محمد مصطفى صبي يبلغ من العمر 14 عاماً،
ملتزم دينياً ومتفوق دراسياً، هادئ الطباع، اعتاد على أن يقوم بمساعدة الجيران وكل
من يحتاج للمساعدة؛ لذا كان محبوباً لدى الجميع ولم يحدث أن تشاجر مع أحد أو اختلف
معه، أما وسط أسرته فكان مطيعاً وباراً بوالديه، ومع دخول شهر رمضان المبارك، اعتاد
أن يقوم بختم القرآن الكريم، وأداء صلاة التراويح في المسجد.
لفظ أنفاسه الأخيرة
في اليوم الأخير خرج بصحبة صديق له عقب صلاة التراويح، وحدث خلاف بين صديقه وأحد زملائه قام على إثره المتهم بمحاولة
الاعتداء على صديقه، فتدخل محمد للتصدي له ومعاتبته، فحذره المتهم بالابتعاد وعدم التدخل،
إلا أن محمد حال دون أن يقوم هذا الشخص بالاعتداء على صديقه، فانصرف بعد أن توعده وأخذ
محمد صديقه وانصرفا، وفي اليوم التالي نوى محمد أن يتناول الإفطار مع صديقه واستأذن
والدته لكنه قرر ألا يذهب ويفطر وسط أسرته، وكأنه كان يشعر بدنو أجله، ثم قام لأداء
صلاة المغرب عقب الإفطار وقرأ جزءًا من القرآن، وبدأ يستعد للذهاب للمسجد، ويبدو أن شعورًا ما قد انتاب والدته فطلبت منه أن يصلي التراويح في البيت، لكنه أصر على الذهاب للمسجد
وعقب انتهائه من الصلاة وخروجه، قابله المتهم وحاول إيقافه والاحتكاك به لكنه لم يعره
اهتمام، فباغته بطعنة غادرة في رقبته ثم فر هاربًا، بينما سقط المجني عليه مغشياً عليه
وتجمع الأهالي حوله وقام أحد أصدقائه بحمله ونقله لإحدى الصيدليات في محاولة لسرعة
إسعافه، لكن نصحه الصيدلي أن يتوجه به إلى المستشفى على وجه السرعة لوقف النزيف، وتم
نقله لمستشفى السنطة العام ونظرًا لسوء حالته وإصابته بنزيف حاد تم نقله إلى مستشفى
الطوارئ الجامعي بطنطا لإنقاذه إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة متأثراً بإصابته.
اقرأ أيضًا..
ضبط المتهم
بالفحص تبين مقتل الطالب إثر قيام زميله
بطعنه بمطواة بعد مشادة نشبت بين صديق المجني عليه وأحد زملائهما في المدرسة تطورت
إلى مشاجرة بينهم بسبب اللعب وقام على إثرها المتهم بالتعدي عليه بالضرب بمطواة؛ مما
أدى لإصابته بنزيف حاد جراء طعنة نافذة ووفاته، تم تشكيل فريق بحث تحت إشراف اللواء
ياسر عبد الحميد مدير إدارة البحث الجنائي، وتم إلقاء القبض على الصبي المتهم وتحرر
محضر بالواقعة وقررت النيابة حبس المتهم ٤ أيام على ذمة التحقيقات وندب الطب الشرعي
لتشريح الجثة والتصريح بالدفن.
وقالت والدة مصطفى الشرقاوي أن نجلها كان
حافظًا لكتاب الله ولا يحب المشاجرات أو المشاحنات، موضحًة أنه قبل الواقعة بيوم كان
يفرق بين القاتل وأحد أصدقائه في مشاجرة حدثت بينهما حتي لا يصاب أحد، فقام القاتل
بتوعده وتهديده أنه لم يتركه، وفي يوم الواقعة قام القاتل بانتظاره أثناء عودته من
المسجد بعد أداء صلاة العشاء والتراويح، وقام بطعنه في الرقبة، وطالب والد المجني عليه
بالقصاص من المتهم وتوقيع أقصى عقوبة حتى لا يضيع دم ابنه هدرًا.