الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

الباحثة الإعلامية نانسي نبيل تكتب: الأسحار ونبش القبور

السبت 12/مارس/2022 - 05:24 م
هير نيوز

عندما يملأ قلب البعض الحقد والضغينة وحب زوال النعمة لأخيه ويترك ذاته لأهواء النفس الأمارة بالسوء. ويطوع عقله إلي حب الأذى والانتقام لشخص ليس له أي ذنب غير أنه رزق بنعمه ميزته عن غيره ورضي بما قسمه الله له . فيشعل هذه الغيرة المتناهية للكثير من البشر الذين تمردوا على قسمه الله وتوزيعه للأرزاق ، وهم لا يعلمون أن الله موزع الأرزاق بالعدل والمساواة دون زيادة أو نقصان . وساروا في طريقهم إلي حب الأذى والكفر و نزعت من قلوبهم جميع أنواع الرحمة وتملكها شعور الانتقام والغيرة ،فقاموا وتعاونوا مع الدجالين والمشعوذين ومن يطوعون السحر عن طريق تسخير الجن لأذى أنفس بريئة ليس لها أي ذنب لتبدأ رحلتها من المعاناة والعذاب والحزن والمرض والأذى النفسي والبدني وفي كثير من الأحيان يصل بها إلي الجنون أو الموت . فعجز الطب عن تفسير ما يحدث، ووقعوا في دوامة عدم القدرة والسيطرة على هذه الأعراض غريبة التفسير والتأثير، وتمر السنين والأيام ويتضاعف العذاب، ويتمعن من قام بهذا الجرم بالنظر دون أدنى ضمير أو مراجعة ومحاسبة النفس في حق نفس أخرى، ومع إنتشار الكثير من المشكلات المتشابهة والتي أصبحت وسيلة الانتقام الأكثر إنتشارا عن طريق انسياقهم وراء الجهل والكفر والتخلف دون الخوف من يوم الرجوع إلي الله ويوم القصاص العادل ، فباتت القبور هي المخبأ الوحيد لمثل هذه الأفعال لكي يضمنوا الأذى المستمر للشخص المطلوب ، لتحقيق انتصار النفس الشيطانية،  دون وجود أي عظة أو مراعاة لحرمة القبور والموتى.

وانتشرت في الفترة الأخيرة فيما يسمى حملات تطهير القبور أو ما يسمى بنبش القبور ، وتفسير هذه العبارة أن بعض الناس المسؤولون عن تطهير المقابر من الأسحار لهم حق  الاستعانة بالسحرة لتحديد مكان السحر عن طريق فتح المقابر ونبش ما فيها مما يعرض الموتى للأذى فيوجد للمقابر حرمة و للميت حرمة فكيف يتم إختراق هذه الحرمة مستعينين بالسحرة  وما يعاونهم ، وهم الذين آذوا ألاف من البشر وسلموا أنفسهم للشيطان ، فمن اعتاد على صنع الشر لا يمكنه لباس الخير فمن وثق في مساعدة ساحر فإنه أثم ، وقد حرمت دار الإفتاء مايسمي بنبش القبور تحريما قطعيا ، وأكدت «الإفتاء» بأن لا يجوز فتح القبور لهذا الأمر، فلا يفتح القبر على الميت إلا إن تيقن أن الجسد قد بليت عظامه وصار رميما، أو لسبب شرعي كمن لم يجد قبرا يدفن فيه الميت لأن الميت يتأذى .

وعلى الرغم من هذا الرأي الشرعي القطعي إلا أنا كثير من الناس لن ينصتوا لهذا الرأي. وبدأوا في حمالات فتح ونبش القبور بمساعدة المتخصصين والسحرة لازاله الأفعال يعالجون الخطأ بخطأ أخر وهم وضع ثقتهم في سحره ولا يعلمون أن الله يسبب الأسباب لرفع البلاء والأذى في وقت حدده الله  تعالى، وأن كل من تأذى بسبب السحر فإن الله يختبر صبر العبد على هذا الإبتلاء ليجزيك على هذا خيرا ويعوضه الله بأكثر مما كان يتوقع ، دون الإستعانة بأي شخص تخلى عن طاعة الله واختار طريق الأذي والكفر ،ولذلك لابد من أحكام قضائية صارمة تصل إلي حد الإعدام أو المشدد  تطبق علي كل من يثبت أنه قام بفعل سحر أو تعاون في هذا لأنها جرائم لايمكن التهاون فيها لأنها انتشرت بشكل كبير  وهي تمثل الموت العمد لأشخاص أبرياء وأذي نفس ليس لها أي ذنب  تجعلها تذق من العذاب ما يكفيها حتى يصيبها الموت أو الجنون أو الحسرة، فإن دعتك قدرتك علي ظلم وأذى العباد فتذكر قدرة الخالق الجبار.

 

..اقرأ أيضًا

الباحثة الإعلامية نانسي نبيل تكتب: المرأة والتمكين القيادي

ads