسحير؟
أبدأ بالنداء على أولادي في بداية نزولي إلى الشارع، ويتضايقون إذا نزلت يومًا ولم أنادِ على أسمائهم.
خليفتي في مهنتي
هل يوجد أحد من أبنائك مؤهلاً لخلافتك؟
أكثر أبنائي مؤهلاً لخلافتي وخلافة خاله ابني الأوسط وهو صوته جميل ويغني مواويل.